اعتبر خبراء ومراقبون وسياسيون، مؤتمر شباب العالم بشرم الشيخ بمثابة كرنفال تتويجى لجهود الدبلوماسية المصرية، وزيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى للخارج؛ لنقل صورة إيجابية عن مصر، والتصدى لحرب الشائعات التى تطلقها جماعة الإخوان الإرهابية بين الحين والآخر. ووصف الخبراء فكرة إقامة المؤتمر بأنها تأتى لتأكيد عودة الدور الريادى المصرى إقليمياً ودولياً، مشيرين إلى أن رعاية الرئيس «السيسى» للمؤتمر تهدف إلى نقل المؤتمرات الشبابية من المحلية إلى العالمية؛ لفتح مجالات أوسع للشباب السياسى والاجتماعى المصرى على القيام بدوره نحو الوطن والاتصال مع غيره من شباب العالم، بالإضافة إلى الأهداف الاقتصادية والسياسية الأخرى التى ستحققها مصر من المنتدى. ورأى طارق الخولى، عضو لجنة العفو الرئاسى، ومجلس النواب «ممثلاً لفئة الشباب»، أن المؤتمر فكرة براقة فى قيام مصر بتبنى حوار بين شباب العالم، وإرسال رسالة سلام للعالم كله، مبيناً أن المؤتمر يحمل عدداً من الأهداف، أولها أنه يحتوى على مناقشة حول المحاور الرئيسية فى التحديات التى تواجه العالم قد ينتج عنها حلول مبتكرة. وتابع «الخولى» فى تصريحه ل«الوفد»، أن الهدف الثانى للمؤتمر هو التقريب بين وجهات النظر للقدرة على كسر ما يسمى «صراع الحضارات»، وتجنب الجيل الحالى الحروب والصدام، موضحاً أن حضور رؤساء الدول وشباب العالم يعطى ثقلاً سياسياً عالمياً، وتستطيع مصر من خلاله تقديم رسالة سياسية مفادها القدرة على مجابهة محاور الشر الشيطانية التى سعت إلى خراب العالم ودعمت الإرهاب وكشفها أمام العالم. وأكد عضو مجلس النواب، أن المؤتمر سيعود بالنفع على مصر فى قضية أخرى، وهى السياحة عبر نقل حقيقة الأوضاع للعالم الخارجى، ومن ثم الترويج للحالة الأمنية والقطاع السياسى فى البلاد. ونوه «الخولى» بأن أحد أهم أسباب تحول مؤتمرات الشباب من محلية إلى دولية، وإلقاء الضوء على تضحيات رجال الجيش والشرطة بدورهم فى التضحية بأنفسهم من أجل حماية مصر أمنياً ومواجهة الإرهاب. وقال المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، إن المنتدى يعتبر نقطة بداية هادفة، تسهم فى تقديم تطوير مستدام للنهضة المصرية الجديدة فى كل مكان بالعالم، مشيراً إلى دعم سبل التعاون والاتحاد فى مجال السلام والتنمية. وأكد «الخولى»، فى تصريحات ل«الوفد»، أن شباب مصر لهم الدور الأكبر والقدرة على التنمية والبناء، من خلال المؤتمر، الذى يضع لفئة الشباب المصرية مكانتها القوية بين العالم، ويفرضها على الساحة الدولية، من خلال الاختلاط الفكرى والحضارى. وأكد نائب رئيس حزب الوفد، أهمية استغلال الموارد البشرية بصفة عامة، باعتبارها أعظم وأثمن قوة على الأرض، قائلاً: «أتمنى أن يعقد المنتدى سنوياً فى نوفمبر من كل عام، لأنى واثق من نجاحه فى خلق آلية للتواصل بين شباب العالم، وطرح قضاياهم وإيجاد حلول لها»، مشيراً إلى أن حجم فرص الاستفادة من المؤتمر استثمارياً قوية جداً. وأشار «الخولى» إلى دور المنتدى فى محاولة فهم المشاكل التى تواجه العالم بطريقة مختلفة، وجدية من كل الجوانب، من خلال التعايش والحوار بين الثقافات، كما أنه سيوضح مدى أهمية دور الشباب فى مواجهة القضايا والتحديات التى تواجههم، مضيفاً أنه سيكون منصة جديدة ومبتكرة تجمع بين شباب العالم على مائدة الحوار. وأكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن منتدى شباب العالم يعتبر فرصة للالتقاء بنخبة من صناع القرار بالمنطقة، وكذلك التفاعل مع الشباب ذوى نظرة واعدة نحو العالم الذى نعيش فيه اليوم، مشيراً إلى أن استقبال مصر للمنتدى، بمثابة رسالة دولية، تؤكد سياسة مصر الوسطية، وإيمانها بالتعددية السياسية، والفكرية، وانفتاحها على العالم فى جميع الاتجاهات والحضارات وكذلك الثقافات، التى تدعم صورة مصر الإيجابية للعالم ضد مزاعم إهمال الإدارة السياسية المصرية قطاع الشباب. وأعرب مساعد وزير الخارجية الأسبق فى حديثه ل«الوفد» عن ثقته الكاملة فى قدرة الشباب المصرى على تحقيق النجاح للمنتدى، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، صاحب هذه المبادرة غير المسبوقة فى تاريخ الحياة السياسية والشبابية المصرية، قائلاً: «ثقة الرئيس السيسى والشعب المصرى بلا حدود، فى شباب مصر الواعد الذى لديه القدرة والكفاءة على إنشاء الجمهورية الثالثة المصرية». وأشار «هريدى» إلى أن مشاركة شباب العالم سيكون لها آثار إيجابية كبيرة، لصالح مصر فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والشبابية والرياضية، وغيرها، وكذلك إعادة السياحة العالمية لمدينة شرم الشيخ، حيث سيكون جميع المشاركين فيه سفراء لمصر لدى دولهم. ولفت «هريدى»، إلى أن اهتمام الدولة بعقد مؤتمرات الشباب بشكل دورى ومنتظم، يؤكد أنها تسعى بشكل جاد وسريع للاستفادة من طاقاتهم، باعتبارهم يمثلون مستقبل مصر، وحصن الدفاع عنها، كما أن هذه المؤتمرات تفتح حالة حوار عامة فى المجتمع كله، حول القضايا التى تخص المواطن المصرى بشكل دولى، ما سيغير وجه الحياة الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والسياحية والزراعية. وقالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن انعقاد المنتدى فى مصر، يؤكد تمتعها بالمناخ الآمن، الذى يحاول البعض زعزعة استقراره، ويسهم فى تطوير رؤى الشباب فى المجالات المختلفة، من خلال تبادل الخبرات والثقافات، أعمالاً بحق الشباب فى الدستور المصرى. وأكدت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن استضافة مصر للمنتدى، واهتمامها بقطاع الشباب، يساعدان على تطوير آليات النهضة فى المجتمع، من خلال الاستفادة بالعقول المعتمدة على العصر التكنولوجى، والبحوث العلمية، وتشجيع الابتكار الشامل، عن طريق تبادل الأبعاد المختلفة وانتشارها الجغرافى والأعراف والتقاليد التى تفرزها الجنسيات والأعراق المختلفة المشاركة فى المنتدى. وأشارت «بكر» فى حديثها ل«الوفد»، إلى أن المنتدى يسهم فى دعم المردود الاقتصادى، من خلال دعم قطاع السياحة، والمشروعات الاستثمارية فى مجالات الصناعة والتجارة، عن طريق تبادل التجارب الدولية، مؤكدة أن المنتدى سيشكل دوراً مهماً فى خلق التوازن العقلانى فى الموارد الطبيعية والبشرية، بما يحقق التنمية المستدامة، التى تعتمد على تقنية النظم الجغرافية ويسخرها لخدمة أهدافه. وقال الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، إن منتدى الشباب العالمى، يمثل أهمية اقتصادية كبرى، خاصة أن الشباب هم قادة الغد وحاملو شعلة التطوير والتقدم فى مجتمعاتهم. ولفت «عامر» فى حديثه ل«الوفد»، إلى أن تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، المعتمدة على الابتكار، ستكون داعماً قوياً فى تنمية الاقتصاد الوطنى، عن طريق اتباع سياسات خلق فرص العمل، وتنويع مصادر الدخل لتخفيف الأعباء المالية على الموازنة العامة للدولة، ونشر الوعى بمزايا العمل الخاص، وتوفير المعلومات وتقديم الدعم التقنى، وخلق الفرص المربحة والمبتكرة، وتنمية العنصر البشرى وتدريبه من خلال المؤسسات الراعية للمؤتمر. وعن أهمية دور الدولة فى التنمية، قال رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية، إن الدولة بما تملكه من تفويض المجتمع لها فى وضع التشريعات، وسنّ القوانين وسلامة تطبيقها، وحماية حقوق أفراد المجتمع منتجين كانوا أو مستهلكين، وكل ما يتعلق بتعبئة الموارد المحلية، وكيفية تعبئة المدّخرات وتوجيهها للاستثمارات، وإيجاد البيئة الاجتماعية الملائمة للانطلاق، يضع على كاهلها العبء الأكبر فى قضية التنمية، قائلاً: «يجب عدم النظر إلى التنمية الاقتصادية على أنها سياسة تقبل التأجيل، بل إنها ضرورة ملحة». ومن الناحية الاقتصادية، أكد «عامر»، أن تمويل التنمية يعتمد على عدة مصادر، على رأسها المدّخرات الوطنية، الاستثمارات الأجنبية، محاصيل الصادرات، الاقتراض، المنح والهبات، التى تفرض توسيع وتعميق الوعى بالأهداف الدولية ودعمها، لدى قطاع كبير ومتباين من القيادات السياسية ومنظمات المجتمع المدنى ومجتمعات الأعمال حول العالم. واختتم: إن إظهار التضامن فى حشد التأييد لأهداف التنمية المستدامة، قد يؤسس دافعاً للجهود الرامية إلى تنشيط الشراكة العالمية للتنمية المستدامة، وتشكيل البنية الهيكلية لمنظومة معقدة، بأغراض مشتركة، من أجل الاسترشاد بها فى تنفيذ الأجندة الجديدة، عبر الشبكات المُنسقة التى تُسهل المراقبة والتواصل وتشجع على بناء الثقة. وقالت منى عبدالراضى، المتحدث الإعلامى باسم جبهة نساء مصر، إن مؤتمر الشباب العالمى سيعود بالنفع على الشباب المصرى فى نطاق تعارفهم مع شباب العالم وإضفاء الاتصالات والأنشطة المشتركة وتبادل الثقافات المختلفة سواء كان للشباب المصرى أو شباب العالم المشاركين فى المؤتمر؛ لأن احتكاك وتواصل شباب العالم مع بعضه مفيد لجميع الأطراف. وأضافت «عبدالراضى»، فى تصريحها ل«الوفد» أن المؤتمر سيعطى المجال للشباب المصرى لتوضيح بعض القضايا التى تحمل صوراً خاطئة فى أذهان البعض، إلى جانب كونه فرصة للعالم أجمع للتعرف على ثقافات مصر المختلفة وتعامل المرأة المصرية ومساعدتها على إيجاد الحلول للكثير من القضايا المجتمعية. واعتبر أحمد مجدى، ممثل الشباب فى اتحاد الشباب التقدمى الجناح الشبابى لحزب التجمع، أن المؤتمر حالة كرنفالية وتتويج لسلسلة المؤتمرات المحلية التى كان يعقدها الرئيس مع الشباب، مضيفاً أن الحدث معنى بمناقشة القضايا التى تمس شباب العالم مثل قضايا الإرهاب والبطالة. وأوضح «مجدى»، فى تصريح خاص ل«الوفد»، أن المؤتمر يطرح مناقشات وأفكاراً تحقيقها مرهون بالإرادة المصرية، كما أنه سيساعد على تحسين صورة مصر فى العالم أجمع ورسالة ايجابية بأن الإرهاب فى مصر محدود جداً، مبيناً أن أغلب الشباب المصرى سيركزون على مناقشة قضايا الإصلاح الاقتصادى والبطالة وضرورة إيجاد فرص عمل. وأشاد ممثل الشباب باتحاد الشباب التقدمى بجهود الدبلوماسية المصرية والرئيس السيسى فى إقناع عدد من زعماء ورؤساء ووزراء وبرلمانيى عدد من دول العالم على المشاركة فى المنتدى، لافتاً إلى أن تلك الجهود تنضم لنجاحاتهم الكبيرة منذ ثورة 30 يونيو وتغيير الصورة المغلوطة التى روجها الإخوان بأن ما حدث انقلاب وليس ثورة، وقيامهم بإرسال العديد من البعثات التى توجت نجاحهم وجهودهم.