في الوقت الذي يرى فيه بعض المحللين أن الاقتصاد الأمريكي قد نجح في الإفلات من الوقوع في أزمة ركود جديدة، يرى البعض الآخر أن هناك بوادر لهذا الركود تظهر في الولاياتالمتحدة، وذلك بالرغم من التحسن الواضح على معظم المؤشرات الاقتصادية، ومن بينها خلق المزيد من الوظائف الجديدة وانتعاش أسواق الأسهم. وقال لاكشمان أتشوثان، الشريك المؤسس لمعهد أبحاث الدورة الاقتصادية، إن ركود الاقتصاد الأمريكي سيحدث حتما، حتى من دون وجود عوامل خارجية مؤثرة، مثل أزمة الديون الأوروبية أو ارتفاع أسعار النفط، مشيرا إلى أن هذه العوامل لن يكون لها تأثير إلا على صعيد زيادة الضغوط والمعاناة. وأكد أتشوثان، في تقرير نشرته شبكة "سي إن إن ماني" على موقعها الإلكتروني، عدم دقة الأرقام الحالية المعلنة بشأن أداء الاقتصاد الأمريكي، حيث إن بيانات الوظائف الشهرية ليست دقيقة، باعتبار أن أرباب العمل يأخذون قرارات التوظيف بوتيرة متباطئة تساهم في تبلور ملامح الركود بسوق العمل. وبالنسبة لأداء بورصة وول ستريت الأمريكية، شكك أتشوثان في أن يكون الصعود الحالي للأسهم نتيجة مكاسب حقيقية للأوراق المالية، مؤكدا أن ما يجري ناجم من ضخ المصارف المركزية الكثير من الأموال في الأسواق ضمن خطط الإنعاش، بدليل أن صعود الأسهم يترافق مع تراجع غير مسبوق لسرعة دوران الدولار. وأوضح أن تحليلاته تقوم على مراجعة نسب نمو الإنتاج الصناعي وارتفاع الدخل الفردي ومستويات الإنفاق إلى جانب التغيير السنوي في الإنتاج القومي.