اليوم الذكري الأربعون لرحيل أحد أبرز عمالقة السينما علي مدار تاريخها وهو الفنان الراحل زكي رستم الذي قدم للسينما علي مدي ما يقرب من 40 عاما عشرات وربما مئات الروائع السينمائية. برع الفنان الراحل في جميع أدوار الباشا، الموظف الغلبان، الأب المكلوم، العاشق في خريف العمر، قدم للسينما 240 فيلما المعروف منها 55 فيلما فقط وكان بارعا منذ البداية وكانت البداية الحقيقية بفيلم «العزيمة» عام 1939 وهو أول فيلم يرصد الواقع في مصر في تلك الفترة وواصل التألق في أفلام: هذا جناه أبي الشرير، خاتم سليمان، وجمع فيه بين دور الباشا وصائد السمك والنائب العام ومعلهش يا زهر الذي عبر فيه عن الأب المصري، وأنا الماضي. وتألق بشكل ملحوظ في الخمسينيات في أفلام ياسمين وبنت الأكابر وعائشة ولن أبكي أبدا وأين عمري ولا ننسي أداؤه الرفيع في فيلمي الفتوة ورصيف نمرة 5 وأفلام الهاربة وامرأة علي الطريق ولحن السعادة وملاك وشيطان وبائعة الخبز وصراع في الوادي،وسيبقي نهر الحب 1962 أحد أبرز أفلامه وبرع بشدة في دور السياسي الكبير الذي يتزوج فتاة في عمر ابنته وينتقم منها بعد أن علم خيانتها له،وتألق بعد ذلك في أفلام أنا وبناتي مع فايزة أحمد وناهد شريف وزهرة العلا وبقايا عذراء وأعز الحبايب والخرساء ولا ننسي بالطبع دوره في فيلم الحرام. وآخر أفلامه إجازة صيف عام 1967 مع فريد شوقي ونيللي وحسن يوسف، قرر بعد هذا الفيلم اعتزال السينما، واعتكف في منزله وحيدا حيث لم يتزوج وكان يعيش وسط القاهرة. قال عنه الناقد السينمائي الفرنسي جورج سادول إنه فنان قدير ونسخة مصرية من أدرسن ويلز بملامحه المعبرة ونظراته المؤثرة واختارته مجلة «باري ماتش» أحد أفضل عشرة ممثلين في العالم. وأطلق عليه رائد مدرسة الاندماج قالت عنه فاتن حمامة كنت أخاف من اندماجه كان لما يدفعني ألاقي نفسي طايرة في الهوا وعرضت عليه شركة كولومبيا بطولة فيلم عالمي لكنه رفض بشدة وقال لن أعمل في فيلم يعادي العرب. عاش زكي رستم بدون أصدقاء كان يميل للعزلة، صديقه الوحيد كان سليمان بك نجيب الذي رحل عام 1955 وكان يحترم ويحب عبدالوارث عسر ولم يؤنس وحدته سوي خادم عجوز كان يعيش معه في شقة بعمارة يعقوبيان. حصل الفنان الراحل علي وسام الفنون والعلوم و الأدب من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عشق زكي رستم السينما واستحق أن يكون من أقوي العلامات في تاريخ السينما ومازالت أفلامه حتي الآن ملء الأسماع والأبصار ويعتبر قدوة لأي فنان يعمل في هذا المجال. رحم الله راهب السينما الذي رحل عن دنيانا يوم 16 فبراير 1972.