الصدق جوهرة لا يثمنها الا ذو العقول الحكيمة، فهو منجاة للمسلم من النار، ومن خيبة الكذب، فاجمل ما يتحلى به الانسان من صفات حسنة هى صفة هى الصدق، فقد قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ" ما يدل على أن تحقيق التقوى وطاعة الله تستوجب عادة بيئة معينة تساعد المسلم على الطاعة، وهذه البيئة التي تم ذكرُها في الآية الكريمة بيئة الصادقين، وقد خص الله عزّ وجلّ لفظة الصادقين بهذه الآية الكريمة دون غيرها من الألفاظ لأن الصادق هو الذي يستطيع نفع وتقديم كل ما هو خير لغيره. وفى هذا الصدد أكدت الباحثة الاسلامية، سميرة عبد المنعم، أهمية الصدق في حياة الإنسان، حتى إذا كانت عواقبه وخيمة في ظاهر الأمر، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد على هذه الفضيلة حينما قال: "إن الصدق منجاة" والدليل على ذلك ان الله أراد تنفير العبد من الكذب، حينما روى قصة يوسف عليه السلام في القرآن، حينما اتهمته امرأة عزيز مصر كذبًا بأنه أراد بها سوءًا، لتكون قصتها مشاعًا ترويها النساء في مجالسهن. واشارت عبد المنعم، الى ان مرتبة الصديقين تلي مرتبة النبوة في الإسلام، ويدل هذا على أهمية الصدق في حياتنا الدينية والدنيوية، فهو يرفعنا الى أعلى الدرجات، مدللة على ذلك بقوله تعالى "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا". وأوضحت عبد المنعم، ان الصدق انواع، وهو مطابقة الأقوال مع الواقع من غير تحريف، فالصدق في الأفعال، وهو مطابقة الأقوال مع الأفعال، كتنفيذ قسم أو حلف وهناك الصدق في العزم وهو الصدق على إرادة الخير والتّوبة، والصدق مع الحال فيكون حال المسلم مطابقا لقلبه ولسانه و الصدق في النية، وهو تطهير النفس من الشوائب التي تلوث النية وتفتكها بالآفات.