ضاقت بنا السبل، وتفرقت الطرق وتشتت الاتجاهات.. ومازال قلب الأم الثكلي ينفطر.. ودمع الزوجة الأرملة يترقرق.. وبكاء أطفال فقدوا أبا أو أخا أو صاحبا ينهمر.. بهذه العبارات الحزينة دعا النشطاء الي عصيان مدني شامل غدا في ذكري 11 فبراير في كافة أنحاء البلاد لحين تسليم المجلس العسكري مقاليد السلطة لأي جهة مدنية يتوافق عليها الشعب المصري. في 11 فبراير من العام الماضي تدفق الملايين من الشعب في ميدان التحرير ومختلف الميادين ابتهاجا بتنحي مبارك عن رئاسة البلاد بعد 18 يومامن الاحتجاجات الشعبية سقط خلالها مئات الشهداء وآلاف الجرحي والمصابين يطل علينا 11 فبراير غدا والحزن مازال معششا علي قلب كل مصري.. والشهداء يتساقطون يوما بعد الآخر بأيدي من زعموا أنهم حموا الثورة في يوم من الأيام. العصيان المدني يراه البعض هو الحل والملاذ الأخير لشباب يتمسكون بسلمية الثورة ويرفضون سيل قطرة دم واحدة خاصة بعد أن أصبح وجود المجلس العسكري علي سدة الحكم من وجهة نظرهم خطرا محدقا يهدد شباب مصر وبناتها بعد أن اتسخت يداه هو الآخر بدماء المصريين. دعوة العصيان المدني تحمل في فحواها اعترافا بخطأ الثوار عندما غادروا الميدان يوم 11 فبراير الماضي قبل أن يتحقق القصاص العادل ويسقط النظام كاملا في حين أن رأسه وذيوله موجودون في كل مكان وينفثون سمومه القذر في كل مكان مستغلين تهاون المجلس العسكري وتواطؤه معهم. اليوم سيخرج آلاف الشباب الي الشوارع لا احتفالا بيوم ميلادمصر كما اعتقدوا حينها وإنما بإسقاط العسكري مرددين شعارات لا للمزيد من نزف الدماء.. لا لمزيد من انتهاك الأعراض لا للمزيد من الإهانات ولا للفساد، وقبل كل ذلك رافعين لافتة «يسقط يسقط حكم العسكر».. فهل سيمر اليوم كشأن الأيام الماضية أم سيكون يوم عيد مثلما كان 11 فبراير من العام المنصرم.