أطفال يرتكبون جرائم بشعة بعد تشردهم فى الشوارع جرائم سرقة وقتل وتحرش بسبب غياب دور الأسرة والدولة أطفال لا تتعدى أعمارهم 17 عامًا احترفوا فنون السرقة منذ نعومة أظافرهم بعدما لجأوا لأحضان الأرصفة لظروفهم الاجتماعية الصعبة، ومع مرور الأيام نضجت عقولهم وكونوا عصابات تخطط وتدبر لعمليات إجرامية مكتملة الأركان، لتشير إلى كارثة كبرى داخل المجتمع المصرى، وكان لابد من تسليط الأضواء عليها للحد منها. وطبقًا لآخر مسح شامل أجراه المركز القومى للبحوث الجنائية، فإن عدد أطفال الشوارع فى مصر يبلغ 16 ألفاً، جميعهم قد يتحولون لعصابات إجرامية، وبحسب ما أشار إليه خبراء علم النفس، فقد يتحول هؤلاء الأطفال لأداء فعال فى تحقيق عمليات إرهابية كبرى على أيدى الجماعات المتطرفة عازفين على وتر حاجتهم للمادة. عصابة التحرش «عبدالرحمن. ن»، و«إبراهيم. ع»، و«بوله. ن»، و«مينا. ز»، و«صموئيل. ز»، تتراوح أعمارهم ما بين 12 و15 عاماً، كونوا عصابة خاصة بهم للتحرش سواء بالفتيات أو الأطفال فى منطقة الهرم، ومارسوا نشاطهم بكل دهاء بعيدًا عن أعين رجال الشرطة، حتى وقعوا مؤخرًا فى قبضتهم بعدما تعدوا على طفل أثناء عودته من فرح لأحد أقاربه، وتناوب الأطفال الخمسة الاعتداء الجنسى على الطفل، وجردوه من ملابسه، وتعدوا عليه بالضرب عندما امتنع عن تلبية رغباتهم، ليصاب بحالة إعياء شديدة، وقدم والد المجنى عليه بلاغًا فى قسم شرطة الهرم، لتعد قوة المباحث الأكمنة اللازمة وتم القبض عليهم، وبإحالتهم لنيابة الأحداث أنكر المتهمون ارتكابهم الواقعة، مؤكدين أنهم لا يعرفون المجنى عليه، ومن ناحية أخرى أكد المجنى عليه استدراج المتهمين الخمسة له بقطعة أرض فضاء، وتناوبوا اغتصابه، وهددوه بالقتل فى حالة الإفصاح عما حدث له. وقال المتهمون فى تحقيقات النيابة إنهم قاموا باستدراج «عبدالرحمن. ه. م»، 7 سنوات، داخل حمام سباحة بملعب مدريد لكرة القدم، الكائن بجوار المجزر الآلى، بدائرة قسم شرطة الهرم، واعتدوا عليه جنسياً، وهتكوا عرضه، وقاموا بتصويره خلال ذلك، وهددوه بفضحه بالصور والإيذاء فى حالة إبلاغ والده. عصابة السرقة هى مجموعة أطفال أطلقوا على أنفسهم «عصابة ال4 أحمد»، وتتكون من «أحمد. م» 18 عاماً، و«أحمد.م.ع» 17 عاماً، و«أحمد. ص» 18 عاماً، و«أحمد عادل» 18 عاماً، و«هشام. ه» 17 عاماً، تخصصت فى أعمال السرقة والقتل، واستطاعوا سرقة مبلغ مالى قدره 6 آلاف جنيه من رجل مسن ثم تخلصوا منه. جريمة قتل مكتملة الأركان نفذتها عصابة الأطفال بهدف السرقة، وأقروا أنهم دبروا الخطة لسرقة المجنى عليه، لأنهم يعلمون أنه رجل مسن يعيش بمفرده، ولكونه يعمل فى مجال تصنيع عربات الكارو، فكان بمثابة فريسة لهم، فتسلقت العصابة سور منزل مهجور مجاور للوصول لمنزل المجنى عليه، ثم قاموا بتكبيل يديه ورجليه بالحبال ووضع «مخدة» على وجهه ليلفظ أنفاسه الأخيرة. الكوكو هى عصابة تتكون من 3 أطفال، تفننوا فى سرقة «الموتوسيكلات» بمركز المنصورة بالدقهلية، ونجحوا بالفعل فى ارتكاب 17 جريمة سرقة. عصابة «الكوكو» مكونة من «محمد.ك.ح» 18 عامًا، وشهرته محمد كوكو، متهم فى 17 قضية «سرقة» من قبل، «محمد.ص.ن» 14 عامًا، سابق اتهامه فى 3 قضايا «سرقة»، وآخرهم «عمرو.ج.ط» 15 عامًا، كان متهماً فى قضيتى سرقة. سرقة المدارس وفى دمياط، تخصصت عصابة أطفال فى سرقة المدارس، وتتكون من إسلام اليمانى، 16 سنة، زعيم العصابة، ومقيم بالسيالة، وإسلام محمد ياسين، وشهرته إسلام السوجو، 16 سنة- مدهباتى، ومقيم بمنية دمياط، وعبدالله مجدى الروضى، 15 سنة - نجار، ومقيم بكوبرى المطرى، وجمال عبدالفتاح الجرسلى، 18 سنة، عاطل، ومقيم بالسيالة دمياط. واستطاعت العصابة سرقة عدد من المدارس وعلى رأسها، الشاعر محمد الأسمر، وعثمان بن عفان، كما تمكنوا من سرقة 14 تليفزيوناً و(4) كاسيت باناسونيك متوسط الحجم، ولوحة مفاتيح كمبيوتر، وكاسيت «سى دى» كبير الحجم، وكاسيت باناسونيك كبير الحجم، وشاشة كمبيوتر، وريسيفر. كارثة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، قالت إن هؤلاء الأطفال ضحايا ظروف اجتماعية صعبة سواء لعجز أولياء أمورهم عن سد احتياجاتهم لظروف اقتصادية، أو لخلافات بين الأب والأم ما دفع الطفل للهرب منهما، أو لتعرضه لضرب جسيم. وأشارت «عيسوى» فى تصريحاتها ل«الوفد» إلى أن الأطفال منذ نعومة أظافرهم يواجهون مخاطر الشارع بمفردهم ما جعلهم يكتسبون خبرات عدوانية لما يشاهدونه من مشاحنات يومية، ونوهت بأن طبيعة الطفل فى هذا السن يقلد ما يشاهده بطريقته الخاصة. وتابعت: «الأطفال مع تكرار قيامهم بالسرقة ومشاهدتهم لصراعات المواطنين اليومية، وغيرها من مشاهدتهم أفلام السرقة والضرب على المقاهى، نمت لديهم الجانب العدوانى وأصبحوا وسيلة قد تسخر فى أيدى الجماعات الإرهابية، لفئة قد تكون قنبلة موقوتة داخل المجتمع، لاحترافهم فى تكوين عصابات وتنفيذ جرائم متكاملة الأركان».