«مصر اليوم فى عيد.. مصر اليوم فى عيد» ليس لأنها تستقبل الذكرى 44 من انتصار العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر 73 الذى تحطمت فيه الأسطورة الإسرائيلية بالعبور العظيم فحسب، بل لأن مصر فى هذا اليوم استعادت الكرامة والأرض بأفواه صائمة تهتف الله أكبر، وتقتلع كل ما يقابلها بعزيمة وروح الفداء والتضحية من أجل مصرهم الغالية، إن يوم العاشر من رمضان سيظل على مدى التاريخ شهادة فخر واعتزاز لكل مصرى بقواته المسلحة وخير أجناد الأرض الذين حققوا المستحيل بهزيمة أكبر جيش جهزه الغرب بأحدث الأسلحة والكوادر البشرية والعلمية، ليكتب الأبطال تاريخاً جديداً من تاريخ النضال والنصر المبين على أعداء الوطن، يضاف إلى سجلات التاريخ المصرى فى تحقيق الانتصارات خلال شهر رمضان الكريم، والذى كان له أثر عظيم كمفتاح النصر فى يوم العاشر من رمضان، حينما انطلقت فى «الثانية وخمس دقائق» 220 طائرة مقاتلة مصرية لعبور قناة السويس لتدمير مراكز قيادة ومطارات إسرائيل فى سيناء، فى نفس الوقت الذى أطلق 2000 مدفع حممها على العدو الإسرائيلى، لاسترداد الأراضى المحتلة إيذاناً ببداية حرب العاشر من رمضان عام 1973، التى اهتزت لها القلوب طربًا، وابتسمت لها الثغور فرحًا، ولهجت بها الألسنة ثناء، وسجدت الجباه من أجلها لله شكرًا، وتحطّمت فيها أسطورة الجيش الذى لا يقهر، حيث عبر الآلاف من خير أجناد الأرض قناة السويس إلى الضفة الشرقية من القناة، ولم يخشوا كل ما تردد عن النابالم الحارق الذى ينتظرهم عند عبور القناة، بل كانت عزيمتهم فى السماء، عندما حطت أرجلهم الطاهرة على الضفة الشرقية، وتحطيم حصون خط بارليف المنيع ليسطروا أسمى معانى النصر المبين ويقطعوا يد إسرائيل الطولى -كما قال الرئيس السادات بطل العبور- فى 6 ساعات.