نقص أدوية الدرن ينذر بكارثة.. والأهالي: عيالنا بتموت

كتبت – خلود متولي:
لم تسكِت مساعي وزارة الصحة لتلبية مطالب واحتياجات المرضى، من نقص أدوية وإنشاء منظومة صحية متطورة، أصوات المرضى التي تعالت منادية "الحقونا.. أرحمونا عيالنا بتموت"، لكن كلما مر الوقت، ازدادت الوعود، ونقص الدواء، وتردى الحال.
وعقب أزمة البنسلين طويل المفعول التي لم تحل حتى الآن، منذ ما يزيد عن 3 أشهر، واختفاء المحاليل الطبية الوريدية "الجلوكوز والملح"، بدأت كارثة جديدة، يمكن أن تتحول إلى وباء قاتل، وهي تفشي مرض الدرن، في حال لم تتوفر تطعيم BCG لحديثي الولادة، التي إختفت منذ فترة طويلة خاصةً بمحافظة بني سويف.
وتعاظمت مطالب مجلس النواب متمثل في النائب بدوى النويشى عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، الذي طالب المهندس شريف إسماعيل "رئيس مجلس الوزراء" والدكتور أحمد عماد الدين "وزير الصحة والسكان"، بتوفير تطعيم الدرن BCG لحديثى الولادة، مؤكداً أنها اختفت من الوحدات الصحية بمحافظة بنى سويف وخاصة مركز الواسطى منذ فترة.
وتابع "النويشى" أن الأطفال تعدت الشهور المفترض أخذ تطعيم الدرن بها، وهذا ينذر بكارثة صحية وانتشار الوباء لأطفال المحافظة.
لم يكن "النويشي" أخر النواب الذين طالبوا بتوفير التطعيم، لكن على غراره ناشد الدكتور عبد الله مبروك، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، رئيس الوزراء، ووزير الصحة، بتوفير التطعيم المذكور، وأكد مطالبته أثناء الاجتماع الأخير بلجنة الصحة بمجلس النواب بحضور الوزير.
وهذا هذا السياق وعد وزير الصحة سيتوفر العقار الأسبوع القادم، ولكنه لم يفي بوعده، ولازالت أطفالنا بمحافظة بني سويف في انتظار كارثة جديدة بتفشي الوباء بسبب اختفاء مصل "الدرن" منذ شهور عديدة، رغم وصول الأطفال وتعديهم سن خمسة وستة شهور.
يعرّف مرض الدرن بأنّه عبارة عن وباء حاد يسبّب الالتهابات والقروح العديدة، ويصيب الإنسان نتيجة تعرّضه لبكتيريا السلّ، وتنتقل
عن طريق الهواء لتقوم بإصابة الرئتين والإضرار بعمليّة التنفّس، وذلك نتيجة آثارها القويّة على الجهاز التنفّسي والعظام .
و يُعتبر مرض الدرن من الأمراض الخطيرة والمعدية، ويصيب الإنسان عن طريق الانتقاص من لحمه وذلك بعد إصابته بمرض معيّن، فيؤثّر على نسبة الكالسيوم المخزّنة في الجسم ويعمل على تقليلها، لذا يجب العمل على معالجة مرض الدّرن بشكلٍ سريع؛ فإنّ عمليّة انتشاره في الجسم تسبّب في حالاتٍ متطورة إلى التعرّض للوفاة.
ومن جانبها أكدت الدكتورة هالة عدلي حسين رئيس الشركة المصرية لنقل الدم فاكسيرا سابقاً، أن بالفعل هناك نقص في مصل "الدرن" منذ فترة كبيرة، وغير معلوم السبب.
وعلى الرغم من تأكيد الدكتورة هالة عدلي حسين على إختفاء المصل، إلا أنه عارضها الدكتور عبدالناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة ببني سويف، الذي أوضح أن أطعمة الدرن BCG، للأطفال حديثي الولادة متواجدة بالمصل واللقاح، ولا يوجد بها أزمة.
وأشار حميدة، إلى أنه يبدأ توزيع هذة الأطعمة على جميع الأماكن بمكاتب الصحة والوحدات مجانًا نهاية شهر نوفمبر الحالي.
نجوى الشافعي، استاذ طب الاطفال بجامعة الزقازيق، أفادت أن مصل "الدرن"، هو لقاح وقائي وليس علاجي، ويمكن يتطعم به الطفم حتى عمر 6 أشهر.
وأوضحت الشافعي، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن هذا المرض يأتي في شكلين للاطفال، وهم: الالتهاب الرئوى، وأعراضه "كحه، وارتفاع درجة الحرارة وعدم الاقبال على الاكل وفقدان الوزن"، والأخر يأتي في الغدد اللمفاوية بالرقبه.
وأكدت أستاذ الأطفال، أن الامصال ليس لها بدايل كالأدوية والمستحضرات العادية، نظراً أن الجهاز المناعي لدى الإنسان يتميز بلتخصص، لذا لا يمكننا إستبدالها بأدوية أخرى، مشيرة إلى أننا لايجب الخوف من عدم تطعيم الأطفال بها، مادام لم يتعرض الطفل لأي عرض من أعراض المرض الخبيث.