تتفاقم مأساة سكان 9 قرى، بمركز إسنا، جنوب محافظة الأقصر، يومًا بعد يوم، جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفل مساكنها، منذ سنوات مضت، حيث تسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، فى غرق الشوارع والطرقات، والمنازل، وانهيار وتصدع 420 منزلًا فى قرية واحدة، هى قرية أصفون، التى تتصدر قائمة القرى الأكثر فقرًا بالمحافظة. وكما يقول العمدة ضياء البتيتى، البرلمانى السابق، وعمدة قرية العضايمة، فإن قرية أصفون وتوابعها، فى شمال غرب مركز إسنا، وكل القرى الواقعة جنوب المركز، باتت تواجه خطر انهيار وتصدع منازل سكانها، بسبب الارتفاع الدائم لمنسوب المياه الجوفية فى 9 قرى هى: أصفون، والعضايمة، والمساوية، والنمسا، وكومير، والقرايا، وترعة ناصر، والسريب، والدقيرة. ويؤكد «البتيتى» على استمرار الأزمة بلا حل، برغم قيام وزير الرى بزيارة تلك القرى، ومشاهدة مأساة سكانها على أرض الواقع، وعلى الرغم من وعود وزراء الحكومات المتعاقبة خلال عقود مضت، بحل المشكلة، إلا أن أزمة سكان القرى التسع، تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم. حيث إنه سبق تخصيص 3 ملايين جنيه، لبدء الدراسات الخاصة لعلاج المشكلة وإقامة محطة للصرف الصحى بالقرية، لكن الحكومة اشترطت للقيام بتلك الدراسة، قيام السكان بالتبرع بالأرض اللازمة لإقامة المحطة، ولأن أصفون تأتى ضمن القرى الأكثر فقراً، فقد تأخرت عملية جمع تبرعات لشراء الأرض المطلوبة، وعند توفير الأرض، فوجئ الأهالى بقيام الحكومة بسحب الاعتماد المخصص للدراسات الخاصة بطرق معالجة مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالقرية. قال العمدة طلعت النادى، عمدة نجوع ترعة ناصر، إن محطة طلمبات النمسا، التى أنشأت عام 1966، على الحدود ما بين محافظتى الأقصر وأسوان، كانت تروى آلاف الأفدنة، دون وجود مشكلات، وأن قناطر إسنا الجديدة أدت لوجود احتباس لمياه النيل، وتسربها لأسفل القرى، ما أدى لوجود المياه الجوفية، على عمق أقل من 2 متر، ما أدى لوقوع ما يشبه الكارثة، أدت لتسرب المياه للمنازل، ونتج عن ذلك تصدع وانهيار مئات المنازل، كما توجد مساحات زراعية بقرى توماس والزنيقة، ارتفع أيضًا منسوب المياه الجوفية بها. وقال عباس حزين، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن المياه الجوفية أغرقت طرق القرى، وتسربت بداخل منازلها، ووصل منسوب المياه المنازل إلى أكثر من نصف متر، مما اضطر عشرات الأسر لمغادرة منازلها المنكوبة، والسكن لدى أقاربهم بالقرى المجاورة، ودخول المياه من منطقة لأخرى، وسط ارتفاع نسب الإصابة بالفشل الكلوى، وفيروس سى، والتيفود بين السكان، وأن جميع قرى غرب إسنا، تعوم فوق بحيرة من المياه الجوفية، وتقع بمحاذاة الترع التى يرتفع منسوبها عن مستوى المنازل بتلك القرى. وناشد «حزين» وزيرى الإسكان والتنمية المحلية سرعة التدخل، ودعم جهود محافظ الأقصر، لحل المشكلة. ومن جانبه أشار الدكتور محمد بدر محافظ الأقصر، إلى قيام أجهزة المحافظة بالتعاون مع وزارة الرى، وهيئة الصرف الصحى، وشركة المقاولون العرب، بعدة محاولات لتخفيض منسوب المياه الجوفية أسفل قرى إسنا، حيث يتم حفر 20 بئراً ومد خمسة خطوط صرف، بتكلفة تصل إلى 5 ملايين جنيه، وكل خط صرف يمر على أربع آبار، وذلك لسحب المياه الجوفية من الخطوط، وإلقائها فى الترع المجاورة، بما يساعد على خفض منسوب المياه وشفطها. وأكد «بدر» أن الحل هو استكمال مشروعات الصرف الصحى، بمدينة إسنا، والذى بدأ العمل به منذ عام 2002 منذ أن كانت إسنا تتبع قنا وتوقف هذا المشروع أكثر من مرة ولعدة سنوات لأسباب متعددة، إلى أن تم استئناف العمل به مرة أخرى، بعد أن حصلنا على تمويل له وبدأنا تشغيله، وجار العمل به حيث كانت معظم المحطات متوقفة، وبعد دفع العمل بالمشروع تم تشغيل عدد من المحطات منها المحطة رقم 6 والتى تعمل حاليًا بكامل طاقتها، وكذلك المحطة رقم 5، وكذلك تم تسلم محطات 3 و4، مضيفًا بأن الأولوية لإنهاء مشروعات الصرف الصحى بإسنا، لأنها مشروعات مكلفة، وتم وضعها فى الخطة العاجلة حتى يتم الانتهاء منها قريباً.