لم يرث المخرج خالد يوسف مجد أستاذه فى السينما المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين فحسب، وإنما ورث عنه نهجه وأسلوبه الذى كان يتبعه فى كل عمل سينمائى يقوم به، حيث يحرص شاهين فى أفلامه على تقديم وجوه شابة لمعت بعد ذلك، وأصبحت نجوماً فى سماء السينما المصرية، وهو ما يحرص عليه يوسف الذى يطالعنا فى كل عمل سينمائى بوجوه شابة جديدة ليكمل المسيرة الشاهينية. قدّم خالد يوسف وجهاً تونسياً جديداً «سهر الغضبان» ملكة جمال العرب فى فيلمه «كارما» الذى يعود به للسينما مجدداً بعد غياب دام لأكثر من ستة أعوام بسبب انشغاله بالسياسة، لتنضم لبطلات العمل الذى يضم نجمات ونجوماً كثيرين منهم غادة عبدالرازق، وفاء عامر، زينة، وأخريات. على الرغم من أن دورها ليس كبيراً فى الفيلم -حسبما صرح فى المؤتمر الصحفى الذى عقده الثلاثاء الماضى بأحد فنادق القاهرة الكبرى- لكن تواجدها ضمن أبطال العمل فى فيلم من أفلام خالد يوسف يعتبر بداية انطلاقة سينمائية قوية تُحسب لها. وراهن يوسف على موهبة الغضبان الفنية، لافتاً إلى أنه عندما أجرى لها اختبار كاميرا وجد أن وجهها مألوف بالنسبة للمصريين الذين لا يشعرون ولو لحظة أنها ليست من بلدهم، بجانب موهبتها الذى سوف يستطيع بقدر الإمكان تفريغها تدريجياً فى «كارما». كارما يعيد خالد يوسف للعشوائيات وهى المنطقة التى يفضلها، لأنه يراها من الطبقات المهمشة ويتطلب من صناع السينما الالتفات إليها بشكل كبير، فيناقش فى الفيلم الفوارق الطبقية التى أصبحت تزيد يوماً بعد آخر بين طائفتين الأولى غنية مترفة والثانية فقيرة لا تجد قوت يومها، كما يتطرق إلى مظاهر التعصب بين الإسلام والمسيحية. لم يرفض يوسف كشف تفاصيل فيلمه الجديد «كارما» بإسهاب حتى لا يحرق القصة على الجمهور مثلما يفعل أغلب المخرجين، وإنما بسبب صعوبة الفيلم، لافتاً إلى أنه يصعب سرده وهذا سوف يلمسه الجمهور عندما يشاهده فى السينما سواء كان جيداً أو سيئاً من وجهة نظرهم، فهو يرى أن الفيلم الجيد هو الذى يستطيع أن يفرض نفسه على المشاهد. وأشار يوسف إلى أنه ليس ضد الأفلام التجارية فهو يحب عمل فيلم جماهيرى، فالسينما فى النهاية يتم تقديمها للجمهور. من المعروف أن المخرج خالد يوسف قدّم العديد من الوجوه الجديدة فى أفلامه فمنهم من استمر، وآخرون انسحبوا تدريجيًا إلى الأدوار الثانوية، ولكن دون أن يفقدوا بريقهم، منهم حورية فرغلى فى فيلم «كلمنى شكراً»، وساندى فى «خيانة مشروعة»، كما أنه أعاد اكتشاف مواهب فنية ذوى الخبرة وقدمهم بشكل جديد ومختلف منهم وفاء عامر فى «كف القمر»، وعمرو سعد فى «حين ميسرة» وخالد صالح فى فيلم «الريس عمر حرب».