مصر سوق مفتوحة للأطفال الصينية الخطرة ومنخفضة الجودة مليار جنيه.. قيمة واردات الألعاب النارية سنويًا المستوردون يخالفون «اشتراطات الأمان».. وبطاريات بعض اللعب تؤدى إلى السرطان تحقيق - رحمة محمود: اشراف : نادية صبحى لا يخلو منزل من ألعاب الأطفال التى تحرص كافة الأسر على توفيرها لأبنائها، باعتبارها مصدر سعادتهم ووسيلة لإلهائهم، ورغم أهميتها، فإن بعض الألعاب تشكل خطرًا على صحة الطفل، لعدم أمانها بالدرجة الكافية، خاصة أن معظمها مصنوع من خامات رديئة. «لعب الموت» يجهل البعض مخاطرها، ويستهان بضررها على الطفل، ظنًا منه أنها فى الأول والآخر «مجرد لعبة»، فلا يخطر فى بالهم الأضرار التى تسببها، وقد بلغت واردات مصر من لعب الأطفال وأدوات الرياضة خلال عام 2016 نحو 790.8 مليون جنيه، وذلك بحسب التقارير الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. حذر معهد الصحة الألمانى لاختبار السلع، أن بعض الدمى القماشية المصنوعة تحتوى على مواد ضارة بالصحة، وذلك بعدما أجرت 50 اختباراً على موديلات مختلفة من الألعاب، فضلًا عن احتواء بعض الألعاب على مواد كيميائية ضارة، مثل الهيدروكربونات الأروماتية ومادة الفومالدهيد، وبعض المواد التى تدخل فى صناعة البلاستيك، التى قد تتسلل إلى جسد الطفل أو عينه وفمه. ثلاث جهات فى مصر مسئولة عن لعب الأطفال، فهى تتوزع بين شعبة البلاستيك والكيماويات والأخشاب وكل منهما تراقب جودة المنتج والمواد المصنعة منها اللعب، فبحسب خبراء، أن صناعة الألعاب لا بد أن تصنع من مادة البولى إيثيلين أو بروبلين، ولكن أغلب مواد التصنيع يعتمد على مادة «الفيبرجلاس» التى تسبب أضراراً بالغة الخطورة على صحة الأطفال منها الإصابة بالعمى، والتأثير على الجهاز العصبى والتنفسى. وخلال هذا التحقيق، سوف نسرد خطورة الألعاب على صحة، ونفسية الطفل التى قد تؤدى فى بعض الأحيان بحياته. الألعاب الصينى.. خطر معظم الألعاب الموجودة فى الأسواق المصرية صينية وجودتها منخفضة، ومع ذلك يحرص معظم المواطنين على شرائها لرخص ثمنها، مقارنة بأسعار الألعاب الأخرى، وقد بين تقرير لطبيب مصرى أن الألعاب المصنعة بشكل ردىء وسيئ ومن نفايات البلاستيك. ومع التحذيرات التى تطلقها الحكومة المصرية، لا تزال واردات مصر من الألعاب مرتفعة للغاية، فتم استيراد عام 2016، بالونات ب1.3 مليون جنيه، وسكوترات وتريسكلات وملابس تنكرية ومسدسات وبنادق بقيمة 233 مليون جنيه، وألعاب فيديو ب11.3 مليون جنيه، ولعبة البولينج ب39.5 مليون جنيه، واستيراد ألواح شراعية وزلاجات لثلج وأخرى للماء، ومعدات تنس الطاولة وتنس الملاعب وكرات للجولف وصنانير لصيد الأسماك وأخرى لصيد الفراشات بقيمة إجمالية 459.4 مليون جنيه، وتم استيراد أصناف من الألعاب تستخدم فى احتفالات أعياد الميلاد والمهرجانات بقيمة 27.4 مليون جنيه. وقال إبراهيم محمد، مستورد لعب أطفال بمنطقة العتبة: «إن الحكومة المصرية شددت فى الفترة الأخيرة على المواصفات القياسية لألعاب الأطفال، وهذا الأمر تسبب فى خسارة كبيرة لبعض التجار الذين كانوا يعتمدون على استيراد كميات كبيرة من لعب الأطفال الرخيصة دون النظر إلى جودتها، مشيرًا إلى أن المواطن المصرى يبحث دائمًا على النوعيات الرخيصة من اللعب. وتابع: يصعب الدخول فى شراكة مع مستثمرين أجانب لتصنيع لعب الأطفال بسبب ارتفاع تكلفتها، وارتفاع الأيدى العاملة، خاصة أن معظمها تكون من الخارج، لافتًا إلى أن اللعب الصينى التى يوجد بها عيوب يعاد بيعها للباعة الجائلين لتسويقها على الأرصفة بسعر رخيص. وأكد أن قرار التشدد فى مواصفات لعب الأطفال المستوردة ترتب عليه زيادة سعر الأنواع المحلية بنسبة 65%، فمثلًا أسعار الدباديب والبالونات زادت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة. ويقدر عبده عبدالهادى، الخبير الاقتصادى، بيزنس لعب الأطفال فى مصر بنحو مليار ونصف المليار جنيه، فضلًا عما يعادل نصف هذا الرقم تقريبًا للبضاعة المهربة من هذه اللعب، ومنها نظارات الشمس، والألعاب النارية التى تستورد منها مصر سنوياً ما لا تقل قيمته عن مليار جنيه. وقال أحمد أبوجبل، رئيس شعبة الأطفال بالغرفة التجارية: «نسبة كبيرة من الألعاب الموجودة فى الأسواق تشكل خطرًا على صحة الأطفال، لاحتوائها على مواد سامة، فضلًا أنها ترسخ قيماً ثقافية قد تختلف عن قيم وعادات مجتمعنا، مشيرًا إلى أن الألعاب البلاستيكية الرخيصة المصنوعة من إعادة تدوير القمامة تحتوى على معادن ثقيلة ومواد مسرطنة تؤثر على أعصاب الطفل. وأشار د. أحمد عمر، باحث فى قسم الكيمياء بالمركز القومى للبحوث، قائلاً: «إن هناك العديد من الاشتراطات أساسية الضمانة لصحة الأطفال، منها أن تكون الألعاب للأطفال أقل من 36 شهراً غير قابلة للكسر، حتى لا تسبب اختناق الأطفال عن طريق انسداد مجرى الهواء الداخلى، وتصنع اللعبة بحيث تضمن ألا تصل درجة حرارتها إلى الدرجة التى تؤدى لحروق لدى الطفل عند لمسها. المواصفات المصرية للألعاب ويقول «د. عمر»: يوجد عدة مواصفات قياسية لا بد أن تكون فى اللعبة، منها ألا تزيد نسبة الباريوم على 0.25 ميكروجرام والكادميوم على 0.6 ميكروجرام والكروم على 0.3 ميكروجرام والرصاص على 0.7 ميكروجرام والزرنيخ على 0.1 ميكروجرام والأنتيمون 0.2 ميكروجرام والزئبق على 0.5 ميكروجرام والسيلنيوم على 0.5 ميكروجرام. وقد أجمع العديد من الدراسات العلمية على أن الألعاب الإلكترونية تؤثر بالسلب على صحة الأطفال، حيث يصاب الطفل بضعف النظر نتيجة تعرضه بشكل متواصل للأشعة الكهرومغناطسية، التى تنبعث من شاشات التليفزيون التى يجلس أمامها لفترة طويلة، فضلًا عن التأثير على الجهاز العضلى والعظمى للطفل، وفى نفس السياق، أثبتت تقارير دنماركية أن الألعاب الإلكترونية لها أضرار على عقلية الطفل، وقد تصيبه فى بعض الأحيان بإعاقة عقلية واجتماعية، وبينت الدراسة أن الطفل الذى يعتاد النمط السريع فى تكنولوجيا وألعاب الكمبيوتر قد يواجه صعوبة كبيرة فى الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التى تكون فيها درجة السرعة أقل بكثير، ما يعرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسى سواء فى المدرسة أو فى المنزل. خطورة الألعاب أظهرت دراسة إسبانية حديثة، خطورة ألعاب الفيديو على الأطفال، وأن ممارستها لأكثر من 9 ساعات أسبوعيًا تشكل خطرًا عليهم، حيث شملت الدراسة 2442 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 17 و11 عامًا، وكشفت الدراسة وجود علاقة بين النمط السلوكى العنيف لبعض الأطفال وبين ممارستهم لهذه الألعاب. وفى الوقت نفسه، أشارت الدراسة إلى أن ممارسة ألعاب الفيديو لمدة تزيد على ساعة أو اثنتين فقط أسبوعيًا، تحسن المهارات الحركية والقدرات الإدراكية للأطفال، وفى هذا الشأن، يقول د. بوجول: «إن ممارسة ألعاب الفيديو ليست جيدة ولا سيئة على الإطلاق وإنما الفترة التى يقضيها الطفل فى ممارسة الألعاب هى التى تحدد النتيجة». يقول د. جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة: «إن خطورة الألعاب تكمن بشكل كبير فى بطارياتها والتى تصدر عنها إشعاعات كهرومغناطسية، قد تؤدى إلى الإصابة بالصداع المزمن والتهاب الأعصاب، وزيادة ضربات القلب، فضلًا عن الإصابة بالسرطان على المدى الطويل». وأشار «فرويز» إلى أن هناك العديد من الحالات المرضية التى تسببت بها «لعب الأطفال»، منها ابتلاع طفل بطارية جافة أو جرح فى العين نتيجة اللعب بالمسدسات الخرز، وجرح لسان الأطفال نتيجة وضع ألعاب حادة فى تجويف فمه، أو إدخال الطفل للبلى الزجاجى أو الخرز فى الأنف والفم. وقالت د. منى شطا: «إن تحديد مدى أمان اللعبة يعتمد بشكل أساسى على سن الطفل، فالطفل الذى يبلغ سنة أقل من 3 سنوات، لا بد أن تكون ألعابهم من القطن ويكون حجمها كبيراً حتى لا يبتلعها الطفل، فضلًا عن ضرورة تنظيفها من وقت لآخر حتى لا تنتقل الأمراض المزمنة إليه، مشيرًا إلى أنه من الأفضل الاعتماد على الألعاب التى تنشط ذكاء الطفل وذاكرته بصفة مستمرة مثل المكعبات التركيب ولعبة سباق العربات وغيرهما. وتابعت «شطا»: الأخطر فى بعض الألعاب وخاصةً الإلكترونية أنها تعزل الطفل عن المجتمع وتخلق له عالماً افتراضياً غير الواقع الذى يعيش فيه، منها الألعاب العنيفة مثل المصارعة ولعبة الحروب، التى تؤثر سلبًا على نفسية الطفل، وعلى الجانب الاجتماعى وعلاقاته مع الأفراد، وتكسبهم سلوكًا عنيفًا فى تعاملهم مع الآخرين، مشيرًا إلى أن العديد من الأطفال أصيبوا بإصابات خطيرة جراء هذه الألعاب العنيفة، فقد أصيب طفل بطلقة فى عينيه، كادت تضيع عيناه فيها. لعبة الصلصال يفضل العديد من الأطفال استخدام لعبة «الصلصال» التى يطلق عليها فى بعض الأحيان مسمى «السلايم»، وهى عبارة عن عجينة يتم شراؤها من المكتبات وتستخدم لصنع أشكال مختلفة من الألعاب، وتعتمد فى مكوناتها على الصمغ وحمض البوريك، وقد حذرت العديد من الدول من خطورتها على الأطفال، حيث تسبب أنواعاً مختلفة من السموم. وتقول د. هدى أحمد، أستاذ جلدية وتناسلية جامعة عين شمس: «إن حمض اليوريك المكون الأساسى لهذه العجائن عبارة عن مادة كيميائية لها كثير من الاستخدامات، حيث يتم استخدامها كغسول للعين وقرح الفم، كما تستخدم أيضًا كمبيد أو طارد للحشرات كالنمل والصراصير، ويعتبر سامًا ويسبب العديد من الأمراض للأطفال، منها حدوث خلل فى الهرومونات، فضلًا عن خطورة ابتلاع الطفل لهذه أثناء اللعب، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يؤثر على الصدر والجهاز التناسلى، مشددة على ضرورة أخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة عند استخدام الأطفال لهذه المادة فى اللعب، من خلال ارتداء قفازات خاصة، كما أن المادة قد تسبب حساسية الجلد عن طريق الجروح الموجودة فى الأيدى، وفى حالة الإصابة به أو تعرض الأطفال له بشكل مباشر يجب الذهاب فوراً للطوارئ. وبجانب هذا، تنتشر فى الأسواق بعض مساحيق التجميل للأطفال، مثل أقلام الكحل وكريمات ملونة وبودر للوجه والعينين والرموش، والتى يقوم البعض بشرائها لأطفالهم للتسلية بها، ولكن هذه المواد ضارة جدًا للأطفال، فقد عثر بها على نسبة عالية من الرصاص ونسبًا عالية جدًا من الألمونيوم والمنجنيز والبوتاسيوم والكروم والحديد، وكلها عناصر خطرة جدًا عالية على المخ والكلى والكبد وإذا بلع الأطفال جزءًا من هذه المستحضرات التجميلية، فالخطورة أشد. التوعية والتثقيف للتوعية بخطورة الألعاب على صحة الأطفال، وتثقيف المواطنين بمدى سلامة الألعاب، أصدرت منظمة العالم ضد الألعاب المسببة للضرر قائمة بالألعاب الأكثر خطورة المنتشرة فى الأسواق هذا العام، وذلك قبل موسم أعياد الكريسماس، حيث يشترى الكثير من الآباء ألعابًا جديدة لأطفالهم كهدية فى العام الجديد، ومن هذه الألعاب التى تشكل خطورة الألعاب البلاستيكية وتكمن خطورتها فى إضافة بعض المواد عليها لإكسابها المرونة ما يجعلها سامة، ويطلق على هذا النوع من البلاستيك مواد سامة تعرف باسم بالمركبات الكلورينية، وتسبب السرطانات والأمراض، فضلًا عن وجود تركيبة من المواد البرومية التى تستعمل فى السجاد المطاطى وتسبب حساسية فى العين وتأخراً فى النضوج العقلى، فضلًا عن الإصابة ببعض أنواع السرطانات، مثل سرطان الرئة والبروستاتا. أخطر الألعاب بالونات تشكل مخاطر صحية عديدة على الأطفال، منها خطر الإصابة بالطرش أو الضرر السمعى لدى الأطفال الأصغر سنًا عند فرقعتها، وهناك أيضًا احتمال أن يبتلعه الطفل كاملًا أو بأجزائه الصغيرة عند انفجاره، ما يتسبب باختناقه. المسدسات وبالتحديد تلك التى تقوم بقذف أغراض صغيرة؛ كالتى تطلق حبوب الخرز الصغيرة أو الماء. المروحيات التى تطير بواسطة أداة للتحكم عن بعد، فهى تعرض الطفل لإيذاء أطرافه أو حتّى عينيه من خلال المروحة التى تدور بسرعة كبيرة. الألعاب ذات البطاريات الدائرية الصغيرة هذه البطاريات الدائرية والصغيرة هى سهلة الابتلاع وتعرض حياة طفلكِ للخطر عند حدوث ذلك. لعبة الطبيب تكون مصنوعة من البلاستيك المضاف إليه مواد كيماوية، ما يشكل خطرًا على صحة الطفل.