كمال الشناوى وزير الداخلية يقود بنفسه حصار مجمع التحرير فى «الإرهاب والكباب» يوسف وهبى حكمدار العاصمة ينقذ فقيراً من موت مؤكد فى «حياة أو موت» أحمد مظهر يخالف القانون لإرضاء ضميره نور الشريف.. زوجته تدفع ثمن بطولاته فى "الوحل" فقدت مصر بالأمس القريب مجموعة من خيرة رجالها من أبناء الشرطة المصرية جادوا بأرواحهم الذكية فداء للوطن على يد مجموعة من الإرهابيين المجرمين وذلك فى منطقة الواحات بمحافظة الجيزة. حرب واسعة تخوضها مصر ضد الإرهاب، فى كل يوم يضحى رجال الشرطة بأرواحهم، إذ يقدمون أنفسهم دفاعًا عن هذا الوطن ومقدساته بجانب أبطال القوات المسلحة، ولا شك أن السينما المصرية جسدت فى كثير من الأعمال تضحيات وبطولات رجال الشرطة فى كل المواقف. نستعرض فى هذا التقرير بعض الأفلام التى كشفت عن بطولات رجال الشرطة وهناك أفلام أخرى كشفت فى بعض الجوانب السلبية لرجال الشرطة، لكننا سنركز فى هذا التقرير على الجوانب الإيجابية فى محاولة منا لرفع معنويات أبطال الشرطة المصرية. فيلم «حياة أو موت» إنتاج 1954 بطولة يوسف وهبى وعماد حمدى ومديحة يسرى وحسين رياض وإخراج كمال الشيخ. الفيلم قصة بسيطة حول رجل فقير يرسل ابنته لشراء الدواء يكتشف أن الدواء به سم، يسرع على الفور بإبلاغ الشرطة لإنقاذ حياة الرجل الفقر أحمد إبراهيم، وهنا يبرز دور حكمدار العاصمة يوسف وهبى الذى يبذل كامل طاقته لإنقاذ حياة الرجل الفقير بل ويرسل بياناً للإذاعة حتى ينجح فى النهاية فى إنقاذ حياة أحمد إبراهيم. للعلم هذه الواقعة حدثت بالضبط عام 1994. فيلم «الرجل الثانى» إنتاج 1958 بطولة رشدى أباظة وصباح وسامية جمال وصلاح ذو الفقار وإخراج عز الدين ذو الفقار. تناول هذا الفيلم الصراع بين البوليس وإحدى عصابات التهريب وذكاء رجل الشرطة فى التعامل مع المجرمين وتعرض حياتهم لخطر مؤكد ونجاح الشرطة فى النهاية فى الإيقاع برأس العصابة. فيلم «ريا وسكينة» إنتاج 1954 بطولة أنور وجدى وزوزو حمدى الحكيم ونجمة إبراهيم، تناول جهود رجال الشرطة فى الإيقاع بأخطر عصابة تقودها امرأتان وتعرض حياة رجال الشرطة للخطر حتى النجاح فى القبض على هذه العصابة التى هزت وجدان الشعب المصرى فى بدايات القرن العشرين. فيلم «كلهم أولادى» إنتاج 1960 بطولة شكرى سرحان وصلاح ذو الفقار وأمينة رزق وحسن يوسف، تناول هذا الفيلم حكاية أسرة مصرية بسيطة، أب لثلاثة أبناء، أحدهم ضابط شرطة والآخر ينحرف عن الطريق السليم والثالث رجل ناجح، الابن ضابط الشرطة يسير على مبدأ أن الواجب فوق كل اعتبر، يقبض على أخيه داخل المنزل بعد أن يكتشف أنه ارتكب جريمة ويرفض توسلات أمه ويقبض على أخيه فى صورة مثالية لضابط الشرطة. ربما لا ينسى الكثيرون تجسيد الفنان الراحل زين العشماوى فى فيلم «الخطايا» بطولة عبد الحليم حافظ ونادية لطفى ومديحة يسرى وعماد حمدي وإخراج حسن الإمام 1972 لدور الضابط الإنسان الذى يرفض عقاب المهندس حسين نتيجة تناول الخمر وعدم دفع الحساب ويعفو عنه بل ويعطيه مبلغاً من المال حتى يفتح له الطريق للحياة السلمة بدلاً من إيداعه فى السجن وتحويله من مهندس لمجرم. ولا ننسى فيلم «إسماعيل يس بوليس سرى» رغم أنه فيلم كوميدى لكنه عكس بوضوح تضحيات العسكرى البسيط للدفاع عن كل ما يهدد الوطن ونجاحه فى القبض على أخطر العصابات. فيلم «كلمة شرف» إنتاج 1971 بطولة فريد شوقى وهند رستم وأحمد مظهر ونور الشريف، فى هذا الفيلم جسد عميد الشرطة الفنان الكبير الراحل أحمد مظهر، موقفاً إنسانياً رائعاً حينما سمح لمسجون بالخروج من السجن للذهاب لزوجته المريضة على أن يعود للسجن بعد ساعتين، كان المسجون فريد شوقى وفى بالعهد. عميد الشرطة خالف القانون بوازع من ضميره الحى، وتغلبت عليه الجوانب الإنسانية وهذا الفيلم كان له تأثير شديد فى الواقع. فيلم «الباطنية» إنتاج 1980 بطولة نادية الجندى ومحمود يس وفريد شوقى وعماد حمدى وأحمد زكى وإخراج حسام الدين مصطفى، جسد الفنان الراحل أحمد زكى فى هذا الفيلم شخصية ضابط يدخل العصابة على أنه مريض بالصرع حتى ينجح فى النهاية بالإيقاع بأخطر عصابة لتجارة المخدرات. فيلم «أهل القمة» إنتاج 1981 بطولة سعاد حسنى ونور الشريف وعزت العلايلى وعمر الحريرى جسد عزت العلايلى دور الضابط الشريف الملتزم الذى يواجه الفساد والانحراف ويظل على موقفه رغم تعرضه لظروف اجتماعية صعبة حتى أنه يضطر فى النهاية إلى زواج ابنة اخته من أحد المهربين الذى قرر التوبة. فيلم «شاويش نص الليل» إنتاج 1985 بطولة فريد شوقى وآثار الحكيم وخالد الباز، يتناول قصة صول لديه ولد وبنت، ينحرف ابنه الوحيد ويدمن المخدرات، رغم أن الشاويش يتميز بالطبيعة الشديدة والانضباط لكنه يضطر فى النهاية لقتل ابنه الوحيد الذى يصاب بالإيدز بسبب الادمان حفاظاً على المجتمع بعد أن تحول الابن لبقايا إنسان. فيلم «الوحل» إنتاج 1988 بطولة نور الشريف ونبيلة عبيد وصلاح ذو الفقار، تناول قصة عقيد شرطة مجتهد ينجح فى الإيقاع بأكثر من عصابة لتهريب المخدرات ويحصل على ترقية استثنائية تقديراً لكفاءته، تحاول العصابة الانتقام منه حتى ينجح فى الإيقاع بزوجته التى يحبها لتصبح مدمنة مخدرات، ومع ذلك يستمر الضابط فى محاربة العصابة حتى ينجح فى القضاء عليها وعلاج زوجته، وهو نموذج للضباط الذى يضحى بكل شىء من أجل الواجب. فيلم «بطل من ورق» إنتاج 1987 بطولة ممدوح عبد العليم وآثار الحكيم وصلاح قابيل، تناول الفيلم كفاح عميد شرطة صلاح قابيل للإيقاع بمجرم يهدد بنسف أماكن حيوية واستعان بكاتب السيناريو للإيقاع بالمجرم، وينجح العميد فى النهاية فى قتل المجرم، داخل القطار قبل لحظات من نسف القطار. فيلم «الإرهاب والكباب» إنتاج 1992 وإخراج شريف عرفة، بطولة عادل إمام ويسرا وكمال الشناوى رغم أن هذا الفيلم انتقد الحكومة بعنف لكنه عكس تضحيات رجال الشرطة حيث تولى وزير الداخلية الذى جسد دوره الفنان الراحل الكبير كمال الشناوى بنفسه مواجهة أحد الأشخاص الذى احتل مجمع التحرير وهدد بقتل كل من فيه، أوضح هذا الفيلم أن الداخلية تتصدى لسلبيات كثيرة بسبب تصرفات الحكومة وسوء الإدارة فى بعض الأحيان. فيلم «الإرهابى» إنتاج 1993 بطولة عادل امام وصلاح ذو الفقار وشيرين ومديحة يسرى، جسد هذا الفيلم تضحيات رجال الشرطة فى مواجهة الإرهابيين فى بداية التسعينيات حيث وصل الامر لقتل الضابط فى الشوارع أمام المارة وعلى الطرق. ومطاردة الشرطة للإرهابيين فى كل مكان وقتل الإرهابى التائب عادل إمام على يد الجماعة الذى كان يعمل بها. فيلم "الهروب" إنتاج 1987 بطولة أحمد زكى وهالة صدقى وأبو بكر عزت وعبد العزيز مخيون. هذا الفيلم كان به أكثر من نموذج لضابط الشرطة ولكننا نتوقف عند الشخصية التى جسدها الفنان القدير عبد العزيز مخيون ضابط الشرطة الصعيدى، الذى يقدم طول الوقت مواقف إنسانية وبطولية حتى يدفع حياته ثمنًا فى النهاية لمواقفه البطولية. «مفتش المباحث» إنتاج 1963 بطولة رشدى أباظة ويوسف وهبى، جسد الراحل يوسف وهبى فى هذا الفيلم شخصية مفتش مباحث كان ذاهبًا لحضور زفاف شقيقته، لكنه بالصدفة يعثر على مجرم ارتكب جريمة قتل، لكنه بناحية إنسانية يقرر القبض عليه ولكن بعد أن يذهب لمنزل أبويه والفتاة التى غرر بها، الواجب الإنسانى يتغلب على القانون، الضابط يعمل بإنسانية متناهية، شخصية رائعة لضابط المباحث. ولعل فيلم «الخلية» الأخير للممثل أحمد عز، وأحمد صفوت، وإخراج طارق العريان هو من أقرب وأهم الافلام التى جسدت تضحيات الشرطة فى مواجهة الإرهاب الأسود بشكل أكثر اقترابًا للواقع وربما يكون هو التجسيد الحقيقى لتضحيات ضباط الشرطة الأخيرة فى معركة الواحات التى راح ضحيتها 16من خيرة رجال الشرطة حماية وفداء للوطن. الخلية.. والإرهاب فيلم «الخلية» يرصد دور ثلاثة ضباط شرطة وهم أحمد عز واحمد صفوت ضابطا القوات الخاصة اللذان يشاركان فى عملية القبض على خلية إرهابية تستهدف ضباطاً ومنشآت حيوية ويشترك معهم «محمد ممدوح» ضابط أمن دولية وتخوض الشرطة معركة عنيفة للقبض على الخلية وزعيمها الذى يتمكن حتى الهرب ويستشهد فى المواجهة الضابط «أحمد صفوت» ويصاب بطل الفيلم أحمد عز صديقه في قدمه وينهار عز لفراق صديقه ويتحدى إصابته ويتماثل للشفاء ويصر بشكل عنيد للأخذ بثأر الوطن وصديقه وزميل عمره ويقود مع ضابط الأمن الوطنى «محمد ممدوح» مغامرات صعبة حتى يتوصل لمكان زوجة الإرهابى والإرهابى نفسه ورغم تمكن الإرهابى من خطف ابن صديقه «أحمد صفوت» لكن يتمكن «عز» من الثأر وقتل الإرهابى بعد صراع عنيف ومطاردات صعبة.. لينتقم الضابط من الإرهابيين والثأر لوطنه وصديقه وللشرطة كلها فى محطات إنسانية تكشف تضحيات الشرطة ودورها العظيم فى حماية الوطن. الفيلم كشف بتفاصيل إنسانية وخططية المخاطر والصعاب التى يواجهها رجال الشرطة في حماية الوطن وكيف يقدمون أرواحهم فداء لها فى نسخة مقربة من «حادث الواحات» الأخير.. وهذا الفيلم حقق نجاحاً فنياً وتجارياً كبيراً لما ساقه من مفردات ولغة سينمائية مختلفة قربت صورة وفداء الشرطة للمجتمع بشكل رائع وهذا دور لهم يجب أن تستمر السينما فى تقديمه.