خلال الأيام الماضية ازدحمت السوشيال ميديا والمواقع الإخبارية بأخبار مهرجان الجونة، وخاصة حفل الافتتاح؛ وما قيل عن منع الصحفيين من حضور حفل الافتتاح واتخاذ بعضهم موقفًا من المهرجان أدى إلى انسحاب البعض -وأنا منهم- والرجوع إلى القاهرة على نفقتنا الخاصة، ورفضى ما قيل من اعتذار انتشال التميمى مدير مهرجان الجونة السينمائى فى دورته الأولى لكونه لم يكن فى بيان رسمى، ولأنه رفض حتى التلفظ بكلمة الاعتذار ولكن أكتفى بأن هذا خطأ وقع من الإدارة. وفى البداية علينا التأكيد على رفض المزايدة على الزملاء المستمرين فى مهرجان الجونة نظرًا لأن لكل إنسان وله وجهة نظره وقناعته الشخصية، إلى جانب أن هناك من الشباب من لا يملك قراره فى الاستمرار من عدمه إلا بموافقه الجهة التى يعمل بها. وبداية الأزمة جاءت عندما وصلت لنا جميعا إيميلات التأكيد على السفر وجدول الفاعليات والذى تم الاشارة فيه إلى حفل الافتتاح والحضور بالملابس الرسمية، وبعد وصولنا وفى حدود الثالثة ظهرًا تردد أن الصحفيين لن يحضروا الافتتاح باستثناء مجموعة اختارتها إدارة المهرجان، وأن هذا نتيجة لأن صاحب الهرجان نجيب ساويرس دعا مجموعة كبيرة لا تتناسب مع سعة المكان الذى سيقام فيه الحفل فتقرر عدم مشاركة الصحفيين بدون أى اعتذار، ونظرًا لوجودى فى المكتب الإعلامى فى وقت تواجد انتشال التميمى توجهت إليه بصفتى الشخصية معترضة على هذا التصرف وخاصة أننا فوجئنا بهذا التصرف بعد قدومنا، فما كان من سيادته وبكل «العنجهية» والإحساس المفرط بالذات إلا قول: «لو حضراتكم بتروحوا مهرجانات محترمة كنتم عرفتم أن مافيش دعوات للصحفيين، حتى مهرجان دبى بلا دعوات للصحفيين. والمهرجان عامل عرض فى السينما فى نفس الوقت لفيلم الشيخ جاكسون، وعشاء فاخر ومحترم للصحفيين بعد ذلك».. فكان ردى: بالنسبة لى أنا شاهدت الفيلم ضمن لجنة الأوسكار وحضورى من القاهرة «مش عشان أتعشى» إلى جانب أن من حقى رفض التعامل بهذا الأسلوب بأن تدعونى إلى حفل الافتتاح من القاهرة بطلبك إحضار ملابس رسمية، ثم تراجعك بدون اعتذار بعد وصولى الجونة، فما كان من سيادته سوى قول أنا بتكلم معاكى بشكل ودى لأن الكلام يكون مع المكتب الصحفى.. فانصرفت بعد تسجيلى الاعتراض على هذا الكلام وخاصة أن سيادته يعلم جيدًا أن مهرجان دبى يعلن من البداية أن الفاعليات لا يحضرها الصحفيون جميعًا وأن مهرجان برلين يتيح حضور الافتتاح للصحفيين لعدد محدد بأسبقية الحجز بدون النظر إلى شخصية الصحفى، وبالتالى يا سيد «انتشال» نحن نعلم كيف تتعامل المهرجانات المحترمة مع الصحفيين.. تبع ذلك بعض الاعتذارات من الزملاء المسئولين على المكتب الصحفى وطبعًا هى اعتذارات شخصية، فقام مجموعة من الصحفيين بصياغة بيان يرفضون ما حدث وهددوا بالانسحاب واتصلوا بنقيب الصحفيين الذى أكد أنه فى حالة اتخاذ موقف من الصحفيين بالانسحاب ستقوم النقابة بنقلهم للقاهرة.. وفى صباح اليوم الثانى حضر السيد انتشال وقابل بعض الزملاء وأكد أن هناك خطأ نتيجة للعدد الكبير من الحضور ورفض قول كلمة الاعتذار وبالتالى لم تكن المشكلة فى البيان الرسمى الذى كنت أرى وجوب نشره على موقع المهرجان والمواقع الصحفية التى تغطيه، ليكون ردًا على الأخبار التى نشرت عن منعنا من الحضور؛ ولكن المشكلة تكمن فى إحساس سيادته بذاته الذى من حقه الشعور به، كما هو من حقى الشعور بذاتى وبقيمة المؤسسة التى أتبع لها.. ويبقى فى النهاية أن كل شخص مسئول عن قناعته التى لا يعنى ان التصرف عكسها خطأ فلكل إنسان أفكاره التى يتحمل صوابها أو خطأها.. واحترامًا للحيادية لن أقترب من تقييم المهرجان بكل ما له وما عليه وسأكتفى بأى مساحة للتقييم بالسلب أو الإيجاب لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى المهرجان الأم المدعوم بأموالنا والذى لا نتحمل أى خطأ مسئول به حتى ولو قدم ألف اعتذار.