«تناول الديك الرومي»، تعد هذه أبرز مظاهر احتفال الأمريكيين، بعيد الشكر، الذي يعود الاحتفال به إلى أوائل القرن ال17، عندما بدأت هجرة الأوروبيين إلى القارة الأمريكية هربًا من اضطهاد الكنيسة الإنجليزية لهم. عندما وصل الإنجليز إلى مدينة بليموث في ولاية ماساتشوستس 1620، مات الكثير منهم، بسبب برودة الطقس عليهم، إضافة إلى قلة خبرتهم في الزراعة، حتى ساعدهم أحد الهنود الحمر في المدينة، وعلمهم الصيد والزراعة. وبعدها، أقام الإنجليز احتفالًا لثلاثة أيام دعوا الهنود إليه ليشكروهم على المساعدة، كما قام المزارعون بالاحتفال بعد موسم الحصاد لكي يشكروا الرب على ما منحهم من خيرات، ومن وقتها أصبح الاحتفال بعيد الشكر من التراث الأمريكي مناسبة اجتماع ولقاء. وفي عام 1941، أقر الكونجرس الأمريكي الاحتفال بهذا العيد رسميًا، كل عام في يوم الخميس الذي يأتي قبل السبت الأخير من شهر نوفمبر، ويعتبر بداية موسم إجازات رأس السنة في الولاياتالمتحدة، كما أنه يتزامن مع التخفيضات الكبرى والهائلة التى تقدمها المحال على السلع والمنتجات، في اليوم التالي له ويطلقون عليها «الجمعة السوداء». يرتبط عيد الشكر لدى الأمريكيين بطقوس عدة، أبرزها أن تقوم كل أسرة بإعداد وجبة أساسية يلتقي عليها جميع أفرادها، على أن تكون الأكلة الرئيسية فيها هي «الديك الرومي»، وتختلف الروايات حول اختيار «الرومي» على وجه التحديد، على رغم أنه لم يكن موجودًا في احتفال الإنجليز والهنود الحمر. تقول إحدى الروايات أن أمريكا كانت موطن الديوك البرية، ومن هنا كان ذلك الخيار الأنسب، بينما تشير رواية أخرى إلى أن الملكة إليزابيث، كانت تناولت "ديك رومي"، بعد أن علمت أن سفنًا إسبانية كانت في طريقها لمهاجمة بريطانيا غرقت، واقتبس الإنجليز منها الأمر. ومن ضمن الطقوس المتبعة في هذا العيد، هو قيام كل رئيس أمريكي بالعفو عن «ديك رومي» وتجنيبه الذبح حتى مماته، وبدأ هذا التقليد منذ 1989، مع وصول جورج بوش الأب إلى الحكم، ويتم نقل الحدث عبر شاشات التلفزيون. وعفا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن «ديك رومي» يطلق عليه «تيتر»، أول أمس الأربعاء، وذلك للمرة الأخيرة له، بعد أنهى مدة ولايته الرئاسية، على أن يتسلم منه مقاليد الحكم دونالد ترامب في يناير المقبل.