850 مقبرة قديمة تنتظر الكشف عن محتوياتها الأثرية جبل القرنة التاريخى، فى غرب مدينة الأقصر، هو بحسب الأثريين، أغنى جبل أثرى فى العالم، لاحتوائه على مئات المقابر الفرعونية، و11 معبدا مصريا قديما، فيما لا يزال باطنه، يحتوى على قرابة 850 مقبرة، تنتظر كشف الغبار عنها، والوصول لمحتوياتها من آثار ونقوش ورسوم مضى عليها قرابة خمسة آلاف عام. وبحسب قول الباحثة، نجوى البارون، فإن جبل القرنة الأثرى، لأكثر من خمس كيلو مترات، فى البر الغربى لمدينة الأقصر، الغنية بكنوز الفراعنة، ويضم الجبل معابد، دير شلويط، المكرس لعبادة الالهة إيزيس، وقصر امنحتب المعروف باسم «الملقطة» وهابو.. بيت ملايين السنين، ومقصورة الرب تحوتى، معبد الملك امنحتب الثالث، والملك مرن بتاح، والرامسيوم، الذى شيده الملك رمسيس الثانى، والملك تحتمس الرابع، والدير البحرى الذى شيدته الملكة حتشبسوت، والملك سيتى الأول، والملك منتو حتب نب حبت رع. ومقابر وادى الملوك، ومقابر وادى الملكات، ومقابر دير المدينة، ومقابر الأشراف، ومقابر العساسيف، ومقابر ذراع ابوالنجا، ومقابر قرنة مرعى، ومقابر باب الحجر بالطارف، وهى المناطق التى تضم بين جنباتها مئات المقابر الأثرية، بجانب قرابة 850 مقبرة فرعونية، تنتظر الكشف عنها. تهجير السكان : ظل جبل القرنة، لقرون عدة، يحتفظ بالكثير من أسراره، حتى العقد الأول من القرن ال21، حيث تم تنفيذ مشروع ظل مؤجلا لعقود طوال، وهو مشروع تهجير 3200 اسرة كانت تقيم فوق مئات المقابر الفرعونية، فى حضن جبل القرنة، على يد محافظ الأقصر السابق، الدكتور سمير فرج، والذى نجح فى إقناع الأهالى بالرحيل والسكن فى مدينة جديدة، اقيمت لهم، وحملت اسم القرنة الجديدة، ليبدأ الأثريون فى الكشف عما فى باطن الجبل التاريخى، من كنوز ومقابر تركها ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة. وكان سكان جبل القرنة، يسكنون فى 4 نجوع بباطن الجبل وأعلاه، وهى نجوع الحروبات والعطيات والغابات والحساسنة، ويقول مؤرخون إن سكان تلك النجوع، لجأوا للسكن بباطن الجبل، فى العام 1850، هربا من بطش الفرنسيين، إبان الحملة الفرنسية على مصر. سور لحماية مقابر الجبل: وكما يقول الدكتور وائل نصر الدين، رئيس أكاديمية طيبة للتنمية والتدريب، فإنه ما إن نزح السكان إلى منازلهم الجديدة، حتى سارعت وزارة الآثار، فى الاستعانة ببعثة امريكية، لرفع مخلفات المبانى، التى جرى إزالتها من فوق جبل القرنة، التاريخى، ويهدف المشروع الذى يترأس البعثة الأمريكية العاملة به، عالم المصريات، الدكتور جون شير مان، إلى رفع مخلفات الأبنية والمنازل، التى أزيلت من فوق تلك المقابر، فى إطار مشروع نقل سكان منطقة القرنة، إلى مدينة جديدة، تمهيدا للكشف عن قرابة 850 مقبرة اثرية، كانت تقع اسفل تلك المقابر قبل هدمها ونقل سكانها، حيث يتضمن المشروع المصرى الأمريكى، بحسب مسئولين بآثار الأقصر، رفع مخلفات المبانى، والكشف عن مداخل المقابر الفرعونية، التى شيدها نبلاء الفراعنة، بمناطق راع أبوالنجا والعساسيف، وقرنة مرعى، ووضع خريطة لها، لتيسير أعمال الكشف عنها. وشرعت بعثة اثرية من جامعة لاجون الإسبانية، بتنفيذ أعمال الكشف والتنقيب والترميم لثلاث مقابر فرعونية، بمنطقة العساسيف الغنية بمقابر نبلاء الفراعنة، والتى تحتوى على مجموعة كبيرة من مقابر الأفراد والوزراء وكتاب الدولة، وكبار الكهنة، ورجال البلاط الملكى، وتوثق مقابر المنطقة لفنون وعلوم مصر القديمة، وتسجل طقوس الحياة اليومية لقدماء المصريين. وتنقسم المنطقة إلى منطقتين مهمتين، هما: العساسيف الشرقية، والعساسيف الغربية، وترجع مقابر المنطقتين، إلى العصرين المتأخر والحديث فى مصر القديمة. كما جرى بناء سور بطول عدة كيلو مترات، لحماية المنطقة من التعديات، وتوصلت بعثات اثرية وفدت من بلدان أوروبية عدة، إلى الكثير من المقابر الفرعونية بالجبل.