و«أدلهم الخطب» علي رأي شعراء الجاهلية ويخيل لي والله أعلم إن العبارة معناها أن جمال عبدالناصر عمل شبورة في جو العلاقات الدولية بإقدامه علي تأميم قناة السويس اللي كانت بالنسبة للخواجات اللصوص حنفية فلوس عمال علي بطال، ومن هنا كانت بورسعيد علي موعد مع المجد ازاي بقي، المسألة بدأت بوصلة من الردح الدبلوماسي بين جمال عبدالناصر وكل من أنتوني ايدن رئيس وزراء بريطانيا العظمي وجي موليه رئيس وزراء فرنسا العظمي برضه والبداية كانت من لندرة عاصمة الإنجليز، حيث صرح ايدن للصحافة هناك بأن جمال عبدالناصر ده زي بقعة الزيت الوسخة اذا سبناها حتفرش ولذا لازم محاصرتها ورد عليه جمال عبدالناصر بالمصري قائلاً «أنا مش خرع زي ايدن» أما في باريس فقد استدعي جي موليه السفير المصري ورنجشة بالدبلوماسى وفي هذا يقول جمال عبدالناصر «وزير الخارجية الفرنسي قل حياه علي سفيرنا في باريس وأنا مش ح ارد عليه أنا ح اسيبه للمجاهدين الجزائريين يلقنوه درس في الادب» ياداهية دقي كده بقي ما بدهاش واتحركت الاساطيل باتجاه بورسعيد واتفتحت مراكز تدريب الشباب علي القتال في سائر انحاء مصر المحروسة أنا كنت في الايام دي محسوب من الشباب وكنت في الزقازيق ولأول مرة اشعر بأهميتي كمواطن مصري لما استدعوني للتدريب العسكري ووقتها حدثت للمرة الأولي والأخيرة في تاريخ مصر المحروسة حكاية توزيع السلاح علي الشعب فأنا والعياذ بالله من كلمة انا، اطلع من نصبيي بندقية «لي أنفيلد» اتدربت عليها والراجل اللي كان بيدربنا قال لنا انها ممكن توقع طيارة إذا ضربت تانك البنزين ولذلك جعلت إقامتي ليل ونهار علي السطوح انتظاراً لطائرات الحدود لاسقاطها بعون الله ولكن هذا الكلام لم يعجب المرحومة أمي فقالت لي: بقي انت يا خايب الرجا بدك توقع طيارة قلت لها بمنتهي الثقة بكرة تشوفي بعينك وتسمعي بودنك قالت لي: وحتوقع الطيارة علي دماغنا يا مجنون يا ابن المجانين قلت لها بمزيد من الثقة كلنا فداء الوطن فضلت تجري ورايا بالشبشب لحد آخر الشارع الله يرحمها ويحسن اليها وذات يوم قرينا في الجرايد مانشيت بيقول «إسرائيل بدأت الحرب» وكان المقصود إن الجيش المصري ينشغل بقتال إسرائيل في صحراء سيناء ويترك بورسعيد مكشوفة للأساطيل البريطانية الفرنسية لكن ربنا ألهم القيادة العسكرية المصرية فانسحب الجيش المصري إلي الضفة الشرقية لقناة السويس وبدأت بورسعيد تسطر في كتاب التاريخ أولي صفحات معركة العدوان الثلاثي علي مصر حيث تصدر المشهد طفل بورسعيدي اسمه نبيل منصور سقط شهيدا أثناء محاولته اقتحام الاسلاك الشائكة التي تحيط بمعسكرات القوات العاديه وبكت مصر كلها شهيدها الصغير ولكن بدموع الفخر والاعتزاز وعندما تصور المعتدون أن احتلال المدينة الباسلة لن يتعدي كونه نزهة حولت المقاومة الشعبية الباسلة حياتهم إلي جحيم خصوصاً بعد أن اختطفت الضابط البريطاني «مور هاوس» ابن عم الملكة ووضعته في صندوق اخفته تحت بير سلم أحد البيوت مما جعل أجهزة مخابرات قوات العدوان الثلاثي اضحوكة بعد أن عجزت هذه الأجهزة عن العثور علي هذا البائس الذي شغل اختفاؤه صحافة العالم وبعد ذلك تحول مور هاوس إلي ورقة ضغط في يد المفاوض المصري في مفاوضات جلاء المجندين عن المدينة الباسلة التي تحولت بعدها إلي معشوقة جمال عبدالناصر الذي كان يتغني بجمالها وعظمتها في كل خطاباته التي كان يلقيها في المناسبات الوطنية ومن هنا جاءت كراهية اللص الفاسد حسني مبارك لهذه المدينة واهلها ولعلنا مازلنا نذكر واقعة المواطن البورسعيدي الذي تعود أن يرفع مظلمته للحاكم اثناء مروره في شوارع المدينة فكانت النتيجة ان فقد حياته برصاصات انهالت عليه من حرس الفرعون وكان اغرب ما في هذه الواقعة هو ادعاء المخلوع الذي قال للصحافة: دا ضربني في ايدي صحيح اللي اختشوا ماتوا