كشفت تقارير صحفية تداولتها بعض المواقع الإخبارية باللغة الانجليزية عن فضيحة أمريكية جديدة. تقوم شرطة نيويورك "NYPD" بالتعاون مع المخابرات الأمريكية "CIA" بمراقبة أنشطة طلاب جامعيين مسلمين داخل كليات المدينة، بما فى ذلك كليات "ييل" التابعة لجامعة النخبة "آيفى ليج" وجامعة "بنسلفانيا"، و"بروكلين كوليدج". وقام محققون بتتبع المواقع الإلكترونية التى يزورها الطلاب المسلمون يوميا، رغم أنه لم يتم اتهام الأساتذة والطلاب بارتكاب أى تجاوزات، وتم تسجيل أسمائهم فى التقارير التى أعدت لمدير الشرطة "رايموند كيلى"، وتضمنت التقارير التجسسية مواعيد وعدد صلوات كل طالب. وقدم المتحدث باسم الشرطة "بول براون" قائمة تضم اثنى عشر شخصا ألقى القبض عليهم أو أدينوا بتهم تتعلق بالإرهاب فى الولاياتالمتحدة وخارجها وكانوا من قبل أعضاء فى روابط للطلاب الجامعيين المسلمين، والتى أشارت إليها إدارة شرطة شرطة نيويورك اختصارا "إم إس إيه". وقال براون فى رسالة بالبريد الإلكترونى إنه من الحكمة التعامل بصورة أفضل مع ما يحدث فى إم إس إيه (روابط الطلاب الجامعيين المسلمين)، خاصة بعد اعتراف "جيسى مورتون"، المتورط فى قضايا إرهاب، بأنه حاول فى السابق تجنيد أتباع له فى جامعة "ستونى بروك" فى لونج أيلاند. وأوضح أن الشرطة رصدت المواقع الإلكترونية للطلاب وجمعت معلومات متاحة للجميع، لكنها قامت بذلك فقط بين عامى 2006 و2007. من جانبها استنكرت كلية بروكلين كوليدج بالولاياتالمتحدةالأمريكية في بيان شديد اللهجة، ما قامت به شرطة نيويورك مع المخابرات الأمريكية من تجسس على الطلاب المسلمين بالحرم الجامعي، مشيرة إلى أن ذلك يعد تهديدا للحرية الفكرية والحقوق المدنية سواء بالنسبة للطلاب أو الأساتذة. وكان مجلس الكلية قد صوت بالإجماع، الاثنين الماضي 18-9-2011م، على قرار يدين الممارسات التي قامت بها الشرطة تجاه الطلاب المسلمين والتنصت عليهم ومراقبتهم خلال العقد الماضي. وقال البيان: "إن استخدام عملاء سريين ومخبرين شرطة بالحرم الجامعي له تأثير سلبي على الحرية الفكرية التي تعتبر ضرورية لمجتمع أكاديمي ينبض بالحياة". وكشفت وكالة الأسوشيتدبرس عن وثيقة يرجع تاريخها لعام 2006 أدرجت قائمة بأسماء الطلاب المسلمين المنتمين إلى بروكلين كوليدج ضمن سبع قوائم طلابية لسبع جامعات بالمدينة، تحت عناوين مثل " مجموعات متشددة" و"أصوليين". وتضم القوائم الأخرى طلاب مسلمين ب "هانتر كوليدج" و"لا جوارديا كميونتي كوليدج" و"باروتش كوليدج" و"سانت جونز" و"سيتي كوليدج أوف نيويورك" و"كوينز كوليدج". وكان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وهو منظمة للحريات المدنية تمثل المسلمين الأمريكيين، قد طالب بإجراء تحقيق اتحادي وعقد جلسات استماع في مجلس الشيوخ بشأن تقرير جاء فيه أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تساعد شرطة نيويورك من خلال جمع معلومات من المساجد والأحياء التي تقطنها الأقليات. وجاء في تقرير "اسوشيتيد برس" أن ضباط شرطة نيويورك ينتشرون في أحياء الأقليات لمراقبة المكتبات والمقاهي والنوادي الليلية وأنهم يستخدمون مخبرين لمراقبة ما يحدث في المساجد. ووصفت الوكالة التعاون بين "السي.أي.ايه" و"شرطة نيويورك" بأنه غير مسبوق، وقالت "إدارة شرطة نيويورك تعمل خارج اختصاصاتها وتستهدف مجتمعات عرقية بطريقة تتعارض مع أحكام الحريات المدنية إذا مارستها الحكومة الاتحادية". وقال متحدث باسم الشرطة "إنه لن يعتذر" عن أساليب هجومية وقائية طورت منذ هجمات 11 سبتمبر التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة عام 2001م، مشيرا إلى أن هذه الأساليب أحبطت 13 مؤامرة في مدينة نيويورك.