مرت أمس الذكرى ال60 لرحيل النجم سراج منير ، بعد رحلة ابداع طويلة ، بدأت وأنتهت بالتضحية . ضحي سراج منير بالكثير من أجل الفن فقد ترك دراسة الطب من أجل مهنة لم يكن لها احترامها في ذلك الوقت خاصة بين أبناء الطبقات العليا في المجتمع آنذاك. ولد في يوم 15 يوليو عام 1904 واسمه الحقيقي سراج منير عبد الوهاب، والده هو عبد الوهاب بك حسن وكان مديرا للتعليم في المعارف، ومن أخوته المخرجان السينمائيين حسن وفطين عبد الوهاب. درس في المدرسة الخديوية، وكان عضوا في فريق التمثيل بها، سافر إلى ألمانيا وهناك حدثت تطورات غيرت مسار حياته فقد كان المبلغ الذي ترسله له أسرته قليلا، مما جعله يفكر في البحث عن مصدر آخر يزيد به دخله أثناء الدراسة. تعرف علي مخرج الماني،تسبب في تسهيل عمله في السينما الألمانية في مقابل مرتب ثابت، وبدلا من العكوف على الدراسة، أخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضا مواهبه حتى استطاع أن يظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وانصرف عن دراسة الطب. وفي ألمانيا التقى سراج منير بالفنان محمد كريم، حيث درسا الإخراج السينمائي معا، وبعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا. وبعد عودته إلى مصر، عمل سراج منير مترجما في مصلحة التجارة، لكنه انضم لفرقة يوسف وهبي ثم للفرقة الحكومية، بعدها اختاره صديقه محمد كريم لبطولة فيلمه الأول "زينب" الصامت عام 1930، أمام الفنانة بهيجة حافظ، وكان هذا أول أدواره في السينما. قدم العديد من الأفلام كان أبرزها " بنات اليوم " ، " القلب له احكام " ، " سى عمر " ، " أمير الانتقام " ، " عنتر ولبلب" ، و" حتى نلتقى " . اتجه إلى ميدان الإنتاج، واختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي عاشت فيها البلاد، فكان فيلم "حكم قراقوش" عام 1953، والذي تكلف إنتاجه أربعين ألفاً من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف، مما اضطر سراج منير من أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب وقد أصابته هذه الخسارة والصدمة بالذبحة الصدرية وهو في تمام عافيته. وفي يوم 13 سبتمبر من عام 1957 توفي الفنان الكبير وهو في قمة عطائه ليترك تراثا فنيا كبيرا وكان من أشهر أعماله فيلم عنتر ولبلب، البؤساء، ملاك الرحمة، أسير الظلام وغيرها من الأعمال.