يحظى «الحمام» في مكةالمكرمة بمعاملة خاصة، حيث لا يجوز لأي أحد قتله أو حتى إخافته أو تنفيره أو تكسير بيضه بغرض طرده من رحاب المسجد الحرام، لأن قتله يستوجب الفدية، أي ذبح شاة لقاء ذلك للتكفير عن الذنب. حمام مكة رمادي اللون يميل للزرقة أو الخضرة في عنقه، ولا تكاد تختلف حمامة عن أختها على الإطلاق، سواء في الحجم أو الشكل أو اللون، كما أن هذا الحمام لا يختلط بغيره من الحمام. ويلاحظ زوار بيت الله الحرام في مكةالمكرمة انتشار الحمام، المسمى ب«حمام الحمى» في رحاب المسجد بكثرة، كما كما يحرص الزوار على إطعامه وتجنب الإساءة له أو إزعاجه بأي شكل من الأشكال. ويحرص سكان مكة وزوارها على أن يشتروا الحبوب والبذور المعبأة في أكياس وينثروها على الأرصفة لكي يلتقطها الحمام ويتغذى بها. تطلق أسماء مختلفة على حمام بيت الله الحرام ومن بينها: «الحمام المكي» و«حمام رب البيت» و«حمام الحمى»، ويرى البعض أنه من سلالة الحمام الذي عشش على مدخل غار (ثور) في مكة، عندما كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) مختبئًا فيه عن قريش. يقول البعض إنه يعود في أصله إلى «طير الأبابيل»، التي أتت من البحر وهي تحمل حجارة من سجيل بأقدامها لردع أبرهة الأشرم حين حاول هدم الكعبة. ويلاحظ الحجيج وقوف مجموعة من السيدات، وخاصة الأفريقيات على الأرصفة المحيطة بالحرم لبيع القمح في أكياس للحجاج الذين يتوافدون لشرائه وإطعام الحمام، حيث يباع الكيس الواحد الذي يزن قرابة نصف كيلوجرام بخمسة ريالات سعودية. ومن غرائب هذا الحمام المكي، أنه يطوف على شكل مجموعات حول الكعبة كما يطوف الحجاج تمامًا في حلقات دائرية، ولا يحلق فوق بناء الكعبة نفسها، ولا يتخذ من الحرم المكي مكانًا للتعشيش، ولا يبيت فيه. وقد اعتاد سكان مكة بتعشيش الحمام بكثرة فوق أسطح منازلهم وعلى نوافذ بيوتهم، وما يتطلبه ذلك من تنظيف دائم لمخلفاته، حيث تأقلموا مع العيش معه على مر السنين.