وصف عدد من الخبراء الاستراتيجيين قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتخفيض حجم المعونة المالية المقدمة لمصر ب"المخيبة للاَمال"، مؤكدين أن هذه القرارات لن تؤثر على مصر سواء على الجانب العسكري أو الاقتصادي، لافتين إلى أنها تظهر الوجه الحقيقي السيئ لأمريكا من خلال تدخلها في الشؤون الخارجية للدول الأخرى، ومحاولة منها لتملك زمام الأمر في منطقة الشرق الأوسط. وخفضت الإدارة الأمريكية المبالغ المخصصة لمصر في إطار برنامج المساعدات الأمريكية، ويأتي هذا في سياق الضغوط التي يمارسها اللوبي الإخواني وبعض نشطاء منظمات المجتمع المدني، اعتراضًا منهم على إصدار قانون الجمعيات الأهلية، الذي ينظم عملها ويمنع تدفق التمويلات المشبوهة التي تتلقاها تلك الجمعيات من الخارج وتهدد من خلالها الأمن القومي المصري. وقال اللواء نصر سالم، الخبير الاستراتيجي، إن قرار تقليص حجم المعونة الأمريكية لمصر يظهر الجانب السئ والنوايا الخبيثة للولايات المتحدةالأمريكية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي "ترامب" زعم خلال حملته الانتخابية الرئاسية بأن يتم التعامل مع جماعة الأخوان المسلمين علي أنها جماعة إرهابية وهذا لم يحدث. وشدد سالم في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أخذت تدوينات بعض النشطاء السياسين وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي التي تزعُم تضيق الخناق عليهم وكبت الحريات كوثائق ومستندات حقيقة. وتابع الخبير الاستراتيجي قائلاً: "قطع هذه المعونة بالكامل لن يؤثر علينا"، مضيفًا أن قطر وتركيا لها يد فيما يحدث. ووصف اللواء طلعت موسي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، هذا القرار بأنه خطوة غير مدروسة من الجانب الأمريكي وستؤثر بطريق غير مباشر العلاقات بين البلدين، وأضاف موسى أن كثير من المحاولات الغربية تسعى لإفشال الدولة المصرية وعدم استقرارها. وأكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن قرار قطع المعونات الأمريكية أو تقليص حجمها يُعد إخلالاً بمعاهدة "كامب ديفيد" الموقعة بين مصر وإسرائيل؛ لأن هذه المبالغ مُخصصة في إطار استمرار عملية السلام بين الجانبين. وأشار راغب إلى أن هذه المعونة تُعتبر التزامًا أخلاقيًا وليس قانونيًا، لافتًا إلى أن فكرة ربط المعونة الأمريكية بالتدخل في الشأن المصري ليس مقبول.