86 ألف عامل و4 آلاف عربة للنقل، ومليون و400 ألف راكب يومياً يستقلون القطارات، 42 حالة وفاة، ومئات المصابين من جراء تصادم قطاري الإسكندرية في كارثة ليست الأولى من نوعها تتكرر دائماً فى حوادث قطارات السكة الحديد والسؤال الذي يطرح نفسه عقب كل حادث من المسئول عن تلك الحوادث المتشابهة بعد إلقاء اللوم دائماً وأبداً على عمال التحويلة أو ملاحظي الأبراج الذين طالبوا أكثر من مرة بمعاملتهم معاملة آدمية بدلاً من جعلهم «كبش» فداء عقب كل كارثة تقع، أو محاسبة سائقي القطارات بدلاً من دراسة مشاكلهم المالية والعمل على حلها. تشير المعلومات الأولية عقب اصطدام القطار إكسبريس 13 بمؤخرة القطار571 الذي نتج عنه وفاة 42 شخصاً وإصابة 133 آخرين إلى خطأ حدث فى أبراج الملاحظة، وهى الأبراج التى تقع مسئوليتها الرئيسية على عاتق قيادات هيئة السكة الحديد مباشرة حسب ترتيب الأدوار بين عمال الأبراج فى المحافظات وقيادات تلك الهيئة فى غرفة المراقبة الرئيسية بمحطة رمسيس بالقاهرة، وهى الغرفة المسئولة عن تلقي جميع الإشارات اللاسلكية والتقارير والاتصالات الصادرة من عمال أبراج المحافظات المختلفة والمتعلقة بحركة سير القطارات من وإلى تلك المحافظات، وفي حالة عدم تمكن عمال الأبراج من إنهاء مشكلة متعلقة بأي من القطارات تقوم على الفور تلك الغرفة بتوفير الحلول السريعة لمنع حدوث كارثة الاصطدام الناجمة عن الأعطال الفنية أو الأخطاء البشرية التي تقع من قبل السائقين أو مساعديهم وتلافي حدوث خسائر فى الأرواح أو الأموال، الأمر الذي يلقى بظلاله على قيادات كبرى بوزارة النقل، تقاعست عن أداء دورها على أكمل وجه، بعد تكرار حوادث القطارات التي يمثل الإهمال فيها وعدم رفع كفاءة العمال عاملاً مشتركاً، يؤكد شبهة التقصير وإلقاء المسئولية على عمال الأبراج الذين تعتبرهم هيئة سكك الحديد الجنود المجهولين فى المنظومة رغم عدم الاهتمام بهم أو تدريبهم تقنياً على وسائل الاتصالات الحديثة والمعتمدة عالمياً أو العمل على حل مشاكلهم المادية المتمثلة فى زيادة حافز الإثابة من 70% إلى 100% أسوة بالسائقين ما دعاهم عدة مرات للتظاهر من أجل تحسين أوضاعهم المالية وتوفير «معدات وأجهزة اتصالات» حديثة، فضلاً عن تجهيز الأبراج حتى تصلح لمباشرة أعمالهم بعد قضاء 12 ساعة فى برج مراقبة غير مجهز صيفاً أو شتاء لبقاء الأشخاص الطبيعيين بداخله، حيث لا يسمح لعامل البرج بمغادرته مع وجود دورات مياه غير آدمية على الإطلاق رغم أن عددهم لا يزيد على 1500 عامل يتوزعون بين 700 برج فى المحافظات المختلفة.