قرّرت قاضية فيدرالية، أمس وضع المدير السابق لحملة دونالد ترامب، بول مانافورت، قيد الإقامة الجبرية؛ بعدما رفض الاتهامات الموجّهة إليه، في إطار التحقيق حول تدخّل روسيا في انتخابات 2016 الرئاسية. وكان مانافورت وشريكه التجاري، ريتشارد جيتس، قد رفضا خلال جلسة في واشنطن 12 اتهاماً موجهاً إليهما؛ بينها التآمر ضدّ الولاياتالمتحدة، وغسيل الأموال، وعدم التصريح بحسابات لديهما في الخارج، وإخفاء ملايين الدولارات التي كسبوها من العمل للسياسي الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، وحزبه السياسي المؤيّد لموسكو. وقال المحقق الخاص، روبرت، في بيان: "تتضمّن صحيفة الاتهام 12 تهمة؛ التآمر ضدّ الولاياتالمتحدة، والتآمر على غسل أموال، والعمل كوكيل غير مسجل لشخص أجنبي، وتقديم بيانات كاذبة ومضلّلة فيما يتعلق بقانون تسجيل الوكلاء الأجانب، وتقديم بيانات مزيّفة، وسبع اتهامات تتعلق بعدم تقديم تقارير عن حسابات مالية وحسابات في بنوك أجنبية". وفي وقت سابق وجّهت السلطات الأميركية اتهامات لثلاث شخصيات في حملة الرئيس دونالد ترمب في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، في حين سارع ترامب لتأكيد أنه لم يتواطأ مع روسيا، وأن الاتهامات تعود لوقائع قديمة. من جانبه أعلن البيت الأبيض عدم وجود "خطة أو نية" لتغيير المدعي الخاص روبرت مولر الذي يحقق في تواطؤ محتمل مع روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز إن "الرئيس أعلن الأسبوع الماضي، كما قلت مرات عدة سابقاً، إنه لا توجد نية أو خطة لإجراء أي تغيير في ما يتعلق بالمدعي الخاص". ورداً على سؤال حول الاتهامات التي وجّهت الى بول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب وأحد أعضاء الفريق، نفت وجود أى علاقة لها إطلاقا بالرئيس ولا علاقة لها بالحملة". وشددت المتحدثة على الدور "المحدود للغاية" لجورج بابادوبولوس، العضو السابق في فريق ترامب الذي اعترف بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). وقالت: "كان متطوعاً، لم يقم بأي نشاط رسمي في إطار الحملة، مؤكدة أن اتهامه من جانب الشرطة الفيدرالية يرتبط حصراً بأنه لم يقل الحقيقة. ويُتهم مانافورت (68 عاماً) وشريكه التجاري ريك جيتس بإخفاء ملايين الدولارات التي كسباها من العمل للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وحزبه السياسي المؤيد لموسكو. كما أعلن مولر أن شخصاً ثالثاً اعترف بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي حول وجود صلات محتملة بين الحملة والحكومة الروسية. واعترف بابادوبولوس، المستشار السابق في الحملة مطلع العام الماضي، أنه كذب على المحققين في 5 اكتوبر وقال انه سعى الى إخفاء الاتصالات بأستاذ جامعي على صلة بموسكو عرض الكشف عن "فضائح" تتعلق بمنافسة ترامب الديموقراطية هيلاري كلينتون. وسارع ترامب الى تويتر لرفض الاتهامات، وأكد مرة اخرى عدم وجود "تواطؤ" مع روسيا وطلب من المحققين التركيز على كلينتون. وكتب على تويتر: "عفواً، لكن هذه تعود لسنوات خلت، قبل أن يصبح بول مانافورت جزءاً من الحملة الانتخابية. ولكن لماذا لا يتم التركيز على المخادعة هيلاري والديمقراطيين؟". وتابع: "ليس هناك أي تواطؤ" وكتب ذلك بالأحرف العريضة. ومع دخول تحقيق مولر هذه المرحلة الجديدة صعد مسؤولون جمهوريون ووسائل إعلام محافظة هجماتهم على الديمقراطيين، خصوصاً كلينتون، رغم أن المعارضين يرفضون الاتهامات بوصفها محاولات لتحويل الانتباه. وكان مانافورت أحد المشاركين في اجتماع في برج ترامب (ترامب تاور) في 9 يونيو 2016 مع محامية على صلة بالكرملين، ما أثار شكوكاً حول تواطؤ بين الحملة الانتخابية وموسكو. ونظم الابن البكر لترامب، دونالد جونيور اللقاء، على أمل الحصول على معلومات تضر بكلينتون، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية. ولم تذكر لائحة الاتهام أي تدخل روسي في الحملة الانتخابية، بل ركزت على علاقات مانافورت السابقة بأوكرانيا.