حمل روحه على كفه وردد الشهادة وهو أعزل من السلاح، ثم قفز على الإرهابى الذى يحمل الرشاش ويوجهه ناحية كنيسة مارمينا بحلوان، دون ان ينتابه خوف أو تحركه مشاعر سوى حب هذا الوطن والخوف من سقوط المزيد من دماء إخوته فى الوطن الذى استحل الارهاب الأسود أرواحهم، إنه صلاح الموجى الرجل الخمسينى الذى يطلق عليه جيرانه «عم صلاح» أو «الشيخ صلاح». «لم أهجم على الإرهابى وأضربه وهو يسدد طلقات الرصاص حتى يقول الناس عنى إنى بطل بل لمنع الخطر الذى كان سيحصد المزيد من الأرواح البريئة التى لم ترتكب شيئا خاطئا» يقول عم صلاح ل«الوفد» تعليقًا على شهرته الواسعة التى وصل لها بعد موقفه البطولى ووصفته وسائل إعلام دولية بأنه لا تستطيع دولة محاربة الإرهاب إلا إذا كان شعبها مثل عم صلاح. يحكى الشيخ أن الإرهابى كان يتحرك من الكنيسة وحتى المكان الذى قبض عليه فيه ذهابًا وإيابًا لمدة ربع ساعة، وهو رافع السلاح ويقتل كل من يخرج من الكنيسة، والأهالى يختبئون وراء حواجز حتى يتمكنوا من الامساك به «خفت على بقية الناس فنطقت الشهادة وهجمت عليه فقال لى: أنت مش فاهم حاجة، ورددت : أنا اللى هفهمك كل حاجة دلوقتي، ثم اخذت خزنة السلاح التى بيديه وضربته فوق رأسه فسقط مغشيًا عليه». شهرته التى حظى بها والتى وصلت للعالمية يراها الجميع أنها إيجابية تبعث فى نفوس العالم الطمأنينة، ولكن من وجهة نظر أسرته فهى تحمل شقًا آخر وهو الخوف من تربص الارهابيين له، لذلك فإنه طالب بأن تسمح له وزارة الداخلية بترخيص سلاح يدافع به عن نفسه، ولكن هذه الرغبة التى أعلنها ل«الوفد» وصرح بها لوسائل إعلامية أخرى لم يستطع إعلانها ظهر أمس أمام مدير أمن القاهرة عندما قامت المديرية بتكريمه نظرًا لدوشة الموقف والزحمة التى شغلته عن الافصاح عن طلبه. انهالت على عم صلاح التكريمات والهدايا مكافأة له على موقفه البطولي، حيث أهداه رجل الأعمال محمد أبوالعينين رحلة عمرة وسيتولى دفع كافة تكاليف شقة ابنته، كما أهداه سعيد حساسين مبلغا ماليا ورحلة عمرة لزوجته، ومواطنة أهدته 75 ألف جنيه تكريمًا له، ومحامٍ أهداه 20 ألف جنيه. وكشف صلاح فى حديثه ل«الوفد» أنه على موعد مع تكريم جديد له من نيابة أمن الدولة العليا، مكافأة على تصديه للإرهابي، مؤكدًا أنه سيعلن عن طلبه بترخيص سلاح أثناء التكريم. وذكر صلاح الموجى أن عددا من نواب البرلمان اتصلوا بأخيه لإخباره بعزم المجلس على استضافته وتكريمه لتعظيم موقفه، والتعامل معه باعتباره قدوة حسنة وانه نابع من وطنية الشخصية المصرية التى ترفض الارهاب وتضحى فى سبيل الوطن بروحها. وأبدى عم صلاح استياءه مما يتم ترديده بشأن أهالى حلوان واتهام البعض لهم بأن أغلبهم إخوان، قائلا: «كلنا مصريين ومفيش فرق بين مسلم ومسيحى وكل أهالى حلوان إخوات وبنخاف على بعض، وغير حقيقى اللى بيتقال إن فى كتير مننا إخوان».