سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على قرار المملكة السعودية بالسماح بقيادة المرأة للسيارة، الذي إعتبرته وسائل الإعلام الغربية حدثا تاريخيا وتطورا إجتماعيا بارزا لمصلحة حقوق المرأة في السعودية. قالت الصحيفة إن الإجراء سوف يكون فاعلا مع حلول يونيو من العام المقبل، وأنه سوف يسهم بتعزيز الصعيد الاقتصادي، بزيادة مشاركة المرأة في أماكن العمل من خلال تقليص التكاليف التي كانت تدفعها سواء لتأجير السيارات أو السائقين. وأكدت نيويورك تايمز أن القرار الجديد لخادم الحريمن الشريفين الملك السلمان يساهم بشكل أساسي في خفض النبرة العالمية التي تدين التقاليد الإجتماعية في السعودية وبداية لدور أوسع للمرأة في المملكة. وأوضحت الصحيفة خلال تعليقها على قرار الملك سلمان التاريخي، أن العديد من النساء السعوديات العاملات بشكل رسمي، ينفقون حصة كبيرة من رواتبهم لمنحها للسائقين الذين يتولون مهام توصيلهم ونقلهم من مكان إلى آخر، وهو الأمر الذي من شأنه أن يشهد تحسنًا واضحًا بعد قرار رفع الحظر على قيادة المرأة. ولفتت الصحيفة إلى فوزية البكر، الأستاذة الجامعية السعودية التي كانت من بين 47 امرأة شاركن في أول احتجاج للمملكة ضد حظر قيادة المرأة في عام 1990، بعد قيادة سيارة حول الرياض، كلفتها الاعتقال من قبل السلطات السعودية، فيما فقدن زميلاتها الأخريات اللاتي قمن بنفس العمل وظائفهن. قالت البكر: "منذ ذلك اليوم، كانت النساء السعوديات يطالبن بالحق في القيادة، وأخيرًا حصلنا عليه ..لقد انتظرنا وقتا طويلا جدا". أوضحت الصحيفة أن القرار حاز على إعجاب واشنطن، حيث اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت انه "خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح لذلك البلد". وأشارت الصحيفة أن ذاك التغيير لم يأت إلا من خلال دفع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للخطة بعيدة المدى لإصلاح اقتصاد المملكة ومجتمعها، ولفتت أيضا إلى أن القرار سيلاقي هجومًا شديدًا من قبل الأسر الذكورية، إذ يشعرون بالقلق إزاء قيادة النساء للسيارات والتعرض لمشكلات إذا تعطلت على الطريق.