هجمة شديدة شنها أولياء الأمور على وزارة التربية والتعليم بعد الاخطاء الفادحة التى تضمنتها امتحانات نصف العام للمراحل التعليمية ابتداء من الابتدائية الى الثانوية العامة الأزهرية، إلى جانب حالة الجدل التى تثار فى بعض الامتحانات الجامعية. وجاءت معظم الأخطاء متضمنة الأسئلة السياسية، الأمر الذى يعد مخالفاً لمعايير ورقة الامتحان، كذلك بعض الأسئلة المحيرة ومنها مفرد «الأقصر» وجمع «مصر». كما ورد بامتحان محافظة القليوبية للصف الأول الثانوى الأزهرى علمى سؤال حول شكل هندسى دون وضع الشكل، بالاضافة الى سؤال التعبير بالصف السادس الابتدائى بإدارة القاهرة الجديدة التعليمية، عن أهالى مسجد قرية الروضة بشمال سيناء، الذى تعرض لعملية إرهابية دموية، حيث طلب واضع الامتحان من الطلاب كتابة «تعزية لأهالى الروضة بسيناء»، والذى اعتبره أولياء الأمور يندرج تحت بند «الأسئلة السياسية»، التى طالبت وزارة التعليم نفسها، بالامتناع عن تضمينها الامتحانات. يضاف الى ذلك سؤال النقد الادبى لطلاب الفرقة الثانية بقسم الإعلام فى كلية الآداب جامعة بنها والذى نص على «اكتب مقالًا عن الرئيس السيسى تحت عنوان «السيسى رجل المرحلة القادمة.. ثم انقد مقالك من حيث الشكل والمضمون» وهو الامر الذى اعتبره بعض الطلاب مخالفة من استاذ المادة للتعليمات التى تقضى بعدم وضع اسئلة سياسية فى الامتحانات. وأخيرا سؤال يقول: ما الجمال فى قول الشاعر «فاستجاب لهم ربهم»، وهى آية قرآنية، وقال خبراء المناهج والتربية إن الاسئلة تكشف عن تدنى المستوى التعليمى لواضعى الامتحانات وغياب الرقابة والمراجعة من إدارات التربية والتعليم، مؤكدين على أن معظم الدورات التى يخضع لها المعلمون بعيدة عن كيفية وضع الامتحانات وتدريبهم على مواصفات ورقة الاسئلة. وقال الدكتور على فارس، باحث فى مجال تطوير منظومة التعليم، انه من الاخطاء الجسيمة التى وقعت فيها الوزارة هذا العام تكليف موجهى المواد بوضع الامتحانات وليس المعلمين حيث إن متابعة الموجه للمدارس تكون من خلال الأعمال الإدارية، وليس الأعمال الفنية، والمحتوى المعرفى للمادة وبالتالى عند وضع الامتحان يضع اسئلة تبدو غير مألوفة للطالب. ونوه «فارس» بأن معظم الأخطاء التى ظهرت فى الامتحانات سببها الطباعة، مستنكرا الاسئلة السياسية التى تؤدى الى خلق الصراعات وهى تعتبر محاولة لجس النبض للشارع وهو أمر خاطئ، لأن تلك الفئة العمرية ذهنهم قاصر عن تقديم اجابات عن المحتوى المعرفى الذى تلقاه. وطالب الباحث التربوي، بتقديم أسئلة تتناسب مع المستوى الثقافى والمعرفى الذى يستقبله وعدم اقحامهم فى المجال السياسي حتى على المستوى الجامعى، قائلا: «المناهج لا تعبر عن احتياجات المجتمع». فيما رأت فاطمة الزهراء كمال حسين، الباحثة التربوية، أن الامتحانات التى يضعها التوجيه تفتقر الى مواصفات ورقة الاسئلة؛ ففى التعليم الفنى يوجد الكثير من الاخطاء فى الامتحان وتتكرر على الرغم من اعداد تقارير يومية الى الوزارة حولها، مشيرة الى أن عدم المتابعة من جانب إدارات الوزارة أحد أسباب تكرار تلك الكوارث. وأكدت الباحثة التربوية، أن المركز القومى للبحوث التربوية مهمته تقديم دورات تدريبية حول طريقة وضع الامتحانات لتفادى الأخطاء خاصة أن التدريبات التابعة لبنك المعرفة غير مناسبة وبعيدة عن تأهيل المعلمين، لافتة الى أن هذا الاخفاق يكشف مدى تدنى مستوى واضعى الامتحان. وعن الاسئلة السياسة، تابعت الزهراء أنها قد تهدف الى تحقيق مبدأ المشاركة المجتمعية؛ فمعظم الطلبة على علم بما يحدث على الساحة السياسية.