شهدت منطقة أرض اللواء بالجيزة حادث مروع، حيث استطاعت الجماعات الإرهابية، اتخاذ المنطقة وكر ومخبئ لها من خلال استئجار شقتين بشارعي الإسفنج وعبده خطاب الذين يقعا بذات المنطقة، لتنفيذ العمليات الخسيسة والمخططات الإرهابية، داخل أرض الوطن لتهديد أمن البلاد، وأسفر الحادث عن تصفية 10 إرهابيين وإصابة 5 من رجال الأمن. انتقلت "الوفد" إلى مكان معركة أرض اللواء حيث رصدت لحظات الرعب التى عاشها أهالى المنطقة على مدار ثمانى ساعات متواصله. وفي داخل شارع الإسفنج المتفرع من الطريق الأبيض بمنطقة أرض اللواء، التقينا بشهود العيان وأطلعت على التفاصيل الكاملة لواقعة مداهمة وكرين للعناصر الارهابية. لدى الاقتراب من العقار رقم 7 الذى شهد الواقعة، ترى آثار المعركة التي دارت فجرًا، حيث تحطمت سيارتا ملاكي وسيارة نصف نقل، جراء القنبلة التي ألقاها الإرهابيون تجاه قوات الأمن، كما تناثرت بقايا ملابس وألواح خشب في كل مكان، فيما لا تزال تتمركز قوة أمنية مكونة من 3 مدرعات وسيارة أمن مركزي وسيارة إسعاف. بالقرب من العقار، تجمع العشراتٌ من أهل المنطقة يتهامسون عن الواقعه وروى "عماد التوني" (38 سنة) القاطن بالعقار رقم 8 المجاور لموقع الحادث التفاصيل كما رآها، مؤكدا أنه فوجئ بتواجد قوات أمن في تمام الساعة الثانية صباحاً، وبعدها تواجدت سيارة شرطة بالشارع الخلفي (شارع حسين عبدالباقي). يتابع الشاهد: "في تمام الثالثة صباحًا بدأت قوات الشرطة تتجول في الشارع، وفور خروج أحد الشباب من العقار، قاموا بتفتيشه والاطلاع على متعلقاته وإثبات شخصيته، وبعدها بثوانٍ معدودة فوجئوا بانفجار قنبلة ألقيت نحو رجال الشرطة وأحدثت دويًا هائلًا، وحدثت حالة من الهرج والمرج، وأصيب بعض رجال الشرطة بجروح". وأوضح "كريم أحمد" شاهد العيان أن العقار الذى شهد الواقعة ملكٌ لشخص يدعى شعبان الفيومي، ويستأجر الدور الأرضي منه لمجموعة من الشباب لم تجمعهم أي علاقات مع أهالى المنطقة على الإطلاق. تجولت "الوفد" بالقرب من الوكر الثانى للارهابيين فى شارع عبده خطاب أكد احد قاطني شارع عبد العال ابراهيم المجاور للشقة التى تمت مداهمتها أنه أثناء مداهمه قوات الأمن لشقه الارهابين قام أحدهما بإطلاق النيران على قوات الأمن وصعد إلى سطح احد العقارات، وقام بإطلاق النيران على قوات الأمن ، كما قام بالقاء ثلاثه قنابل علي سيارات الأمن التى تمركزت بموقع الحادث لكن قوات تمكنت من ابطال مفعولها دون وقوع إيه خسائر. فيما أكد اخر أنه فى الساعه الرابعة فجرًا من صباح أمس تم إطلاق النيران بالطريق الأبيض داخل أحد الشقق والتى كان يختبئ بها خليه إرهابية الامر الذى أسفر عن مقتل بعضهم فيما ألقى القبض على أحد المتهمين الذى ارشد عن وجود بعض زملائه فى إحدى الشقق بشارع عبد العال ابراهيم المتفرع من عبده خطاب، فانتقلت على الفور قوات الأمن مصحوبة بمدرعات وسيارات إسعاف للتعامل مع الإرهابيين. فيما اختلفت بعض روايات الاهالى حيث أكد احد شهود العيان قيام قوات الامن بمطاردة الإرهابيين بالعقار الكائن بشارع عبد العال ابراهيم مما أسفر عن هروب احد الإرهابيين واقتحامها أحد الشقق السكنية بعقار مجاور واحتجاز بعض الرهائن بها فيما أكد البعض عدم علمه بذلك. وأكد أحد الأهالى أنهم فوجئوا بوجود ارهابيين بالمنطقة خاصه وان المشهور عنها انتشار مسجلين خطر بها فقط ، واضاف ان تلك المنطقه مليئه بالعقارات الجديدة والتى يقوم أصحابها بتأجير شققها مفروشه خاصه بشوارع السلام والسفنج بالطريق الأبيض وشارع عبد العال ابراهيم المتفرع من خطاب ، واضاف أن قاطنى الشقق المفروشة لا يقومون بالاختلاط مع الأهالى خاصه وأنهم غير مستمرين بالاقامه بها . فيما أكد أحد الأهالى أن الإرهابيين التى تم تصفيتهم قاموا باستئجار الشقه خلال أيام العيد مضيفا أنهم كانوا ثلاثه أشخاص و لا يتحدثون الى احد بالاضافه الى أنهم كانوا يحضرون فى ساعات متأخرة من الليل يحملون بايديهم شنط سوداء مضيفاً أنه لم يتوقع أن يكونوا ضمن الخلايا الارهابيه الذين يسمعون عنها خاصه وان الشارع أصبح ملئ بجنسيات مختلفه خاصه السودانيين واليمنيين. فيما أكد الحاج عباس الراوى احد سكان الشارع والذى يقطن به منذ 48 عاما انهم السكان الأصليين يعانون منذ عدة سنوات من ظاهرة انتشار الشقق المفروشة التى اتاحت الفرصه للخارجين عن القانون وتجار المخدرات والهاربين من الأحكام القضائية أن يقطنوا داخل الشارع وليت الأمر اقتصر على ذلك بل انتشرت ظاهرة قيام بعض الجنسيات المختلفه باستئجار بعض الشقق المفروشة والاقامه بها دون الاختلاط بالسكان الأصليين مشيراً أن هذا الأمر تسبب فى قيام الخلايا الارهابيه باستغلال ظاهرة الشقق المفروشة للاقامه والاختباء بها بعيدا عن أعين رجال الأمن. فيما أكد احد سكان شارع الاسفنج بالطريق الأبيض قيام رجال الأمن باقتحام شقه الإرهابيين الساعه الرابعه فجرا حيث استيقظنا على صوت تفجير عالى وعندما حاولنا استطلاع الأمر فوجئنا بسيارات قوات الأمن تحاصر الشارع من الجانبين كما طالبوا الأهالى بمنع الدخول او الخروج من العقارات الموجودة بالشارع حتى تنتهى مهمتهم بنجاح مضيفا أنهم اعتقدوا فى بادئ الأمر القبض على أحد مسجلين الخطر وبعد مرور عدة ساعات اكتشفنا اختباء خليه إرهابية كانت تستعد الى تنفيذ بعض العمليات الارهابيه خلال الفترة المقبلة فيما أكد احد سكان شارع عبدة خطاب قيام قوات الأمن بمنع الاهالى من الخروج من النوافذ كما منعوهم من التواجد على أسطح المنازل أثناء تبادل إطلاق النيران بين القوات والارهابيين خشيه وقوع إيه إصابات بين الأهالى كما فرضوا كردونا امنيا من جميع اتجاهات الشارع ومنعوا دخول وخروج اى شخص حتى إنتهاء لحظات القبض على الإرهابيين الموجودين بالشارع مؤكدا أن قوات قامت بمداهمه الوكر الأساسى بالطريق الأبيض وأثناء القبض على أحد الإرهابيين وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ارشد عن مكان اختباء زملائه بشارع عبدة خطاب مما أدى إلى إنتقال قوات الأمن على الفور إلى مكان اختبائهم لالقاء القبض عليهم. أكد عدد من الأهإلى بشارع عبده خطاب فى أرض اللواء، أن العناصر الإرهابية كانت متواجده منذ فترة طويلة بالمنطقة، حيث كانوا يتعاملون معهم على أنهم طلاب جامعيين وموظفين، وذلك نظراَ لأن منطقة أرض اللواء أحد أهم المناطق السكنية التى يلجأ إليها المغتربين للإقامة فيها، وذلك لأن أسعار الإيجارات فيها ليست باهظة الزمن ولكونها قريبة من وسط البلد. وأضاف الأهإلى أن العناصر الإرهابية كانوا قليلى الظهور وسط اهإلى الحى، حيث كانوا يتعمدون الظهور فى أوقات الليل فقط، إلا أنهم لم يجدوا منهم أى حركات مريبة تُثير الشك لديهم فى العناصر الإرهابية. ومن جانبه أكد مصدر أمني، أن قوات الأمن نجحت في تصفية 8 من أفراد العناصر الإرهابية في شارع الإسفنج، وجارٍ تمشيط المنطقة للقبض على باقي العناصر. واضاف المصدر أثناء مداهمة قوات الأمن للشقة بشارع عبده خطاب، عثروا على أحد الارهابين بالشقة، ثم خرج الثاني من دورة المياه، وأطلق النيران على قوات الأمن، مما دفع القوات لتبادل اطلاق النيران معه، وأسفر عنه مقتل أحدهم، والآخر فر هاربًا وصعد إلى الدرج، واحتجز بعض الرهائن باحد الشقق، وتمكنت قوات الأمن من تحريرهم، ثم اختبئ "بالمنور" الخاص بالعقار، وأثناء محولته للهروب سقط من ومعه أحد أمناء الشرطة الذى حاول السيطرة عليه، مما أسفر عن مصرع الارهابي، وإصابة أمين الشرطة بكسور، وتم نقله للمستشفى. و اوضح المصدر أن أحد الإرهابيين حاول تفجير نفسه بحزام ناسف إلا أن يقظة رجال الأمن منعت من وقوع تلك الكارثة.مشيرًا إلي أن رجال المعمل الجنائي انتقلوا إلى موقع الحادث لتمشيط المنطقة بحثًا عن أي مواد متفجرة أخرى. وكثفت قوات الأمن من تواجدها بمحيط موقع الأحداث ومنعت خروج الأهالى من منازلهم خوفًا عليهم أثناء عملية اطلاق النيران، وشددت قوات الأمن من تواجدها بالشوارع الخلفية لموقع الاشتباك لمنع هروب المتهمين، ومشطت قوات الأمن منطقة الطريق الأبيض بحثا عن إرهابيين آخرين، وأسلحة ومتفجرات. وكشف المعاينة لموقع تصفية الإرهابية عن وجود مجموعة كبيرة من الأسلحة الآلية التى كانت بحوزة الإرهابيين وحازم ناسف معد للاستخدام ومجموعة من المواد الخام التى تستخدم فى صناعة الأحزمة الناسفة ومجموعة أخرى من قطع الغيار للقنابل، وعدد كبير من الذخائر وفوارغ الطلقات وعدد من الخرائط لعدد من المواقع التى كانوا يعتزمون استهدافها، بالاضافة إلى منشورات لتنظيم حركة حسم ولواء الثورة و العديد من الأوراق التنظيمية، والتى تشتمل على استراتيجيات التحرك المسلح والإعلامى للجماعة والتكليفات الواردة من الخارج وعدد من العبوات شديدة الانفجار تزن الواحدة 15 كيلوجرام، وكمية كبيرة من المواد الكيميائية تستخدم فى تصنيع المتفجرات و مبالغ مالية من العملات المحلية والأجنبية. وجاء التقرير الطبى المبدئي، أن سبب وفاة العناصر الإرهابية، اختراق أجسادهم أكثر من 50 طلقة نارية، بأنحاء مختلفة بالجسد منها الرأس والصدر والرقبة والبطن، حيث أن هناك جثث تم العثور على 5 و6 طلقات بها، فضلًا عن أن علامات إختراق الرصاص موجودة فى معظم أنحاء جسد الضحايا. وأكد التقرير على وجود العديد من فتحات الدخول والخروج فى أجساد العنصرين الإرهابيين، حيث أن مسافة إطلاق الأعيرة النارية كانت من بعد 5 متر، وفى بعض الطلقات كانت المسافة مباشرة. وطلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الحادث، وأمرت بدفن جثث الإرهابيين بعد تشريحهما، ومن المنتظر أن تنتقل النيابة للاستماع لأقوال ضابطي شرطة وعدد من الأمناء الذين كانوا مشاركين فى عملية الرد على الهجوم، كما أمرت النيابة العامة بانتداب المعمل الجنائي لأجراء المعاينة التصويرية لموقع الحادث. كما تحفظت النيابة على فوارغ الطلقات التى بلغت ما يزيد عن 150 طلقة قبل إرسالها إلى المعمل الجنائى لفحصها وإجراء المعاينة، والأسلحة الآلية التى كانت بحوزتهم ومئات الطلقات النارية، ويواصل فريق المعمل الجنائى معاينة مسرح الأحداث ورفع الأدلة الجنائية، والتحفظ على عدد من فوارغ الطلقات، وعينة من الدماء التى تناثرت على الأرض والجدران، والأوراق التنظيمية الخاصة بهم، وطالبت بإستدعاء صاحب المنزل لإستجوابه وعدد من الجيران.