حذرت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية من تسليح المعارضة في سوريا، موضحة أن تسليح الانتفاضة السورية وتحوُّلها من كونها في الأساس حركة احتجاجية سلمية إلى حركة تمرد يسيطر عليها مجموعة من مقاتلي المعارضة المسلحين وليس المواطنين الناشطين، هو أبرز وأكثر الأمور المثيرة للقلق والتي تضر بالانتفاضة السورية سلمية الصامدةعلى مدى عام مضى. ويُعتبر التعامل مع الاتجاه المنادي بتسليح المعارضة في سوريا هي المهمة الأكثر إلحاحا التي تواجه الولاياتالمتحدةالأمريكية وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا وبقية الدول "أصدقاء سوريا" التي من المقرر أن تجتمع في تونس غدا. وأضافت أنه فى حالة عدم إدارة التسليح المعارضة السورية بطريقة جيدة، فسيتم فقدان الأمل في تغيير حقيقي بسوريا، على حد قول المجلة. وأعربت المجلة عن عدم دهشتها من فكرة تسليح المعارضة السورية، وربما يكون الأوان قد فات لمنع المضي قدما في هذا الشأن، لأنه يُعبر عن استجابة مفهومة لأعمال العنف الوحشية لنظام الرئيس السوري "بشار الأسد" الذي أطلق العنان لقواته في مواجهة الاحتجاجات السلمية. ولا تزال السياسة الأمريكية تنتقد بشدة تسليح الانتفاضة السورية، وتشجع السوريين بدلا من ذلك على استخدام الوسائل السلمية لتحقيق أهدافهم السياسية، مشيرة إلى أن التسليح سيلعب لمصلحة نظام "الأسد"، لأنه سيستخدمها بعد ذلك كمبرر لاستخدام العنف بحجة أنه يدافع عن سوريا من العصابات المسلحة، فضلا عن أن التسليح سيثير تصعيد النظام السوري من حملته الوحشية. وأضافت "فورين بوليسي" أن نمو المعارضة المسلحة في سوريا سيضعف من موقف منتقدي النظام السوري ويزيد من موقف مؤيديها في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، خاصة بعدما وصفت روسيا نص القرار الذي يركز على أعمال العنف المرتكبة من قبل الحكومة السورية بأنه "غير متوازن". وكان "معهد واشنطن للأبحاث" قد نصح أمس الولاياتالمتحدةالأمريكية بالبديل الإستراتيجى الأفضل وهو الدعم المسلح للمعارضة السورية، تجنبا لمخاطر المواجهة العسكرية مع بشار الأسد وحلفائه الشرقيين.