أدت موجات الغلاء الأخيرة التى أصابت أسعار اللحوم إلى عزوف الكثير من المواطنين عن شراء الأضاحى والاتجاه لشراء صكوك الأضاحى من الجمعيات الخيرية، التى ارتفعت أسعارها أيضاً، إلا أنها ما زالت فى متناول يد المواطنين محدودى الدخل، الذين وجدوا فيها بديلاً أرخص ويمكن من خلالها المشاركة فى عمل الخير خاصة أنه يمكن تقسيطها أيضاً. وشهدت أسعار صكوك الأضاحى هذا العام زيادة ملحوظة، بعد ارتفاع أسعار الدولار، حيث اختلفت الأسعار من جمعية لأخرى بتفاوت ملحوظ بين الجمعيات الخيرية بنسب وصلت إلى 45٪ هذا العام وقد قامت الجمعيات الخيرية بطرح صكوك بلدية يتم ذبحها بعد صلاة العيد وتوزيعها على المحتاجين وهناك أيضاً المستوردة التى يتم ذبحها فى البرازيل وأستراليا طبقاً للشريعة الإسلامية. ووصل سعر صك الأضحية فى مؤسسة مصر الخير هذا العام إلى 2900 جنيه مقابل 2195 جنيهاً العام الماضى، بزيادة تقدر بنحو 32٪، الصك عبارة عن 24 كيلو لحم عجل بلدى، ويحصل المتبرع على 8 كيلو من اللحم أما بنك الطعام فقد حدد سعر الصك البلدى ب2650 جنيهاً والمستورد ب1850 جنيهاً، أما جمعية الأورمان فإنها توفر 3 أنواع من الصكوك؛ الأول للعجول المستوردة مقابل 1900 جنيه بعد 1490 جنيهاً العام الماضى بزيادة حوالى 27٫5٪ والنوع الثانى هو صك الأضحية عبارة عن عجول بلدى صغيرة وسعره هذا العام وصل إلى 2450 جنيهاً بعد 1690 جنيهاً العام الماضى بزيادة قدرها 45٪، والنوع الثالث هو عبارة عن عجول بلدى كبيرة وسجل سعر الصك 2850 جنيهاً مقابل 1999 جنيهاً العام الماضى. أجازت دار الإفتاء فى السنوات الماضية مشروع صك الأضاحى لمن يصعب عليهم الذبح بأنفسهم وذلك بفتوى رقم 280 لعام 2013، التى تؤكد إجازة التوكيل، لمن يصعب عليه إقامة الشعيرة أو عمن لا يجدون حولهم من يوزعون عليهم اللحوم أو يتعذر عليهم ذبح أكثر من أضحية فى مكان إقامته، مع ضرورة الحرص على الالتزام بإقامة شعيرة الأضحية مع الأهل قدر المستطاع، فالأضحية سنة مؤكدة وهى من شعائر عيد الأضحى المبارك. أكد اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أنه للعام السادس على التوالى وبالتعاون مع أمانة الفتوى بدار الإفتاء تستمر الجمعية فى مشروع صكوك الأضاحى حيث إن الصك عبارة عن مشروع إنسانى خيرى يستهدف الإنابة عن المضحى فى ذبح الأضحية وتوزيعها على الأسر الأكثر فقراً، وقد ألقته الجمعية لدعم شرائح غير القادرين فى القرى والنجوع الأكثر فقراً. ومن جانبه أكد محمود فؤاد، نائب مدير جمعية الأورمان، أنه من المتوقع أن تشهد صكوك الأضاحى إقبالاً من المواطنين هذا العام بعد ارتفاع أسعار اللحوم فى الأسواق حيث يصل سعر الصك المستورد إلى 1900 جنيه والبلدى الصغير إلى 2450 جنيهاً والصك البلدى الكبير إلى 2850 جنيهاً وسيتم ذبح حوالى 700 رأس من اللحوم البلدى ويشترك فى الصك 7 أفراد ويصل وزن الذبيحة إلى 400 كيلو جرام لحم، ويحصل كل متبرع على 5 كيلو لحم، هذا فضلاً عن شراء 1000 طن لحوم مستوردة من بارجواى، وذلك تحت إشراف لجنة من المركز الإسلامى ولجنة من الطب البيطرى ويتم الذبح هناك بعد صلاة عيد الأضحى حتى عصر رابع أيام العيد ويصل حجم التكلفة الإجمالية هذا العام لنحو 80 مليون جنيه. وأكد محمود فؤاد أن الأسعار هذا العام شهدت زيادة عن العام الماضى وأن عدد الأسر المستفيدة من توزيع الصكوك هذا العام وصل إلى نحو مليون و750 أسرة، وأوضح أن هناك خطة لتوزيع اللحوم بالأماكن الأكثر فقراً وذلك بمساعدة ما يقرب من 5 آلاف جمعية خيرية فى كافة المحافظات بشرط أن تكون الحالات تستحق المساعدة، حيث تحصل كل أسرة على 2 كيلو من اللحوم، وقد شهد العام الماضى إقبالاً كبيراً على شراء الصكوك بعد أن حقق هذا المشروع نجاحاً كبيراً فى العام الماضى، ويستكمل قائلاً: حصلت الجمعية على فتوى من دار الإفتاء تجيز تقسيط الصكوك على 6 شهور بما يتراوح بنحو 500 جنيه شهرياً. وبعد غلاء الأسعار لجأ الكثير من المواطنين لشراء صكوك الأضاحى بعد أن أجازتها دار الإفتاء، حيث أكدت فاطمة سعد أنها لجأت هذا العام لشراء صك الأضحية للمرة الثانية هذا العام، قائلة: بعد ارتفاع أسعار الأضاحى لم يكن أمامى سوى شراء صك الأضحية، فخروف العيد وصل سعره إلى 4 آلاف جنيه ولم أعد قادرة على شرائه فى ظل زيادة أسعار كافة السلع. كما لم أعد قادرة على توزيع اللحوم على أقاربى وجيرانى وأتمنى أن يتقبل الله منا تلك الصكوك فهى تبرع بنية الصدقة. أما عم سعيد فقد عجز عن شراء الأضحية هذا العام بسبب تزامن قدوم المدارس مع عيد الأضحى وارتفاع مصروفات ومستلزمات المدارس وأسعار خروف العيد.