كتب- مظهر السقطي: قرية العيساوية شرق بمركز أخميم شرق محافظة سوهاج عاشت سنوات كثيرة في المعاناة الشاقة ومازالت على هذه الحال، فما بين نهر النيل من الغرب والجبل من الشرق تقع تلك القرية المنسية التي يعانى أهلها العديد من المشكلات الحياتية ويشكون فلا يسمعهم أحد فالوحدة الصحية خارج نطاق الخدمة لعدم توجد طبيب الوحدة وأسلاك الكهرباء متهالكة ومياه الشرب غير صالحة للاستخدام الآدمي والمدرسة الوحيدة بالقرية آيلة للسقوط، ويحلم أصحاب المعاشات وكبار السن والسيدات ببناء مكتب بريد لخدمة أهالي القرية ويناشد السكان المسئولين بدخول الصرف الصحي للقرية أسوة بالقرى المجاورة وطابور كبير من المشكلات المزمنة التي أصابت القرية بالشيخوخة والأهالي بالأمراض. في البداية يقول إسماعيل محمود موظف، إن هناك معاناة حقيقية لأهالي القرية في عدم وجود كثير من الخدمات أهمها عدم وجود مكتب بريد يخدم القرية مما يضطر كثير من الأهالي خاصة كبار السن والسيدات العجائز عند صرف معاشاتهم الذهاب للقرى المجاورة أو إلى مدينة أخميم الآمر الذي يؤثر على صحتهم ويعرضهم للمخاطر ويحلم أهالي القرية بمكتب بريد يخفف من على كاهلهم مشقة الذهاب إلى أماكن بعيدة. ويؤكد إبراهيم عبد الله محاسب أن أهم المشكلات التي تواجه القرية مشكلة الصرف الصحي فالقرية تنتظر منذ سنوات بل عقود إدخال الصرف الصحي لها، لكن طال الانتظار وزادت معه المعاناة فاضطر السكان إلى استعمال "الطرنشات "والخزانات الجوفية أسفل المنازل مما أدى إلى ارتفاع نسبة الرطوبة في حوائط المنازل وعلاوة علي ذلك ان مياه الصرف الصحي لوثت مياه الشرب وحدوث كوارث وأمراض للمواطنين حيث يستخدم بعض الأهالي الطلمبات الحبشية التي تحصل علي مياهها من المياه الجوفية الملوثة بمياه الصرف الصحي فانتشر بين أهالي القرية مرض الفشل الكلوي الذي زاد من معاناتهم وأضناهم التنقل بين مستشفيات المحافظة من أجل الحصول على العلاج ومتابعة عملية الغسيل. ويشير عبد الوهاب محمد موظف إلى أن الوحدة الصحية بالقرية مشيدة على أعلى طراز لكنها لا تؤدى الغرض والمطلوب منها، فهي مجرد لافتة فقط، ولا فائدة من وجودها سوى في تسجل المواليد والوفيات فلا يوجد بها أدوية إلا بعض المسكنات من الأقراص وأدوية الشرب التي لا تسمن ولا تغني من مرض، أما الطبيب إن تواجد يقضي سويعات محدودة وكثيرا ما يتغيب ولا يأتي لعدة أيام الى الوحدة، فهي عذبة خاصة ومن يعترض يكون الرد "اخبط دماغك في الحيط .. إذهب إشتكي أمن تريد" أما إذا حدثت حالة حرجة وطارئة لأي شخص بالقرية ليس عليه سوى البحث عن سيارة تقله إلى مستشفى اخميم المركزي التي تبعد أكثر من 7 كيلومتر وينتظر العلاج وربما يكون عزرائيل أسرع من كل ذلك، فالحديث عن خدمة الوحدة الصحية بقرية العيساوية شرق تمثل معاناة بل مأساة كبيرة لأهالي القرية . ويقول الامير محمود إلى أن قرية العيساوية شرق لا يوجد بها وحدة بيطرية لتحصين المواشي وهذا يتسبب في نفوق العديد من المواشي من الأبقار والجاموس والأغنام حيث إن أصحاب هذه المواشي فقراء ولا يملكون مصاريف نقل مواشيهم للمركز للكشف عليها وعلاجها أو تطعيمها ضد الأمراض المنتشرة وخاصة الحمى القلاعية التي قضت على العديد من المواشي بالقرية وأشار إلى أن الأهالي يعتمدون على بعض الوصفات البلدية البدائية التي لا تصلح ولا تشفيها فتموت معظم هذه الحيوانات . ويؤكد عبدالله حسنين ان هناك معاناة حقيقية لقرية العيساوية فى تهالك شبكة الكهرباء ولابد من وجود محولات كهربية ذات جهد عال بدلا من المتهالكة وأيضا الاهتمام بعملية الإحلال والتجديد لأسلاك عازلة للكهرباء للحفاظ على حياة المواطنين خاصة الأطفال من الصعق الكهربائي، وأيضا لابد من وجود صناديق او حاويات للقمامة نظرا لوجود أكوام الزبالة التي تكدست في الشوارع وانتشرت حولها الحيوانات الضالة والحشرات وزكمت رائحتها الأنوف مم أدى لإصابة السكان وخاصة الأطفال بالأمراض المعدية وكذلك الاهتمام بالطرق التي امتلأت بالحفر والمطبات وغير ممهدة مما يصعب السير عليها والمطالبة برصفها . ويثير السيد عبد الرحمن سائق مشكلة خطيرة وهي ان المدرسة الابتدائية الوحيدة الموجودة بالقرية آيلة للسقوط وأكل وشرب عليها الزمن بعد أن تجاوز عمرها النصف قرن وباتت مهددة بالسقوط فوق رؤوس التلاميذ في أي لحظة، كما أن ارتفاع كثافة التلاميذ في الفصل تحتاج إلى مدرسة أخرى تستوعب الأعداد المتزايدة من التلاميذ كل عام . وقال عزمى جرجس تاجر عن الإهمال الناتج عن إلقاء القامة والمخلفات في المنطقة التي تقع بالقرب من كورنيش النيل الذي تطل عليه القرية من الغرب فى ظل غياب الرقابة من قبل مسئولي الوحدة المحلية للقرية وعدم وجود حاويات لوضع القمامة بها ، وعدم تواجد أو مرور من الموظفين بالوحدة المحلية على تلك المنطقة خاصة انها منطقة كورنيش النيل المتنفس الوحيد للقرية. و"الوفد" بدورها تضع مشكلات أهالي القرية المزمنة على طاولة الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ الإقليم وأمام أعين مسئولي مجلس مركز ومدينة أخميم لوجود حلول عاجلة حتى لا تتفاقم واصعب حينها الحلول .