كتبت- أنس الوجود رضوان: رحلت عن دنيانا الإعلامية القديرة سامية صادق بعد تعرضها لجلطة دماغية دخلت على إثرها مستشفى مصر الدولي، أثرت صادق الإعلام العربي بأعمالها الإذاعية، وتعتبر من الإعلاميات الرائدات في الوطن العربي، وكانت صادق تصف حياتها بأنها رحلة حب على أمواج الأثير، رحلة طويلة من الإنجازات، فبعد تخرجها من كلية الآداب عملت مذيعة بالإذاعة المصرية عام 1950، ثم مديرًا للبرنامج العام، وورئيس لشبكة البرنامج العام، وتقلدت منصب رئيس التليفزيون المصري، حصلت على درع القوات المسلحة ودرع القوات الجوية، ودرع هيئة البريد وحصلت على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1984. قدمت للإذاعة برامج من طراز فريد، حققت شهرة كبيرة في مصر والعالم العربي، مثل برنامج فنجان شاي، وحول الأسرة البيضاء، ونجوم الصحافة، وهؤلاء والقمر، ونجوم الغناء، ونجوم الشاشة، وبرنامج مايطلبه المستمعين. اهتمت سامية صادق في برنامجها "مايطلبه المستمعين" بالخطابات التي كانت تصل إليها من المستمعين. * ونجحت صادق في بث الأمل في نفوس المرضى من خلال برنامجها حول الأسرّة البيضاء التي خصصته للمرضى، فيتوجه إليهم في المستشفيات الحكومية مع مجموعة من الفنانين، حيث لا يستطيع المريض، أن يدفع ثمن تذكرة حفلة، ويقومون بزيارتهم ومواساتهم، خصوصًا أنهم من الطبقة التي لا تملك ثمن تذكرة لحضور الحفلات. سافرت صادق إلى عدد من الدول العربية مع وفود من الفنانين والأدباء والصحافيين، فذهبت إلى مستشفى الصباح في الكويت، والسودان وتونس ومراكش والعراق والإمارات، وكانت هذه الرحلات لا تكلف الدولة قرشًا واحدًا، لأنها تدخل ضمن برنامج أضواء المدينة. ومن القصص الطريفة التي تعرضت لها سامية في مدينة حلب، وتحديدًا في مستشفى المسنات، حين طلبت منها إحدى المسنات أن تسمع أغنية من المطربة فايزة أحمد، وما أن تقدمت فايزة لتغني أغنيتها الشهيرة "إنت وبس اللي حبيبي" حتى صرخت المسنّة وفايزة، واتضح أنها جدة فايزة أحمد التي لم تراها منذ خمسة عشر عامًا، وسجلت سامية اللقاء وأذاعته. واستطاعت سامية صادق إقناع الموسيقار محمد عبدالوهاب في تسجيل حلقة معها في مستشفى دمشق بعد نصيحة من محمد حسنين هيكل بضرورة استضافة الموسيقار لتأكيد نجاح برنامجها حول الأسرّة البيضاء، وسجل عبدالوهاب في مستشفى الشهداء في دمشق تأكيدًا لعمق الوحدة بين مصر وسورية.