قال بيتر جران - أستاذ التاريخ المصري الحديث بجامعة تمبل والمؤرخ الأمريكي - إن ثورة 25 يناير كانت وليدة للإضرابات العمالية علي مدار الأعوام السابقة. وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل "الفيس بوك" كانت من أهم الأسباب الرئيسية لقيام الثورة. وأشار جران – خلال هامش ندوة "صعود الغرب أم صعود أهل النفوذ، مشكلة غير محلولة لدي المؤرخين" بالمركز الثقافي القومي بدار الاوبرا المصرية مساء اليوم الأربعاء - إلي أن النظام في مصر بني علي النهب والظلم والاستبداد. موضحا أن قانون الإصلاح الزراعي الذي أصدرة جمال عبد الناصر أستفاد منه أهل النفوذ من خلال علاقتهم بالسلطة الحاكمة، مشيرا إلى وجود فجوة كبيرة في مصر بين الحكام والمحكومين، نتيجة تطبيق الرأسمالية بشكل خاطئ. وأوضح جران أن هناك مناهج خاصة للنهب في العالم الثالث، يؤديها أشخاص محترفون من أهل النفوذ معتمدين علي علاقتهم بالسلطة ونحن نعمل لديهم. وأكد جران - في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" على هامش الندوة - أن الأرشيف الأمريكي مغلق منذ 50 عاما، وأن هناك صعوبة شديدة في الحصول علي أي وثائق لآسباب متعلقة بالأمن القومي، مؤكد أن أثناء كتابته لكتاب "صعود أهل النفوذ" لم يستطع الحصول علي وثيقة اقتصادية من الأرشيف الأمريكي. وأضاف جران أنه لا يمكن تأريخ الثورة المصرية في الوقت الحالي وذلك لصعوبة الحصول علي الوثائق، وعدم اكتمال الثورة بعد، واصفا أن الثورة المصرية تشبة الثورة المكسيكية من حيث صعوبة التأريخ. وأشار جران أن ما يزيد على 50 % من المصريين لا يعرفون الكثير عن مشكلة العشوائيات بالقاهرة وقضايا الصعيد المهمشة، ومشكلة الهجرة من الريف إلي المدن، والتي يجب وضعها في بؤرة الاهتمام. يذكر أن بيتر جران هو مؤرخ متخصص في التاريخ المصري الحديث ويعمل في هذا الحقل منذ ستينيات القرن الماضي، وأصدر مجموعة من الكتب ومنها "الجذور الإسلامية للرأسمالية"، "ما وراء المركزية الأوروبية"، "صعود أهل النفوذ".
