بعد أكثر من عامين من إيقاف روسيا الرحلات الجوية مع مصر، منذ نوفمبر 2015، بعد حادثة تحطم طائرة الركاب الروسية، في سيناء ووفاة نحو 217 سائحًا، فمن المنتظر عودتها بداية من فبراير المقبل، وفقًا لوزير النقل الروسي. وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، كشف بالأمس عن أن توقيع بروتوكول استئناف الرحلات الجوية إلى مصر سيجري غدا الجمعة في موسكو، ووفقًا لحديثه فإن الرحلة الأولى ستسير في أوائل فبراير المقبل إلى مطار القاهرة الدولي، على الخطوط الجوية الروسية "آيرفلوت". ويأتي ذلك بعد يومين من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر، الذي أكد خلال لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، إن بلاده مستعدة لاستئناف الرحلات المباشرة بين موسكووالقاهرة، بعد الخطوات التي اتخذتها الأخيرة لتعزيز أمن المطارات. ويمثل قرار استئناف الرحلات الجوية من موسكو للقاهرة وعودة السياحة الروسية أمر هام لطالما انتظره العاملون في قطاع السياحة، بسبب التأثير السلبي الذي طالهم بسبب توقفها خلال الفترة الماضية، خاصة وأن السياحة الروسية تمثل معدل كبير في إجمالي حجم السياحة بالنسبة لمصر. وفي هذا الصدد، رأى باسم حلقة، نقيب السياحيين، تحديد وزير النقل الروسي لموعد استئناف الرحلات إلى مصر، خطوة هامة جاءت نتيجة لقاء الرئيس السيسي وبوتين، كما أنها تأتي في ضوء العلاقات السياسية والاقتصادية والشعبية المتميزة بين البلدين. وتابع في تصريحات خاصة ل «بوابة الوفد»، أن سفر وزير الطيران المدني شريف فتحي، إلى موسكو لتوقيع بروتوكول لاستئناف الرحلات، سيفتح الباب لعودة السياحة الروسية، التي تعد بالنسبة للقطاع في مصر أمر مهم للغاية. وعبر نقيب السياحيين، عن أمله في أن تبدأ بشائر عودة المجموعة الروسية مع فبراير المقبل، مشيرًا إلى أنه لا يمكن التكهن بالأعداد التي ستزور مصر بعد استئناف الرحلات مع القاهرة، ولكن السياحة الروسية كانت تمثل في السابق نحو 60% من السياحة في شرم الشيخوالغردقة، وأعلى الأعداد كانت تأتي منها. وأوضح أن الروس يفضلون مصر لأربعة أسباب، تتمثل في قرب المسافة بين البلدين حيث تستغرق رحلة الطيران نحو 5 ساعات، والجو مناسب على مدار العام، وكذلك انخفاض الأسعار بالنسبة لهم فضلًا عن ما نملكه من عوامل جذب سياحية وأثار متنوعة. وزير السياحة هشام زعزوع، كان قد كشف منذ وقت قريب، أن السياحة الروسية وحدها تمثل 55% من السياحة القادمة إلى شرم الشيخ، وبالتالي تقدر حجم الخسائر المباشرة مليار جنيه مصري شهريا بالنسبة لمدينة شرم الشيخ، ومليار و200 مليون جنيه مصري بالنسبة لمدينة الغردقة السياحية، وذلك في تصريحات صحفية له. وقال معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين السابق، وعضو المجلس الاستشاري للسياحة، أنه متشكك في هذه التصريحات لأنه سبق للجانب الروسي وأن تحدث أكثر من مرة عن عودة السياحة واستئناف الرحلات في القريب العاجل، ولكن في كل مرة كان يتم تأجيلها. وأضاف في تصريحات خاصة ل «بوابة الوفد»، لن أصدق حتى أرى الطائرات الروسية تهبط في المطارات المصرية، مؤكدًا أنه إذا صدقت تصريحات وزير النقل الروسي وعادت الرحلات المباشرة بين البلدين في فبراير القادم، سيمثل سيمثل ذلك شيء إيجابي جدًا بالنسبة لمجال السياحة. وذكر أن السياحة الروسية في مصر تمثل رقم كبير جدًا في معدل السياحة في العقد الأخير، وتحديدا بعد ثورة 25 يناير، حيث تمثل من 35% إلى 40%، وهذه النسبة باعتبارها تأتي من دولة واحدة فهذا رقم ضخم، فمع استئناف الرحلات وعودة الروس مع النشاط الذي يلحظه قطاع السياحة مؤخرًا، فإن ذلك كله يساهم في عودة السياحة لسابق عهدها وانتعاشها كما كانت قبل 2011. ويشار إلى أنه خلال العامين الماضيين، كانت الحكومة الروسية تراوغ وتماطل في اتخاذ قرار استئناف الرحلات الجوية، وفي كل مرة كان يتمحور حديثهم حول اعادتها في القريب العاجل، وانتظارهم رد الحكومة المصرية على بروتوكول أمن الطيران.