أدان الأردن قيام عضوين من الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى، في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء. وقال وزير شؤون الإعلام والاتصال، المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في بيان، إن "قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) رفع الحظر عن زيارات أعضاء الكنيست للمسجد الأقصى المبارك هو قرار غير مسؤول، ومن شأنه زيادة التوتر والتصعيد في هذا المكان المقدس لكافة المسلمين في العالم"، وفق الوكالة الأردنية الرسمية للأنباء (بترا). وأضاف: "كنّا نتطلع لخطوات تساهم في الجهود الدولية، وخصوصًا الجهود الأمريكية المبذولة لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لتحقيق السلام، على أساس حل الدولتين والمرجعيات الدولية المعروفة، وليس مثل هذه الإجراءات المرفوضة والمُدانة". والمفاوضات بين الجانبين متوقفة، منذ إبريل 2014؛ جراء رفض نتنياهو وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض على إقامة دولة فلسطينية. ودعا المومني إسرائيل، بصفتها "القوة القائمة بالاحتلال"، إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع ما وصفه ب "استفزازات المتطرفين ضد المسجد الأقصى المبارك"، والإبقاء على قرار حظر زيارات أعضاء الكنيست والوزراء الإسرائيليين للمسجد، الذي اتخذه نتنياهو قبل حوالي سنتين. وكان النائبان من حزب "الليكود" الحاكم، يهودا جليك، ومن حزب "البيت اليهودي" اليميني، شولي معلم، اقتحما باحات المسجد الأقصى من خلال باب المغاربة (الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ عام 1967) في الجدار الغربي للمسجد، تحت حراسة عناصر من الشرطة، بحسب مصادر في "دائرة أوقاف القدس"، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن. وقام "جليك" و"معلم" بجولتين منفصلتين في ساحات المسجد، قبل أن يغادراه، في ظل انتشار قوات من الشرطة الإسرائيلية في محيط الأقصى. وكان هذان النائبان قد ضغطا باتجاه سماح الحكومة الإسرائيلية باقتحام أعضاء الكنيست للمسجد الأقصى، بعد منع استمر نحو عامين. وعلى سبيل التجربة، سمح نتنياهو، ليوم واحد (اليوم الثلاثاء)، لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية)، نقلا عن الشرطة الإسرائيلية، أن "غليك" و"معلم" كانا الوحيدين من أعضاء الكنيست، اللذين طلبا اقتحام المسجد اليوم. وأدانت المرجعيات الدينية في مدينة القدس قرار الحكومة الإسرائيلية، معتبرة، في بيان الأحد الماضي، أنه "قرار استفزازي غير شرعي وغير قانوني وغير إنساني، وصادر عن سلطة غير مسؤولة، فالأقصى للمسلمين وحدهم". والمرجعيات الدينية هي المجلس الأعلى للأوقاف الإسلامية في القدس، والهيئة الإسلامية العليا، ومفتي القدس والديار الفلسطينية، والقائم بأعمال قاضي القضاة في القدس. ودائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل. كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، عام 1994. وفي مارس 2013، وقّع العاهل الأردني، الملك عبد الله بن الحسين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي الأردن حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.