كتبت- أسماء عز الدين: في الخميس الذي يأتي قبل السبت الأخير من شهر نوفمبر في كل عام، يحتفل الأمريكيون ب عيد الشكر، تلك المناسبة التي يقف فيها الرئيس في الولاياتالمتحدة أمام ديك رومي حي ليعفو عنه، ويتأكد من أنه لن يقدم كوجبة طعام على مائدة العيد التقليدية، وتجنيبه الذبح حتى مماته. ويعد تناول الديك الرومي، أبرز مظاهر احتفال الأمريكيين بهذا العيد، الذي يعود الاحتفال به إلى أوائل القرن السابع عشر، عندما بدأت وقتها هجرة الأوروبيين إلى القارة الأمريكية هربًا من اضطهاد الكنيسة الإنجليزية لهم. وبدأ الاحتفال بهذا العيد من قبل الإنجليز لشكر الهنود الحمر على مساعدتهم لهم وتعليمهم الصيد والزراعة عند استقرارهم في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، واحتفل به كذلك المزارعون ليشكروا الرب بعد موسم الحصاد. وفي 1941، أقر الكونجرس رسميًا الاحتفال بعيد الشكر، وهو إجازة رسمية وبداية لموسم إجازات رأس السنة الميلادية. ويتزامن عيد الشكر مع التخفيضات الكبرى التى تقدمها المحال على السلع والمنتجات، في اليوم التالي له ويطلقون عليها «الجمعة السوداء»، التي تكون البداية لشهر طويل يشتهر بشراء المواطنين لهدايا الكريسماس. ولُقب هذا اليوم بالأسود في عام 1966، كناية عن الزحمة والجرائم التي تُرتكب فيه، نظرًا لاصطفاف المواطنين بالطوابير والتشاجر فيما بينهم، رغبة منهم في التسابق للشراء، حيث تصل نسبة التخفيضات في بعض الأحيان إلى 90%. وانتقلت الاحتفالات بعيد الشكر والجمعة السوداء من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى دول أخرى مثل كندا، بريطانيا، البرازيل، ألمانيا، سويسرا والمكسيك. وفي الوطن العربي أُخذت فكرة الجمعة السوداء، ولكن يُطلق عليها الجمعة البيضاء، ولكن لا تزال التخفيضات فيها ضيئلة للغاية مقارنة بأمريكا والدول الأوروبية.