أشعل الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، الغضب داخل الوسط التعليمى فى مصر بمختلف الدرجات الوظيفية، وخاصة المعلمين، بعد أن جاءت تصريحاته صادمة فى أحد الحِوارات الصحفية، عندما وصف العاملين والمعلمين بالوزارة بأن «نصفهم حرامية والنصف الآخر حرامية غير أكفاء»- بحسب وصفه. وأعلنت نقابة المعلمين المستقلة ملاحقة الوزير قضائياً عقب استئناف عمل مؤسسات الدولة غداً الثلاثاء، إلى جانب مشاركة قيادات تعليمية وخبراء تربويين فى إقامة دعاوى قضائية وبلاغات للمستشار نبيل صادق، النائب العام، لاتهام الوزير بالسب والقذف للمعلمين. ووصف حسين إبراهيم، الأمين العام للنقابة، فى تصريحات ل«الوفد» تصريحات الوزير، بأنها متجاوزة وإهانة للمعلمين من الوزير. وذكر أمين عام النقابة، أن جميع أعضاء النقابة يستنكرون تصريحات الوزير، مشيراً إلى إعداد مذكرتين للرئاسة وشريف إسماعيل، رئيس الوزراء، للمطالبة بإقالة الوزير من منصبه، بعد أن حمل الإهانة للمؤسسة التعليمية بجميع أعضائها. وقال «إبراهيم»، «لا شك أن هناك قصوراً لكن التعميم بوصف جميع المعلمين بأنهم حرامية هى تصريحات متجاوزة وتعبر عن عدم الشعور بالمسئولية التى يتولاها الوزير»، مستكملاً «سنتخذ جميع الإجراءات القضائية ضده سواء بدعاوى قضائية أو بلاغات للنائب العام لنطالب بمحاكمته». وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، إن تصريحات الوزير ووصفه المعلمين بأنهم حرامية تؤكد عدم شعور الوزير بالمسئولية التى يتولاها، متهماً الوزير بأنه يهدم التعليم فى مصر، ولا يبنيه، قائلاً «كيف ينظر الطلاب لجميع المعلمين بعد أن وصفهم وزيرهم بأنهم حرامية أو حرامية غير أكفاء؟!». وتساءل «مغيث»: «إذا كان الرجل الأول للتعليم فى مصر ينظر لمؤسساته بهذا الشكل، فكيف يقبل على نفسه الجلوس وسط الحرامية إذا كانت لديه نية أو رؤية للنجاح، ولماذا يتمسك بمنصبه ولا يرحل طالما لا يوجد أمل أو بوادر للإصلاح أو يقينه بفشله فى الإصلاح؟!». وقال محب عبود، وكيل نقابة المعلمين المستقلة بمحافظة الإسكندرية، إن السلبيات موجودة فى وزارة التربية شأن كل مؤسسات الدولة، والحل يكمن فى إصلاحها وإعادتها للريادة، وهو أمر ليس صعباً، وليس بفقدان الأمل والفشل والنظرة السوداء لجميع الأمور ثم إهانة الوسط التعليمى بأكمله». وذكر «عبود» فى حديثه ل«الوفد»، أن وزير التربية والتعليم يثبت بتصريحات عدم وجود رؤية لإصلاح التعليم رغم جيش المعلمين والإمكانيات الموجودة التى لا تحتاج سوى حُسن الإدارة والمعاملة وتوفير مناخ آمن للمعلمين. وكانت الوزارة قد أصدرت بياناً قالت فيه، إن الوزير لم يقصد الإساءة للمعلمين أو العاملين بالوزارة، وإنما كان يتحدث عن حاجتهم للتدريب للقدرة على مواكبة التطور التعليمى دون التطرق لإرسال تكذيب للصحيفة أو إعلان امتلاك الوزير أى دليل نفى. من ناحيته، قال الكاتب الصحفى رفعت فياض، مدير تحرير صحيفة «أخبار اليوم»، الذى أجرى الحوار مع الوزير، إن لديه التسجيل الصوتى للوزير بكل ما نشر، مشيراً إلى قيامه بحذف الكثير من التصريحات التى كانت ستضع الوزير فى موقف حرج مع مؤسسات بالدولة- بحسب قوله. وقال «فياض» فى حديثه ل«الوفد»، إن بيان الوزارة لا يعنيه، وإنما ما يعنيه هو قيام الوزارة بإرسال تكذيب لصحيفة «أخبار اليوم» من عدمه، وليس مجرد بيان للرأى العام لإثبات موقف أو تحقيق غرض، قائلاً «من يريد تكذيبى أو تكذيب الصحيفة والحوار الذى أجرى فى حضور رئيس التحرير عليه سيواجه بالتسجيل الصوتى لإثبات الحقيقة بل بكشف أحاديث أخرى».