شهد عام 2017 نقلة نوعية فى الخطاب الدعوى للأزهر الشريف، تمثلت فى تكامل الأذرع الدعوية للمؤسسة، عبر استراتيجية تعتمد على أربع أذرع، يقودها مجمع البحوث الإسلامية عبر لجان الفتوى والوعظ المنتشرة فى ربوع محافظات الجمهورية، بينما يركز مركز الفتوى الإلكترونية جهوده على مخاطبة رواد الفضاء الإلكتروني، فيما كثفت أروقة الأزهر انشطتها وانتشارها خلال عام 2017، لقطع الطريق بشكل كامل على المدارس والمعاهد الدينية، التى تروج لأفكار وتعاليم متشددة لا تتوافق مع وسطية وسماحة المنهج الأزهرى الوسطي.. أما «مرصد الأزهر لمكافحة التطرف» فقد لعب دورا هجوميًّا، استهدف تفنيد شبهات الجماعات الإرهابية والرد على مفاهيمها المغلوطة. كثف مجمع البحوث الإسلامية من جهوده فى تجديد الثقافة الإسلامية وذلك عبر اللجان والإدارات التابعة للمجمع، وأبرزها لجان الفتوى، التى أجابت عن نحو (405822) فتوى خلال عام 2017م، عبر 228 لجنة، وعلى مستوى الفتوى الإلكترونية استقبل الموقع الإلكترونى للمجمع 29000 فتوى؛ تم الرد عليها بمنهجية تراعى مكان ورود السؤال؛ نظرًا لتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والحال والأشخاص. وبلغ عدد القوافل التنموية والدعوية التى أطلقها المجمع خلال عام 2017م نحو 2789 قافلة، جابت قرى ومراكز المحافظات بالإضافة إلى المناطق النائية والحدودية، بهدف تجديد الفكر والخطاب الدينى الأزهرى الوسطى المستنير، وشارك فى تلك القوافل الدعوية والتوعوية نحو 3550 واعظًا انتشروا فى كل المحافظات وأجروا نقاشات حية مع الناس فى مختلف القضايا الفكرية والمجتمعية. كما قام مجمع البحوث الإسلامية بإطلاق 20 حملة توعوية وأخلاقية بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، شملت: عقد (2622) لقاء بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، فى إطار حملة بعنوان «واجب الشباب نحو بناء الوطن»، وعقد 3285 لقاء بالتعاون مع قطاع السجون ومراكز الشرطة، تحت عنوان: «حروب أكتوبر دروس مستفادة»، كما أعد المجمع حملات توعوية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وقطاع المعاهد من أبرزها: «التوعية باحترام الوالدين والمعلم» و«الأمانة ودورها فى بناء المجتمع» و«الصحبة ودورها فى بناء الفرد والمجتمع» و«التوعية بحق الشهيد» شملت هذه الحملات 10 آلاف معهد ومدرسة. ونظم المجمع 336 لقاء فى فروع «دور الرعاية الاجتماعية والمؤسسات الإيوائية»، للتوعية بالمفاهيم الصحيحة للإسلام ونشر تعاليمه وقيمه السامية، وبث الأمل فى نفوس رواد تلك الدور ومحاربة مشاعر اليأس التى قد تصيبهم نتيجة ظروفهم. كما أطلق المجمع حملة موسعة بعنوان «حرمة قتل النفس البشرية وحرمة استهداف دور العبادة»، بالتعاون مع مؤسسات الدولة، لتوعية المواطنين بالمرحلة التى يمر بها الوطن فى الحرب ضد الإرهاب الذى أصبح يهدد جميع المواطنين، وأنه لا يليق بالمواطن المصرى الأصيل أن يتعاون أو يتعاطف أو يتستر على أى إرهابى أو تكفيري، لأن ذلك يهدد سلامة الوطن والمواطنين. وفى ختام عام 2017 أطلق المجمع حملة بعنوان «القدس.. عربية» للتعريف بمكانة القدس وما بها من مقدسات، وانتشرت الحملة فى جميع مدارس ومعاهد الجمهورية، فضلا عن تنظيم ندوات فى مراكز الشباب. التحق 6259 طالبًا وافدًا من جميع أنحاء العالم بالدراسة بالأزهر فى عام 2017م، وذلك فى مراحل التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى والجامعة، حيث يقدم الأزهر الشريف تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، كامل الدعم للطلاب الوافدين، وذلك بالتعاون بين مجمع البحوث الإسلامية وقطاع مدينة البعوث الإسلامية وجامعة الأزهر والرواق الأزهري، بهدف تأهيل الطلاب الوافدين وترشيد فهمهم للإسلام الصحيح وفق المنهجية العلمية الوسطية للأزهر الشريف، وحمايتهم من الأفكار الدخيلة والمتطرفة. وفيما يتعلق بالمبعوثين الأزهريين إلى دول العالم المختلفة، فقد جرى إرسال 406 مبعوثًا خلال 2017م إلى جميع أنحاء العالم ليبلغ إجمالى المبعوثين 642 مبعوثًا بواقع 450 مبعوثًا إلى إفريقيا، 174 إلى آسيا، 18 إلى أوروبا والأمريكيتين. ويقوم مبعوثو الأزهر الشريف بدور مهم فى نشر منهج الأزهر بوسطيته بعيدا عن مناهج التطرف والغلو التى تتبناها بعض تيارات العنف. أما بالنسبة لإصدارات المجمع، فقد تم توزيع 30 ألف كتاب من إصدارات المجمع خلال 2017م؛ ومن أبرزها: كتاب الغلو والتطرف، تصحيح المفاهيم، عثمان بن عفان، دفاع عن النبى صلى الله عليه وسلم، الإرهاب وخطورته على السلام العالمى، كما قام مجمع البحوث الإسلامية بتوزيع (62988) نسخة من «مجلة الأزهر». وشهد عام 2017م تطورًا نوعيًا فى نشاط الأروقة الأزهرية، سواء على الصعيد الكمى حيث تم التوسع فى التجربة، لتشمل 12 روقًا، هى: رواق القرآن الكريم وعلومه، ورواق العلوم الشرعية، ورواق الدعوة، ورواق المتون العلمية، ورواق اللغة العربية للناطقين بغيرها، ورواق الخطوط العربية، ورواق الفكر والثقافة، ورواق المكتبة، ورواق اللغات الأجنبية، ورواق التدريب والتنمية البشرية، ورواق التواصل الاجتماعي، ورواق البحوث والنشر والتحقيق. كذلك تم التوسع فى فروع الأروقة فى المحافظات، لتصل إلى سبعة أفرع، هى: الإسكندرية، والدقهلية، وأسيوط، والقليوبية، وحدائق الأهرام، وكرداسة، ودمياط. وشمل نشاط رواق القرآن الكريم وعلومه، العديد من الفعاليات الكبرى خلال عام 2017، من أبرزها، دورات تحفيظ القرآن كاملا وتلاوته تلاوة صحيحة، ودورة القراءات العشر الصغرى، ودورة التجويد وعلومه، ومقرأة المصحف المعلم، ومنحة إعداد محفظى القرآن الكريم. فيما بلغ عدد البرامج العلمية التى نظمها رواق العلوم الشرعية 50 برنامجا، بينما بلغ عدد الدروس العلمية أكثر من 120 درسا أسبوعيًا فى العلوم الشرعية والعربية والعقلية، بينما تولى رواق الدعوة إعداد خطة الدروس الدعوية، وإلقاء دروس أسبوعية عن الأخلاق والحقوق الإسلامية، وتنظيم المناسبات والاحتفالات الدينية والوطنية. أما رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها، فقد نظم 12 برنامجا، بعضها خاص بإعداد معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، والبعض الآخر استهدف الطلاب الناطقين بغير العربية، فيما بلغ عدد الدارسين فى رواق الخطوط العربية حتى الآن 200 دارس، يتلقون عدة برامج لتعليم الخط العربى بأنواعه المختلفة وفق منهج علمى، والدراسة بالرواق مجانية دون أى رسوم ومتاحة للجميع. من جانبه عقد رواق الفكر والثقافة ندوات متعددة من أبرزها: «الدين والسياسة»، «الأزهر والإعلام.. الرسالة والمسئولية»، «من الإلحاد والتكفير إلى العنف والإرهاب»، «تجديد الخطاب الدينى»، «العطاء الحضارى للأزهر الشريف فى مصر والعالم»، «العلمانية الأصولية والإلحاد.. الظاهرة والعلاج»، «الأزهر الشريف وتراثه بين الماضى والحاضر»، «معالم المنهج الأزهرى: أصول وضوابط»، «دور الأزهر الشريف فى مكافحة التطرف»، و«شبهات حول السنة». هذا بينما عقد رواق البحوث والنشر والتحقيق عددا من البرامج بالتعاون مع معهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية، كما أصدر الرواق عدة كتب علمية بحثية، من أبرزها: «هكذا علم الأزهر الأمة»، و«العقود الدرية فى مبادئ العلوم الأزهرية»، و«فهم العلماء لأحاديث ضل فى فهمها الدواعش الأشقياء»، و«شبهات حول صحيح الإمام البخارى والرد عليها». وحمل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على عاتقه الاضطلاع بقضيتين غاية فى الأهمية؛ الأولى منهما: مكافحة الفكر المتطرّف الصّادر عن الجماعات المتشدّدة وذلك برصد ذلك الفكر وتحليله تحليلًا دقيقًا وتفنيد ما به من شبهات ومغالطات وانحرافات فكريّة، أمّا الثّانية: فهى متابعة أحوال الإسلام والمسلمين فى العالم أجمع؛ حيث يقف المرصد على مستجدات أحوال المسلمين حول العالم بهدف التعرّف على ما يتعرّض له المسلمون من مواقف إيجابية أو سلبية وما يؤرقهم من مشكلات لا سيّما فى البلدان التى يمثّل فيها المسلمون أقلّية. وشهد عام 2017 افتتاح أقسام جديدة بالمرصد، هي: وحدة رصد اللغة العربية، وحدة رصد اللغة الإيطالية واللغة اليونانية، وحدة رصد اللغة الصّينية، وحدة رصد اللغة التركية، وذلك بجانب ثمانى لغات أجنبية حية يعمل بها المرصد منذ إنشائه هى اللغة الانجليزية- الفرنسية- الألمانية- الاسبانية- الأوردية- الفارسية– اللغات الإفريقية، وبذلك أصبح المرصد يستهدف فئات أكبر من المسلمين حول العالم. كما استحدث المرصد قسمًا خاصًا بالإحصائيات الشهرية، التى تشمل: إحصائية لأنشطة الجماعات الإرهابية فى العالم وأكثر البلاد تضرّرًا بتلك العمليات، وإحصائية بأعداد الضحايا والمصابين والمختطفين جراء العمليات الإرهابية حول العالم، وإحصائية عن حجم الخسائر التى تسبب فيها نشاط جماعات العنف والإرهاب حول العالم. اهتمام دولى وإصدارات متميزة وحظى المرصد باهتمام دولى واسع فى 2017، وهو ما عكسته الوفود الأجنبية والعربية التى زارت المرصد للتعرف على تجربته المتميزة وآليات العمل التى يتبعها، كما شارك باحثو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال عام 2017م فى العديد من الفعاليات المؤتمرات والندوات على المستويين المحلى والعالمي، وساهموا بعدد من الأوراق البحثية وخطط العمل التى عكست استراتيجية الأزهر الشريف فى مواجهة خطر الفكر المتطرف ونشر ثقافة الحوار والتعايش، ومن أهم هذه المشاركات على الصعيد الدولى: الموتمر الدولى لمكافحة الاٍرهاب الإلكترونى فى أبوظبى، ومؤتمر لمكتب الأممالمتحدة الإنمائى، UNDP فى عمان بالاْردن، والمنتدى المصرى الألمانى للأبحاث، فى لوكوم، بألمانيا، ومؤتمر «أهمية السلام والتعايش السلمى فى العصر الراهن فى ضوء التعاليم الإسلامية»، فى نيودلهى، ومؤتمر تدشين مجلس التسامح والسلام العالمى بمالطا، ومؤتمر «إسلام ضد التطرف» بمدينة تورينتو الإيطالية. وشهد عام 2017م انتاجًا فكريًا وعلميًا مكثفًا لمرصد الأزهر؛ حيث أصدر عددا من التقارير الشهرية وربع السنوية والسنوية، إضافة إلى استحداث مجلة شهرية العربية بعنوان «مرصد»، وإصدار طبعة ثانية محدثة ومنقحة من كتب: «الإسلاموفوبيا»، «لماذا تتصدّر بوكو حرام الجماعات الأكثر دموية فى العالم؟»، «وسائل الاستقطاب والتجنيد فى تنظيم داعش»، «مسلمو بورما»، كما انتهى المرصد من إعداد كتاب «الخطاب الإسلامي.. رؤية معاصرة» باللغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأردية والسواحيلية، فيما أصدرت وحدة رصد اللغة الفرنسية أربعة كتب تتناول أحوال الإسلام والمسلمين فى عدد من الدول الفرانكفونية. من جانبها، أصدرت اللجنة الشرعية التابعة للمرصد خلال عام 2017 م أكثر من 50 تقريرًا تتناول ردودًا شرعية وفقهية منضبطة لبعض القضايا التى تشغل المجتمع فضلًا عن الأفكار المتطرّفة التى تبثها الجماعات المتطرّفة من داعش وغيرها، وذلك من خلال تحليل ادعاءات وشبهات المتطرّفين، ومن أبرز الردود الشرعية التى أصدرتها اللجنة الشرعية: القتل على الهوية، وتحريم بيع السلاح فى زمن الفتن، وهل فى القرآن آيات تحض على القتال، وأدلة وبراهين تمنع تكفير المسلم، وداعش وفتاوى التكفير، ومفهوم التوحيد عند داعش، وعقيدة الولاء والبراء عند داعش، وقضية النقاب، وموقف الإسلام من زواج القاصرات. ويشكل مركز الأزهر العالم للفتوى الإلكترونية، الضلع الرابع فى استراتيجية الأزهر الشاملة لتجديد الخطاب الديني، حيث يستهدف المركز الإسهام فى القضاء على فوضى الفتاوى وتصحيح المفاهيم المغلوطة، من خلال توظيف الأنظمة الذكية الإلكترونية من الناحية الهاتفية وخدمة الرسائل القصيرة SMS ووسائل التواصل الاجتماعى لتقديم الخدمات الشرعية وتقديم الفتاوى الفقهية المنضبطة للمسلمين باللغات المختلفة، ويتكون المركز من ستة أقسام رئيسية: قسم الفتاوى الهاتفية، قسم البحوث الشرعية والنشر، قسم البوابة الإلكترونية، قسم الرسائل النصية، قسم الفتاوى باللغات الأجنبية، وقسم متابعة وسائل الإعلام. ويقوم المركز بالرد على الفتاوى الهاتفية المتعلقة بالشبهات الفقهية، معتمدًا على نظام الاتصالات الذكى (Avaya)، الذى يعمل إلكترونيًا بنسبة 100% ويسمح باستقبال 120 مكالمة فى وقت واحد، وبلغ عدد المكالمات الواردة من نوفمبر 2016 م حتى نوفمبر 2017م نحو 13 ألف مكالمة هاتفية، هذا فيما أعد المركز حملات عبر (فيسبوك– تويتر) عن أهم القضايا المعاصرة التى تهم المجتمع المصرى بل الدولى مثل (حملة عن الطلاق وأسبابه)، بالإضافة إلى أكثر من 16 حملة تم إطلاقها بالتزامن مع الأحداث الدينية كاستقبال شهر رمضان والعيد وموسم الحج وغيرها، وتم إنشاء قناة على اليوتيوب خاصة بالمركز لنشر فيديوهات مصورة لنشر الأحكام الفقهية بطريقة مبسطة للجمهور. وأعد المركز العديد من البحوث الفقهية، التى تتناول المسائل المستحدثة فى فقه العبادات والمعاملات، وأبحاث متعلقة بالشبهات، إضافة إلى إجراء مقابلات شخصية مع الملحدين والمستفتين داخل المركز، فيما يعمل قسم الفتاوى باللغات الأجنبية بثلاث لغات– كمرحلة أولى– وهى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ويتم إعداد وترجمة مجموعة من الفتاوى طبقا لما ورد من أسئلة عبر البريد الإلكترونى والرد عليها وإطلاقها فى شكل منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إنشاء «بنك الفتوى» الإلكترونى باللغات المختلفة التى يعمل بها المركز للوصول لأكبر عدد من المسلمين المتحدثين باللغات الاجنبية على كافة منصات وسائل التواصل الاجتماعى. ولتعزيز انتشاره والوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، وقع مركز الفتوى الإلكترونى عدة بروتوكولات تعاون مع بعض الجهات الإعلامية والمؤسسات الحكومية، منها: بروتوكول تعاون مع القناة الأولى بالتليفزيون المصرى لتقديم فقرات تتعلق بمشكلات الشباب، وبروتوكول تعاون مع مجلة الشباب، وبروتوكول تعاون مع بوابة الأهرام الإلكترونية للرد على استفسارات السائلين عن طريق المركز، وبروتوكول تعاون مع وزارة الهجرة من خلال نشر موقع الأزهر على منصات الوزارة الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى، والموقع الرسمى للوزارة، وذلك لاستقبال أسئلة واستفسارات المصريين بالخارج حول مختلف القضايا الدينية الإسلامية، والرد عليها من قبل المختصين بالأزهر الشريف.