منطقة القاهرة، مليئة بالمبانى الأثرية والتاريخية، وقد انضمت إلى قائمة التراث العالمى فى عام 1979 بناءً على توصية المجلس الدولى للآثار والمواقع (الإيكومس)، والتى تقع فى مدينة القاهرة العاصمة السياسية والاقتصادية، تراثًا إنسانيًا، يجب إحياؤه والحفاظ عليه، كما يجب إحياء التراث العمرانى والثقافى للقاهرة التاريخية باعتبارها مدينة حية تزخر بالعديد من المبانى الأثرية، تضم القاهرة 750 مبنى مسجل طراز معمارى مميز، تم تطوير 84 منها حتى الآن، إضافة إلى تطوير 23 مبنى آخر غير مسجل، ومن أهم تلك المبانى. مبنى مجلس النواب والذى يقع وسط قلب القاهرة، ويحمل قيمةً تاريخية ومعمارية شامخة ويعد رمزا لقيم ومبادئ كافح من أجلها الشعب المصرى لعقود طويلة، فالمبنى يعتبر تحفة معمارية، شيَّد الخديو إسماعيل عام 1878م، وارتبطت به الحياة النيابية المصرية، وفى سنة 1881م أجريت تعديلات كبيرة بالطابق الأرضى لإعداد قاعة نظارة الأشغال لاجتماعات مجلس شورى النواب، وهى القاعة التى ما تزال قائمة وكانت تعقد بها اجتماعات وجلسات مجلس الشورى حاليًّا، فى حين شغلت وزارة الأشغال والموارد المائية الطابقين الأول والثانى من هذا المبنى، وبعد صدور دستور 1923م تقرر قيام مجلسين: مجلس للنواب وآخر للشيوخ، وقد رؤى إقامة مبنى جديد خاص بمجلس النواب يتسع لأعضائه فى ذلك الوقت، والإبقاء على القاعة الأخرى وتخصص لأعضاء مجلس الشيوخ. فى 29/9/1991م تسلمت الأمانة العامة لمجلس الشعب الطابقين الأول والثانى اللذين كانت تشغلها وزارة الأشغال والموارد المائية وضمتهما إلى مبانيها حتى يمكن للمجلس أن يتوسع فى مقره لمواجهة التطور الكبير الذى طرأ على الحياة النيابية التشريعية، وما طرأ على الممارسة البرلمانية فى الحقبة الأخيرة. يشغل مجلس الشعب ثلاثة مبان، شيدت فى فترات تاريخية متعاقبة على مساحة قدرها 11.5 فدان تقريبا أى 48 ألفًا وثلاثمائة متر مربع، فضلاً عن عدة مبان إضافية للخدمات المعاونة والصيانة والمخازن، ومسجد المجلس، وتتخلل تلك المبانى عدة حدائق ومساحات خضراء. صمم مبنى مجلس الشعب الحالى، وبنى خصيصًا كمقر للبرلمان عام 1923م، وعقدت به الجلسة الافتتاحية الأولى التى ضمت مجلسى الشيوخ والنواب يوم السبت 15 مارس 1924م، ومنذ ذلك التاريخ شهد المبنى أحداثًا مهمة بالغة الخطورة فى حياة مصر السياسية، ومسيرة العمل الوطنى بها، وأضحى رمزًا لكلِّ المفاهيم الدستورية والديمقراطية التى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تراث مصر السياسى، كما أنه شاهد حى على وقائع أكثر من 70 عامًا من الحياة السياسية والنيابية فى مصر. ويتكون التصميم المعمارى للمبنى من قاعة رئيسية مستديرة يبلغ قطرها 22 مترا وارتفاعها 30 مترا تعلوها قبة يتوسطها جزء مستدير مغطى بالزجاج، وهذا الجزء تعلوه شخشيخة عليها قبة صغيرة منخفضة، والشخشيخة بها أربعة شبابيك وعلى القبة من الخارج أشرطة بارزة تمثل وحدات زخرفيةً بارزة متكررة، أما مركز الدائرة من الداخل فتحيط به زخارف نباتية تمثل الطراز الذى ساد فى العشرينات وقت البناء، والقاعة تتكون من طابقين بكل منهما شرفة، أما صدر القاعة فنجد فى وسطها شعار الجمهورية ثم منصة الرئاسة، ويلحق بالقاعة عدة أجنحة منها البهو الفرعونى واستراحة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.