حذرت اليونيسف في تقريرلها اليوم من معاناة مئات ملايين الأطفال في المدن والبلدات من الحرمان، لأنهم مستبعدون من الاستفادة من الخدمات الحيوية. وأشار التقرير إلى أن أوجه الحرمان التي يعاني منها الأطفال في المجتمعات الحضرية الفقيرة غالبا ما تكون غير واضحة في المتوسطات الإحصائية العامة التي تجمع كافة سكان المدينة، الأغنياء والفقراء على حد سواء. وقال المدير التنفيذي لليونيسف، أنطوني ليك، "عندما نفكر في الفقر، فإن الصورة التي تتبادر عادة إلى الذهن هي صورة طفل في قرية ريفية، ولكن اليوم، هناك عدد متزايد من الأطفال الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة والمناطق العشوائية هم من بين الفئات الأكثر حرمانا وضعفا في العالم، وهم محرومون من أبسط الخدمات ومن الحق في الازدهار". وأكد التقرير أن البنية التحتية والخدمات لا تستطيع مواكبة النمو الحضري في العديد من المناطق، ولا تتم تلبية احتياجات الأطفال الأساسية، وغالبا ما تدفع الأسر التي تعيش في الفقر أكثر في مقابل خدمات دون المستوى المطلوب. فعلى سبيل المثال، قد تتكلف المياه في الأحياء الفقيرة، حيث يضطر السكان لشرائها من الباعة، 50 مرة أكثر، من تكلفتها بالنسبة للأسر التي تسكن في الأحياء الأغنى المتصلة بشبكات المياه مباشرة. وتعد زيادة التحضر أمرا حتميا، وطبقا للتقرير، ففي غضون سنوات قليلة، سينشأ غالبية الأطفال في البلدات أو المدن وليس في المناطق الريفية، وبالفعل، يمثل الأطفال الذين يولدون في المدن 60% من الزيادة السكانية في المناطق الحضرية. كما يتعرض الأطفال الذين يعيشون في الأحياء الفقيرة في المدن إلى مخاطر الاستغلال والاتجار والعنف كما يؤدي الازدحام والظروف المعيشية غير الصحية إلى انتشار الأمراض مثل الالتهاب الرئوي والإسهال وهما أكثر الأمراض القاتلة بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة في أنحاء العالم. وحثت اليونيسف الحكومات على وضع الأطفال في صميم التخطيط الحضري وعلى توصيل الخدمات للجميع وتحسينها ، وإلى توفير بيانات أكثر تركيزا ودقة للمساعدة في التعرف على التفاوتات بين الأطفال في المناطق الحضرية وكيفية تقليلها، ويدل نقص البيانات على إهمال هذه القضايا. كما دعا التقرير إلى إدراك أكبر للجهود المبذولة على مستوى المجتمعات المحلية للتصدي للفقر في المناطق الحضرية ويقدم أمثلة لشراكات فعالة مع الفقراء في المناطق الحضرية، بما في ذلك الأطفال والبالغين . وقال ليك "إن التحضر هو حقيقة من حقائق الحياة ويجب علينا زيادة الاستثمار في المدن مع تركيز المزيد من الاهتمام على تقديم الخدمات للأطفال الذين هم في أمس الحاجة إليها".