بروكسل- سعيد السبكى: واحدة من المرات القليلة فى تاريخ بلجيكا أن تعلن القوى السياسية كافة، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، إدانة مظاهرة، والدعوة لتقليص مساحة الحُريات وتشديد العقوبات من أجل حماية الأمن العام والسلام الاجتماعي. فقد شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، أعمال شغب وسط كل من ميدان "مونتبلين" وساحة "البورصة" فى تظاهرة الإنترنت الفرنسية التى جاءت بدعوة من نجم الشبكات الاجتماعية "سناب شات" و"يوتيوب الفرنسي" والمُلقب بVargasss 92، الذى يُطلق عليه معبود الفتيان المراهقين. سريعًا ما تحولت المظاهرة إلى احتجاجات واسعة النطاق من الشباب ضد الشرطة، التى كانت سمحت فى بداية الأمر بالمظاهرات السلمية، على رغم عدم حصولها مُسبقًا على الترخيص القانونى المطلوب، الأمر الذى دفع قوات مكافحة الشغب بتفريقها بالقوة حفاظًا على الأمن العام، وذلك بعد أن قام المتظاهرون برمي مقذوفات نارية على ضباط الشرطة، وتخريب السيارات وواجهات المحلات، وتمكنت الشرطة من السيطرة على الموقف واعتقلت 31 شخصًا أودعتهم رهن التحقيقات. صرح "أوليفير سلوسى"، المتحدث الرسمى باسم شرطة بروكسل، بأن ظروف هذه المظاهرة جاءت مختلفة تمامًا عن ذى قبل، حيث إنها انحرفت عن الهدف الذى كان تم الإعلان عنه فى بداية الأمر، كما أن عناصر قدوم الليل والظلام وعمليات الشغب أدت للاعتقالات وتفريق المتظاهرين لإعادة الاستقرار للشارع. من جانبه أعلن عُمدة بروكسل "فيليب كلوسى" أن البعض اعتقد أنه سيفلت من العقاب، ولن تحدث عمليات اعتقالات، إلا أننا أعلنا على الفور حالة التسامح (صفر) لإطلاق يد الشرطة حُرة فى التعامل مع الخارجين عن القانون، وجمع التحريات اللازمة وتفريغ تسجيلات كاميرات المُراقبة لمواجهة المعتقلين بالأدلة. وأدانت كل القوى السياسية البلجيكية أعمال الشغب، وخرج "شارليس ميشيل"، رئيس الوزراء عن صمته مُعلنًا عدم التهاون مع كل من يثبت إدانته، كما طالب وزير الداخلية سرعة تقديم أعضاء لجنة تنظيم المظاهرة إلى محاكمة سريعة، وكذلك إعادة النظر فى قوانين التظاهر والاحتجاجات وتشديدها حفاظًا على الأمن والسلم العام فى المجتمع.