44 عامًا مروا على حرب 6 أكتوبر المجيدة، التي استطاع خلالها الجندي المصري، أن يُعيد تراب الوطن وكرامة الشعوب العربية، وأن يسطر عبر صفحات التاريخ، هزيمة ساحقة للعدو الصهيوني الإسرائيلي، بعد ملحمة تاريخية جاءت مفاجئة للعالم بأكمله. حيل خداعية عديدة، استخدمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبيل حرب أكتوبر العظيمة؛ لتضليل وخداع القوة المٌعادية، بل العالم اجمع، في محاولة منه للتأكيد على عدم القدرة على خوض الحرب حينذاك. ويأتي من أبرز تلك الحيل، طرد الخبراء السوفييت، وفتح باب الحج والعمرة للقوات المسلحة، وفساد محصول القمح، إخلاء المستشفيات بسبب تلوثها بميكروب "التيتانوس"، استيراد مضخات المياه للاستصلاح الزراعي، إصابة الدبابات بأعطال. طرد الخبراء السوفييت فقام السادات بطرد الخبراء السوفييت كمحاولة منه لخداع العدو، حيث أدرك العالم اجمع بما فيه الشعب المصري، أن قرار الطرد هذا، ما هو إلا ترجمة حرفية لعدم وجود نية مطلقة للبدء في الحرب. وعلى الرغم من شيوع هذا الخبر في جميع أنحاء العالم، إلا أنه لم يطرد كل الخبراء السوفيت، بل قام بترحيل النساء والأطفال وعدد من الخبراء وبقي علي كبارهم الذين شاركوا بالفعل في حرب أكتوبر. تلوث المستشفيات بميكروب "التيتانوس" كانت مصر بحاجة لإخلاء عدد من المستشفيات، لاستقبال جرحي ومصابين الحرب، فتم نشر شائعة تلوث مستشفي الدمرداش بميكروب "التيتانوس"، الأمر الذي يستوجب إخلائها من المرضى لتطهيرها، ومن ثم صدر قرار بالتفتيش على باقي المستشفيات، للتأكد من وصول التلوث لها أم لا، وأسفر هذا التفتيش عن إخلاء ما يقرب من 12 مستشفى، بحجة انتشار التلوث، وهو العدد المطلوب إخلاءه تحسبًا للطوارئ. فساد محصول القمح اتجه السادات إلى تسريب شائعة تفيد بأن أمطار الشتاء قد غمرت صوامع القمح، مما أسفر عن فساده، وأن مصر أصبحت بحاجة ملحة لاستيراد كميات معينة من القمح لسد العجز، وعلى اثر ذلك استطاعت مصر توفير مخزون استراتيجي من القمح، تحسبًا لصعوبة الاستيراد خلال الحرب. فتح باب الحج والعمرة للقوات المسلحة وجاء فتح باب رحلات الحج والعمرة، أمام ضباط وجنود القوات المسلحة، في مقتبل شهر أكتوبر، ليكون أيضًا جزء من المناورة؛ للتعمية عن وجود أية نية للخوض في معركة ضد العدو الصهيوني. استيراد مضخات المياه للاستصلاح الزراعي والحيلة التي جاءت متنافية تمامًا مع فكرة الاستعداد للحرب، قيام مصر باستيراد مضخات المياه من ألمانيا، بحجة الاستصلاح الزراعي، إلا أن تلك المضخات كان لها عظيم الفضل في عبور خط بارليف بعد 4 ساعات بدلا من 12 ساعة. إصابة الدبابات بأعطال قامت القوات المصرية، بنشر أخبارًا تُفيد بإصابة بعض المعدات الثقيلة كالدبابات وغيرها بأعطال، الأمر الذي دفعها إلى نقل الدبابات في طوابير متتالية إلى الجبهة، وذلك حتى لا يُثير الأمر انتباه إسرائيل.