على مائدة إفطار.. البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة في دير السريان (صور)    «يأتي حاملًا البهجة والأمل».. انتصار السيسي تهنئ الشعب المصري ب«شم النسيم»    جامعة أسيوط تنظيم أول مسابقة للتحكيم الصوري باللغة الإنجليزية على مستوى جامعات الصعيد (AUMT) 2024    المجمعات الاستهلاكية تستقبل الجمهور خلال عطلة شم النسيم    أسعار أراضي الإسكان الأكثر تميزًا بالمدن الجديدة.. تعرف على الشروط ورابط التقديم    التقديم غدًا.. 14 شرطًا لتلقي طلبات التصالح في قنا    «التنمية المحلية»: مبادرة «صوتك مسموع» تلقت 798 ألف شكوى منذ انطلاقها    إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء.. غدًا    تراجع كبير في أسعار الحديد اليوم الاثنين 6-5-2024    مطار العريش الدولي يستقبل طائرة مساعدات إماراتية لصالح الفلسطينيين بغزة    فرنسا: أي تهجير قسري للمدنيين يمثل جريمة حرب    بمناسبة عيد ميلاده.. كوريا الشمالية تدعم الزعيم كيم جونج أون بقسم الولاء    الجونة يستعيد خدمات أحمد حسام في لقاء فاركو    القناة الناقلة لمباراة باريس سان جيرمان ضد بوروسيا دورتموند في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    استياء في الزمالك بعد المشاركة الأولى للصفقة الجديدة    «الرياضة» تستعد لإطلاق 7 معسكرات شبابية جديدة في مختلف أنحاء الجمهورية    طارق العشرى يُخطط لمفاجأة الأهلي في مواجهة الثلاثاء    بالفيديو| أطفال يحوّلون النافورات إلى حمامات سباحة في احتفالية عيد شم النسيم    «الداخلية»: 4 متهمين وراء مقتل «مسن الوادي الجديد» بسبب خلافات مالية    إقبال كبير على كورنيش النيل للاحتفال بشم النسيم في الأقصر (صور)    فنانون عادوا للساحة الفنية بعد غياب سنوات.. آخرهم يوري مرقدي    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    في ذكرى ميلادها.. محطات فنية بحياة ماجدة الصباحي (فيديو)    رانيا محمود ياسين تُعلن وفاة عمها    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    معهد أمراض العيون: استقبال أكثر من 31 ألف مريض وإجراء 7955 عملية خلال 2023    استشاري تغذية توجّه نصائح لتفادي خطر الأسماك المملحة    بالأطعمة والمشروبات.. طريقة علاج عسر الهضم في شم النسيم    «الدواء» تقدّم 7 نصائح قبل تناول الفسيخ والرنجة    قبل أولمبياد باريس.. زياد السيسي يتوج بذهبية الجائزة الكبرى ل السلاح    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    الاتحاد الأوروبي يعتزم إنهاء إجراءاته ضد بولندا منذ عام 2017    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    استشاري تغذية ينصح بتناول الفسيخ والرنجة لهذه الأسباب    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    فنان العرب في أزمة.. قصة إصابة محمد عبده بمرض السرطان وتلقيه العلاج بفرنسا    كشف ملابسات وفاة سيدة إثر حادث تصادم بسيارة وتحديد وضبط مرتكب الواقعة    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    تعرف على أسعار البيض اليوم الاثنين بشم النسيم (موقع رسمي)    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قائد الصاعقة في حرب أكتوبر :«السادات» لم يتدخل في المعركة والتخطيط عسكري بحت
نشر في الوفد يوم 05 - 10 - 2017

قال اللواء نبيل شكري مساعد وزير الدفاع الأسبق وقائد قوات الصاعقة خلال حرب أكتوبر أن المشير أحمد إسماعيل أدار معركة النصر والشرف بأعلى مستوى من الكفاءة والجدية، حيث كان يتدخل في التفاصيل كثيراً، ولا يترك أمراً إلا ويناقشه ويتأكد منه.
وأكد قائد الصاعقة الأسبق أن أحمد إسماعيل كان قائد تشكيلات برية طوال مدة خدمته في القوات المسلحة، منذ أن كان قائد فصيلة، فقائد كتيبة، ثم قائد لواء، فقائد فرقة، حتى وصل إلى منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في أكتوبر 1972.
مؤكداً أنه أدار معركة النصر والشرف بأعلى مستوى من الكفاءة والجدية.. حيث كان قائدا عسكريا (قح) منذ بداياته في العسكرية، حتى أكرمه الله بنصر أكتوبر.
وأشار إلى علاقة المشير أحمد إسماعيل بالرئيس السادات كانت في منتهى الثقة والقوة والمتانة، ولهذا عهد إليه بوضع خطة القوات المسلحة النهائية لعملية الهجوم ضد العدو الإسرائيلي.
وأضاف أنه كان قريباً من المشير إسماعيل والفريق الشاذلي ولم يكن بينهما أي صراع بل كانت خلافات في وجهات النظر.
كيف ترى المشير «أحمد إسماعيل» قائد النصر العسكري في أكتوبر 1973؟
المشير «أحمد إسماعيل» كان قائد تشكيلات برية طوال مدة خدمته في القوات المسلحة، منذ أن كان قائد فصيلة، فقائد كتيبة، ثم قائد لواء، فقائد فرقة، حتى وصل إلى منصب وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في أكتوبر 1972، وأدار معركة النصر والشرف بأعلى مستوى من الكفاءة والجدية.. حيث كان قائداً عسكرياً (قح) منذ بداياته في العسكرية، حتى أكرمه الله بنصر أكتوبر، وبالطبع أي قائد عسكري يتم الحكم عليه من خلال المناصب التي تقلدها خلال مشواره العسكري، وماذا حقق من خلالها.. ومن خلال تتبع مسيرة المشير «أحمد إسماعيل» نجده قد مر بجميع المناصب القيادية العسكرية، حتى وصوله إلى منصب القائد العام، فقد كان قائد «نفراتي» وهذا تعبير عسكري يُقصد به أنه رجل بتاع الجبل.. ومع هذا فقد كان «أحمد إسماعيل» رجلا مسئولا بمعنى الكلمة، وعندما كان يعطي أوامره، كانت دائما تكون على قدر استطاعة من يتلقى هذه الأوامر، سواء كان فردا أو فصيلة أو كتيبة أو على أي مستوى من مستويات القوات المسلحة.
كيف كان أول تعامل مباشر لك مع المشير أحمد إسماعيل؟
أول احتكاك مباشر لي مع «أحمد إسماعيل» كان برتبة المقدم وكان في أبوعجيلة، خلال النصف الثاني من الخمسينيات، وكنت برتبة النقيب حيث كان يتم تدريب عناصر من القوات المسلحة على أعمال الصاعقة في أبوعجيلة، وكانت الكتيبة التي يقودها المقدم «أحمد إسماعيل» في ذلك الوقت هي التي تتولى تدبير الإعاشة والتأمين الإداري لهذه العناصر، والتي وجدت منه إيمان عميق بتدريب قوات الصاعقة، وتبناها منذ ذلك اليوم، ولهذا قوات الصاعقة تعتبره هو الأب الروحي لها منذ تبنيه لهذه الوحدات.. وقد عقدت دورتين في أبوعجيلة من أوائل 1955 وحتى 56، وكانت بداية الارتباط العملي بين «أحمد إسماعيل» وبين هذه القوات، لأنه أمن بها وبقدراتها والتي أصبحت بعد ذلك تشكل عناصر الصاعقة، وأنشأت أول مدرسة للصاعقة في يناير 1957، وبدأت تفريخ مقاتلي الصاعقة للقوات المسلحة سواء داخل وحدات الصاعقة أو في التشكيلات البرية.
وأين كان موقع اللواء أحمد إسماعيل قبل يونيه 67؟ في سنة 1966 تم تشكيل قيادة القوات البرية تحت قيادة فريق أول «عبدالمحسن مرتجي» واللواء «أحمد إسماعيل» رئيسا للأركان، والعميد «كمال حسن علي» رئيس عمليات لهذه القوات، وكنت عقيدا وعينت قائد اللواء 127 صاعقة، وكانت ألوية الصاعقة تتبع تبعية مباشرة لقيادة القوات البرية، وكان تشمل لواء آخر للصاعقة وهو اللواء 128، ومركزاً للتدريب ومدرسة الصاعقة، وكان لهم اتصال مباشر باللواء «أحمد إسماعيل» باعتباره رئيس أركان القوات البرية، والتعامل كان يتم للتعاون في النواحي القتالية والتدريبية لهذه الوحدات، وكانوا يجدوا منه كل التعاون والتفاهم الكامل حيث كان لديه الجذور المعرفية لعناصر الصاعقة التي بدأت منذ 1955، وتبنيه لهذه الوحدات، وكان يمد يد العون والتيسير في برامج التدريب ورفع الكفاءة القتالية، وفي النواحي الإدارية أيضاً، ولكن قيادة القوات البرية لم تستمر كثيراً لأنها ألغيت بعد نكسة يونيه 67، وتم تعيين «أحمد إسماعيل» قائداً للجبهة بالكامل بعد النكسة مباشرة.
إذاً كان له دور في معركة رأس العش؟
نعم.. «أحمد إسماعيل» له موقف أكثر من رائع خلال إدارته ومتابعته للكتيبة 43 صاعقة والتي كان بها عناصر اشتركت في معركة رأس العش، وهذه معركة خالدة ومشرفة في تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث كان مهتماً بأعمال قتال هذه العناصر القتالية، وأوفد حينها العميد «عبدالمنعم خليل» في ذلك الوقت، ليكون عن قرب في متابعة أحداث أعمال القتال في رأس العش، وكان جميع من في القوات المسلحة يشعر ويتأكد أن «أحمد إسماعيل» دائماً قريب من الأحداث، وهذا القرب كان ناتجا عن إيمان حقيقي بقدرات هذه القوات، وكان دائما يتبنى أي مطالب تتعلق بالقوات.
كيف تسارعت القرارات بتصعيد اللواء أحمد إسماعيل في الترقية حتى وصوله إلى القائد العام للقوات المسلحة؟ انقسمت القوات البرية في الجبهة إلى جيشين وتولى اللواء «أحمد إسماعيل» قيادة الجيش الثاني، ثم سرعان ما انتقل إلى رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، وقيادة القوات الخاصة في ذلك الوقت كانت تضم قوات الصاعقة والمظلات في قيادة واحدة تحت قيادة العميد «سعد الشاذلي»، وكنت رئيس أركان هذه القوات، وكانت علاقة العمل على أعلى درجة من التعاون بين رئاسة هيئة العمليات، وبين قيادة القوات الخاصة، ثم تم تصعيد «أحمد إسماعيل» ليتولى رئاسة أركان القوات المسلحة، ولكن تم خروجه من القوات المسلحة بعد حادثة الزعفرانة، إلى أن تمت إعادته للخدمة مرة أخرى في مايو 1971، ولكن رئيساً للمخابرات العامة، ثم وزيراً للحربية.
أهم ما كان يتميز به الفريق أول أحمد إسماعيل بعد ما أصبح وزيراً للحربية؟
بعد أن تم اختيار «أحمد إسماعيل» وزيراً للحربية في 1972، كنت قائد قوات الصاعقة، وكانت علاقة التعاون قريبة جداً في أمور كثيرة، لتوفير الإمكانيات والتدريبات وكل ما كانت تحتاجه وحدات عناصر الصاعقة، وقبل حرب أكتوبر، كنت أخرج مع الفريق أول «أحمد إسماعيل» لزيارة وحدات الصاعقة للتفتيش والاطمئنان على حالة القوات، لمعرفة جاهزيتها واستعدادها للقتال، سواء كانت في الإسكندرية أو في القاهرة أو في البحر الأحمر، حتى يطمئن على سير الأمور بنفسه، ويتأكد من كل ما يحدث، حيث كان (رحمه الله) يتدخل في التفاصيل كثيراً، ولا يترك أمراً إلا ويناقشه ويتأكد منه، وكان دائماً يسأل عن الكفاءة القتالية لمقاتلي الصاعقة، وعن التدريبات التي يحصلون عليها، ويهتم برفع الروح المعنوية للجنود، والعلاقة المباشرة كانت موجودة معهم، ولكن أهم ما كان يميز «أحمد إسماعيل» وهو القائد العام للقوات المسلحة انه كان مقتنعا بقدرة هؤلاء الجنود ودرجة استعدادهم للمعركة، ولهذا من خلال التخطيط لحرب أكتوبر أوكل إليهم مهام جسيمة جداً، وبالفعل قامت بمهامها على أعلى مستوى من الكفاءة والقدرة والتضحية والفداء.
متى بدأ التخطيط الفعلي لحرب أكتوبر؟ دون شك اختيار الفريق أول «أحمد إسماعيل» وزيراً للحربية كان استكمالاً لما دأبت عليه القوات المسلحة من إعادة بناء نفسها من جديد، بعد نكسة يونيه 67، حيث أعادت القوات المسلحة بناء الهيكل التنظيمي بقيادة الفريق «محمد فوزي» حيث كانت له بصمة كبيرة في إعادة بناء هذا الهيكل، لا يستطيع احد إغفالها، ثم مجيء الفريق «صادق» وكان له دور في استكمال البناء، ثم عين «أحمد إسماعيل» وهو بناء متراكم للقوات المسلحة حصل على الكثير من التجارب والجهد والدراسات والتضحية والفداء.. ولكن التخطيط الحقيقي لحرب أكتوبر، تبلور في عهد المشير «أحمد إسماعيل» وكان بداية البلورة للعملية الهجومية الإستراتيجية الكاسحة، وقبل ذلك كان يوجد تخطيط، ولكن تم تعديله أكثر من مرة، وتم قياس القدرات القتالية للقوات المصرية، وأيضاً لقوات العدو الإسرائيلي، وبناء عليه كانت تتم إعادة التفكير في الخطة الهجومية، إلى أن تبلورت بالكامل، وبدأت معالمها تتضح، ووضعت لها كل الإمكانيات الميدانية والقتالية والخداع بالمفهوم الشامل لإعدادها على خط المواجهة.
ما هي مراحل الخطة الإستراتيجية الشاملة التي تم تنفيذها خلال حرب أكتوبر؟
جاء توجيه من القيادة السياسية الممثلة في الرئيس «السادات» إلى القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول «أحمد إسماعيل» وبدوره أصدر توجيهاً آخر إلى التشكيلات وهيئة العمليات، التي حصلت على التوجيه وتم بلورته في خطة إستراتيجية ثم في تعليمات لجميع أفرع القوات المسلحة، الممثلة في قادة الأسلحة المختلفة داخل القوات المسلحة، ثم بعد ذلك كل فرع بدأ يدلو بدلوه لما سيقوم به من تنفيذ العمليات الهجومية المنوط به تنفذها، وكان تتم مناقشته من خلال تقارير أفرع القوات المسلحة، وكيف سيعملون في إطار العملية الشاملة، ثم عدل التقرير من خلال المناقشات طبقاً لإمكانيات القوات المسلحة، وعلى قدر ما كانوا يستطيعون توفيره من مطالب أفرع القوات المسلحة، ثم تم تعديل الوضع والخطة حتى تتلاءم مع الإمكانيات المتاحة حينها، وتم الاستمرار في تلك المناقشات المستفيضة والتعديلات المستمرة وتجهيز الطلبات، حتى تبلورت في النهاية إلى خطة عامة للقوات المسلحة، وأصبح كل فرد في جميع الأسلحة له دور فيها يعرفه ويحفظه وتدرب على هذا الدور مئات المرات، ثم تم التصديق على الخطة من «أحمد إسماعيل» كقائد عام للقوات المسلحة، ثم تم التصديق عليها من رئيس الجمهورية «أنورالسادات» الذي كان يحضر عرض المناقشات بين القادة.
ماذا حدث معك شخصياً في سلاح الصاعقة على سبيل المثال؟
تم إعداد الخطة في هيئة عمليات القوات المسلحة التي وضعت الفكر طبقاً للعمليات وعرضت على رئاسة الأركان لتناقش طبقاً للإمكانيات ثم عرضت على القائد العام لتناقش مرة أخرى، وتبلورت وتم الاتفاق عليها، والكل قدم خبراته وقدراته وإمكانياته كل حسب موقعه على أكمل وجه، مثلاً في وحدات الصاعقة عندما كانت تعرض قراراتها في الخطة الإستراتيجية كان يتم مناقشته في هيئة العمليات بواسطة رئيس هيئة العمليات، ورئيس الأركان، والقائد العام للقوات المسلحة، ويسألونني ماذا سأفعل لو حدث كذا وكذا، وكانوا يضعون أمامي العقبات والعراقيل والمفاجآت التي يمكن أن تواجه قواتي خلال الاشتباك مع العدو، أو خلال تعطيل قوات العدو، أو خلال سير المعركة.
وهل تمت قيادة المعركة من مركز قيادة رقم (1)؟ نعم وكنت في مركز القيادة الرئيسي 10 بما أن قوات الصاعقة كانت جزءاً من الخطة قبل بدأ الحرب بثلاثة أيام، لإدارة مشروع تعبوي إستراتيجي، والذي تحول إلى عملية الهجوم الحقيقية للحرب، وكان ذلك بداية أو توطئة لبدء العمليات الحربية، وبالطبع كان في وجود «أحمد إسماعيل» كقائد عام للقوات المسلحة، وكان الاتصال مستمر على إدارة أعمال القتال اليومية والاطلاع على نتائجها، ودراستها وبحثها وتحليلها، ليقرر ماذا يحدث بعد ذلك، وكان الاتصال اليومي مستمراً مع هيئة قيادة القوات المسلحة لتخطيط أعمال قتال جديدة وتحليل المعلومات التي جاءت إلى مركز القيادة، وهكذا.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة، في مركز 10 فيها القائد العام للقوات المسلحة، المشير «أحمد إسماعيل»، ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق «سعد الشاذلي»، ورئيس هيئة العمليات الفريق «الجمسي» ثم جميع قيادات أفرع القوات المسلحة، مثل المدفعية والمدرعات والمظلات والإشارة والصاعقة، والمخابرات الحربية والاستطلاع، ولكن قيادات الدفاع الجوي والقوات الجوية، والقوات البحرية، كان لهم مراكز عمليات منفصلة، ولكن كان لهم ممثلون عن هذه القوات، وقامت ملحمة أكتوبر يقودها المشير «أحمد إسماعيل».
وماذا عن دور المشير «أحمد إسماعيل» في الثغرة؟
في هذا التوقيت كان يوجد المجموعة 129 صاعقة في تجميع الجيش الثاني الميداني، وكان اللواء «عبدالمنعم خليل» قائد الجيش الثاني بعد الفريق «سعد مأمون» وكانت الكتيبة 73 صاعقة دخلت في الثغرة، وكلفني «أحمد إسماعيل» كقائد الصاعقة بتحريك المجموعة 39 صاعقة بقيادة المقدم «أسامة إبراهيم» من القاهرة لتتعامل مع الثغرة وتكون في ظهر المجموعة 129، وكان ذلك في يوم 18 وليلة 19 أكتوبر، وحركت بالفعل المجموعة، وأظهرت بطولات فاقت كل وصف وتقدير، ولولاها لكانت ضاعت الإسماعيلية، وذهبت إليهم يوم 19 وليلة 20 أكتوبر، بعد أن كلفني المشير بالذهاب إليهم لأرى هل هذه المجموعة حصلت على مهامها وتقوم على التنفيذ بالضبط أم لا؟ وما نتيجة هذا التنفيذ، وبالفعل وصلت إلى الإسماعيلية، ورتبت الأوضاع القتالية لهذه المجموعة، لأن الكتيبة 73 كانت تقريباً استنفدت في صد قوات العدو المتقدمة إلى الثغرة، وكان لابد من تدعيمها بعناصر أخرى، وكانت المجموعة 39 صاعقة التي دخلت يوم 19 إلى الإسماعيلية، ومنها إلى منطقتي الدفرسوار، وأبوعطوة، وكنت معهم كقائد الصاعقة يوم 20 أكتوبر لأتابع أعمالهم القتالية بناء على تعليمات القائد العام للقوات المسلحة، وبحمد الله قامت هذه المجموعة بدورها على أكمل ولولا المجموعة 131، والمجموعة 39 صاعقة لكان وضع الجيش الثاني مثل الجيش الثالث.
وهل حدث اختلاف في وجهات النظر بين القيادة السياسية والعسكرية في الثغرة؟
لا.. بل القيادة السياسية كانت لها رؤية مهمة جداً في الثغرة، لأن الفريق الشاذلي رئيس الأركان كان يرى انه يستطيع تجميع قوات مدرعة لضرب الثغرة، ولكن هذا كان يستلزم سحب بعض العناصر المدرعة من الشرق إلى الغرب، والرئيس السادات رفض هذا وقال مستحيل أن ينسحب ضابط أو جندي، من الشرق إلى الغرب، حتى لو كان انسحاب تكتيكي، وإلا سيحدث انهيار في الروح المعنوية للجنود الذين سيتذكرون انسحاب يونيه 67، لأن العسكري في خندقه والضابط في موقعه، لن يعرفا ماذا يدور في مركز العمليات، وسوف تحدث بلبلة وقد تحدث نكسة أخرى، وبناء على هذا وضعت القيادة العسكرية الخطة (شامل) التي أصبحت تحاصر الثغرة فيما بعد من قوات الاحتياطيات الإستراتيجية، دون انسحاب قوات من الشرق إلى الغرب حفاظاً على الروح المعنوية للمقاتلين، ووفقاً للرؤية السياسية، وكانت توجد لدينا قوات مشاة ميكانيكي، وقوات صاعقة ومظلات وفرقة مدرعات، وبعد أن تم تشديد الحصار وتطويق الثغرة لتصفيتها، القيادة السياسية قررت فصل القوات ثم تم مباحثات ومفاوضات الكيلو 101 برئاسة الجمسي.
إذاً هل تدخل الرئيس السادات بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة في سير أعمال القتال؟ لا.. على الإطلاق لم يتدخل الرئيس السادات في المعركة، فالتخطيط عسكري بحت 100%، ولكنه كان يعلم بتفاصيل الخطة كاملة، لأنه هو الذي اتخذ قرار الحرب، وأعطى التوجيه السياسي العسكري للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول أحمد إسماعيل الذي بدوره أنزل هذا التوجيه إلى هيئة العمليات التي أخرجته على هيئة توجيهات إلى الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، والقوات المتخصصة، ليبدأ كل في وضع التقارير والقرارات ورؤيته في ظل منظومة شاملة متكاملة، ضربة جوية وتمهيد نيراني، وإقحام وبناء رءوس الكباري، وكل فرد كان له دور في الخطة الشاملة.
إذن تطوير الهجوم كان بقرار سياسي؟ تطوير الهجوم كان بقرار سياسي وبضغوط شديدة على الرئيس السادات لأن جبهة الجولان كانت انهارت، وإسرائيل استردت الجولان وأصبحت دمشق مهددة بالاحتلال، فاضطر السادات لإصدار قرار التطوير بسبب الضغوط التي تمت عليه، وكان من الصعب أن يسقط الحليف الإستراتيجي في الحرب، ولكن هناك خلفيات سياسية كان لها تأثير في قرار السادات وهو قال: لقد حققت ما أريد، قواتي عبرت وحصلت على مساحة من الأرض شرق القناة، وتحافظ عليها، ثم يحرر باقي الأرض بالتفاوض.
وماذا كانت علاقة المشير أحمد إسماعيل بالرئيس السادات ؟
علاقة المشير أحمد إسماعيل بالرئيس السادات كانت في منتهى الثقة والقوة والمتانة، وإلا لما كان عينه رئيس جهاز المخابرات العامة، ثم وزيراً للحربية وعهد إليه بوضع خطة القوات المسلحة النهائية لعملية الهجوم ضد العدو الإسرائيلي.
وماذا كانت عن علاقته بالفريق الشاذلي؟ أنا كنت قريباً من المشير أحمد إسماعيل والفريق الشاذلي، ولم يكن بينهما أي صراع، ولكن كانت خلافات في وجهات النظر، ترجع إلى عام 1958 في الكونغو، عندما كان الشاذلي قائد كتيبة في الكونغو تتبع الأمم المتحدة، وأحمد إسماعيل ذهب إلى هناك موفد من القوات المسلحة المصرية، وحدث سوء تفاهم، ولم يحدث صراع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.