تحاول مدينة هيوستن التي اجتاحها الاعصار هارفي العودة ببطء الى الحياة الطبيعية الخميس مع انحسار مياه الفيضانات فيها رغم ان العاصفة العنيفة لا تزال تعيث الخراب الى الشرق. وفيما تحسن الطقس اخيرا في رابع اكبر المدن الاميركية لا تزال مناطق ريفية في تكساس عائمة بالمياه مع توجه العاصفة شرقا، وسجلت مدينة بورت ارثر اسوأ الاضرار. وسعت السلطات في لويزيانا الى حماية الولاية من هارفي، التي اعادت بالذاكرة الى مآسي الاعصار كاترينا قبل 12 سنة، لكن لم تسجل امطار غزيرة في نيو اورلينز. ويتوقع ان يزور نائب الرئيس الاميركي مايك بنس تكساس الخميس ويلتقي بالاهالي ويعاين الاضرار. ورغم ان بعض المناطق تحسن فيها الطقس، إلا ان المخاطر لا تزال تتهدد سواحل الخليج، ليس أقلها احتمال حدوث انفجار في منشأة كيميائية قرب هيوستن. وانتشل رجال الانقاذ في هيوستن الاربعاء جثث ستة من افراد اسرة واحدة كانوا في شاحنة صغيرة جرفتها مياه الفيضانات في نهاية الاسبوع. ويعتقد المسؤولون ان 33 شخصا على الاقل لقوا مصرعهم في العاصفة. ولا يتوقع ارتفاع الحصيلة عن ذلك حيث ان العديد من الاشخاص الذين لم تعرف اماكن وجودهم ربما ليس لديهم هواتف او بدون كهرباء. ولجأ اكثر من 30 الف شخص الى مراكز ايواء في انحاء الولاية، من قاعات مؤتمرات الى كنائس صغيرة، بحسب الوكالة الفدرالية لادارة الطوارئ. وفي هيوستن حيث كان اعلن حظر تجول ليلي لدعم جهود البحث عن ناجين ومنع عمليات نهب محتملة، اعيد فتح مطارين رئيسيين بشكل محدود في مؤشر الى عودة الوضع تدريجيا الى طبيعته. وقال رئيس بلدية هيوستن سيلفستر تيرنر للصحافيين ان خدمتي جمع النفايات والمترو ستستأنفان في بعض المناطق التي انحسرت فيها المياه. وقلص المركز الوطني للاعاصير مساء الاربعاء هارفي الى عاصفة استوائية، لكنه حذر من استمرار مخاطر حصول فيضانات خطيرة في جنوب شرق تكساس وجنوب غرب لويزيانا. ولا تزال ربع مقاطعة هاريس التي تشمل مدينة هيوستن غارقة تحت الماء. وحذر مشغلو مصنع لانتاج البيروكسيد العضوي خارج المدينة من خطر وقوع انفجار بعد ان تسببت الفيضانات في انقطاع الكهرباء عنه. وقال ريتش رو رئيس شركة اركيما المشغلة للمصنع في بيان "حاليا لدينا ستة اقدام (182,88 متر) من المياه في المصنع وهي كمية غير مسبوقة". واضاف "فقدنا التبريد الضروري للمواد في المصنع والتي يمكن ان تنفجر وتتسبب بالتالي في حريق هائل". وتابع "مستوى المياه العالي وانقطاع الكهرباء لا يفسحان لنا مجالا لمنع ذلك". وكان المسؤولون قد امروا بإجلاء الاشخاص المقيمين قرب المصنع في كروسبي، شمال شرق هيوستن، كاجراء احترازي. وقال رو بدوره ان عمال المصنع تم اجلاؤهم ايضا. وقال احد افراد طواقم الانقاذ التي حاولت الوصول ليلا الى مدينة بورت آرثر "هناك العديد من الاطفال والمسنين العالقين في منازلهم الان. يقولون ان المياه بلغت صدورهم". وفي اجزاء من تكساس امطارا بلغ مستوى الامطار 1,27 مترا، وفي لويزيانا لا يزال اجمالي المنسوب والبالغ 45 سنتمرا يرتفع. ويقدر مسؤولون فدراليون أن ما يقارب من نصف مليون شخص في تكساس سيحتاجون في مرحلة ما شكلا من أشكال المساعدة. ولكن سيبقى التركيز حتى الآن على الإغاثة الفورية من الكوارث، حيث لا تزال حياة الكثيرين مهددة.