أنا مهمومة بالبسطاء من الناس أبحث عن سيناريو سينمائى جيد يجمعنى بظافر العابدين أصبحنا شعباً منتقداً فقط ولا يعمل.. و«السيسى» يعمل وحده منذ 3 سنوات «الزعيم» لا يجامل أحداً.. ولست مسئولة عن أجره فى «الموعد» «يسرا».. تاريخ من الإبداع، بدايتها تشير إلى أنها نهر من العطاء تجدده بمزيد من الأعمال المبهرة، التى تجعل من يسرا المرأة الحلم لأى عمل فنى.. هى الفنانة التى تعزف بأدائها آلاف الأدوار المتباينة باقتدار.. أداؤها الفنى المميز جعلها أشهر وأقرب الفنانات لقلوب الجماهير... يسرا ليست فنانة تردد ما يكتب لها فى الأعمال الفنية، ولكنها داعمة لما تؤمن به سياسياً، فهى من المؤمنين بما يتحمله الرئيس السيسى من مسئوليات جسام خلال السنوات الماضية.. وتؤمن بأن الفن يشفى الوجدان ويحارب الإرهاب الذى يأتى من الكراهية والاكتئاب.. وهى تؤمن أيضاً بأن الأعمال الفنية لها تأثير أقوى ومن الأسلحة الفتاكة لأنها تصحح من الوجدان وتحول الحالات السلبية إلى إيجابية وتمنح الأمل.. بفنها وأفكارها وعطائها فى مجالات شتى تقف بالمرصاد أمام التطرف، وتحاربه لتؤكد أننا سنظل أبناء تلك الحضارة المبدعة والملهمة لكل جديد.. حاورناها حول نشاطها الفنى رؤيتها السياسية.. فى البداية سألتها.. تعملين مؤخراً على اختيار الموضوعات التى تقدم تبعيات الفقر فى المجتمع المصرى، وآخرهم مسلسلك «الحساب يجمع».. هل ترين ذلك إسقاطًا على الواقع؟ - الفن يناقش الواقع أياً كانت تفاصيله، وهو الأقرب لتقديم المجتمع من أى وسيلة أخرى، فهو يسلط الضوء دائماً على مشاكله، ومسلسل «الحساب يجمع» لم يناقش الفقر فقط، لكنه يسلط الضوء على العشوائيات، وليست بالضرورة أن تكون فقيرة، والدليل أن إحدى شخصياته من الأغنياء، والذى يجسد دوره محمود عبدالمغنى ضمن أحداث المسلسل، فهو لم يكن شخصًا فقيرًا، لكننا نتحدث عن منطقة دخلها محدود تجاه مصاريف الناس التى تعيش فيها، نحن نتحدث عن أشياء كثيرة فى الواقع وليس الفقر فقط. وهل ترين الوضع الاقتصادى فى مصر الآن مطمئنًا؟ - نحن لابد أن نصبر على ظروفنا ونحن أفضل من غيرنا بكثير، نحن نحارب يومياً، لابد أن نفهم أننا لسنا فى أفضل حالتنا، ورغم ذلك نحن لا نشعر بهذه الحرب، كل يوم هناك شهداء، لماذا لا نفكر سوى فى الطعام والشراب، هل الحياة كلها أصبحت كذلك، هناك مصائب وكوارث كثيرة للغاية، أؤكد أن حالتنا الاقتصادية سيئة جداً لكن لا يمكن أن تكون كل المشاكل محلولة فى غمضة عين، لا يوجد عصا سحرية، ومصر بها أزمات كبيرة، لابد أن نتحملها على كافة المستويات، وليس على مستوى محدد ولا يمكن أن ننتقد وننتظر الحل فقط، نحن نعيش مشكلة فى زيادة الأسعار لكن لابد أن نصبر ونرى ماذا سيحدث بعد ذلك، لابد أن نتعلم أيضًا متى نصبر، ومتى ننتقد حتى تنهض مصر. هل ترين أن الدولة بمؤسساتها تسير نحو الأفضل؟ - ما يفعله الرئيس السيسى صعب على إنسان أن يفعله بمفرده، منذ توليه الرئاسة منذ 3 سنوات حتى الآن، والدولة كان وضعها صعبًا للغاية، وهو يعمل وحده، فبعد ثورة يناير كانت القيادات متخوفة كثيراً من اتخاذ القرارات لكن الوضع تغير الآن، هناك محاولات لاتباع الجرأة فى اتخاذ القرار، والجميع يجب أن يعمل، حتى السيدات بمرور الوقت أثبتن أنهن محل ثقة، ويمكن الاعتماد عليهن بشكل أساسى، وعندما تتولى السيدة المسئولية تنجح بشكل كبير، لذا أنا أقول: على الجميع أن يعمل، وعندما نرى البلدان حولنا لا تعرف حتى معنى الحياة، يجب أن نحمد الله أننا نأكل ونشرب وننتقد ونخرج ونعيش حياتنا، أنا لا أنكر أننا جميعاً نعانى من مشاكل، نحن كفنانين لدينا مشاكل كثيرة لكننا لا نشكو طوال الوقت نحاول أن نعمل، ويجب أن نعمل بشكل كافٍ للنهوض بالدولة لأنه عمل جماعى، يجب أن نعرف حق الدولة علينا حتى تلبى لنا واجباتنا، فمن ينتقد وجب عليه أن يفعل شيئًا فى البلد. بعيداً عن الوضع السياسى.. الرئيس السيسى كلفك بأمانة خاصة وهى الحفاظ على الفن، وتقديم الفن الجيد؟ - هذا كلام موجهة لكل الفنانين وأنا فخورة بهذه الرسالة، الفن هو الوسيلة الأقرب والأقوى لمحاربة الإرهاب، هو القوى الناعمة التى من خلالها نستطيع أن نتحدث إلى دول العالم، نحن سفراء بحب الناس، الفن ليس الشهرة ولكن له هدف أسمى وأقوى وهو أننا نسأل أنفسنا كفنانين ما الذى نقدمه للمجتمع، وما الهدف الذى نخدم به بلادنا؟ «كلنا خدامين أكل عيشنا» بهذه الكلمة أنا أؤكد أن الفن رسالة وهدف، أنا متعتى الحقيقية فى أن أشعر بأننى أقدم عملاً لمجتمعى وأنا فخورة بما حققت حتى الآن فى فنى وأسعى للأكثر. أغنية «ديسباسيتو» أتاحت فرصة لتنشيط السياحة فى بلادها بشكل كبير.. هل ترين أن دور الفن أساسى للترويج وهل يحدث ذلك فى مصر؟ - الأغنية شاهدتها وأعجبتنى، وأجد ما فعلته طبيعيًا ومنطقيًا، من الممكن «غنوة حلوة» تروج للسياحة فى العالم، وفى مصر، وهذا ما فعلته فى فيلم «جزيرة الشيطان»، كانت المرة الأولى التى يتم التصوير فيها فى مدينة شرم الشيخ، وروجنا بطريق غير مباشر، لم أخرج كفنانة لأقول للناس تعالوا اتفرجوا على شرم الشيخ، لكنى وجدت شرم الشيخ مدينة جميلة، فقدمنا فيلمًا يحكى جمالها، ومن خلال الفيلم كشفنا الكثير عن معالم مصر. هل ذلك ما شجعك لخوض تجربة البرامج وتصويرها فى مصر؟ - أنا لم أختر البرنامج للترويج للسياحة فقط، لكنى قررت تقديم برنامج لأسعد الناس، فكرت مع المخرج رامى إمام منذ عام ونصف أن نقدم برنامجًا بفكرة جديدة أن يتم تصوير حلقات خارج مصر مع مشاهير من مصر وخارجها، وبعد عام ونصف قررنا أن نبدأ من مصر، منها كفكرة للترويج للسياحة، ولكن ليس أساسها السياحة ومنها نساعد الناس تشاهد جمال مصر الحقيقى، حتى نحاول فتح الطريق أمام الضيوف التى تأتى إلى مصر، وأن يروا كل شىء حلو فى مصر. ومتى سيبدأ تصوير البرنامج؟ - التصوير سيبدأ فى شهر أكتوبر بعد انتهاء إجازتى وإجازة رامى إمام، والبرنامج عبارة عن 13 حلقة نستضيف خلاله 13 ضيفاً، وغير مسموح لى أن أتحدث أكثر من ذلك، وما أريد أن أؤكد عليه أن البرنامج قائم فى موعده وله خطة عمل يسير على أساسها ولا نية لاعتذارى أو اعتذار أيٍ من فريق العمل. تردد أن نجم أول حلقة بالبرنامج سيكون النجم عادل إمام؟ - بالفعل اتفقنا أن يكون النجم عادل إمام أول ضيوف الحلقات وهذا شرف كبير، فهو نجم النجوم فى الوطن العربى، والانطلاقة الأقوى للبرنامج من مصر. ولكن الزعيم هو الأعلى أجراً فى مصر الآن، هل سيجاملكم فى أولى حلقات البرنامج؟ - لست المنتج لكى أتعاقد على أجور النجوم، بالإضافة إلى أن النجم عادل إمام لا يجامل أحداً، وكان الأولى به أن يجامل عصام إمام فى أعماله، قدمت معه أكثر من 20 فيلماً مع المنتج عصام إمام ولم يجامله على الإطلاق، وما يفعله صحيح، لأنه سيتعرض للانتقاد إذا فعل ذلك، وسيسأل الكل لماذا جاملت شخص على حساب الآخر. ولكن أن يتم استضافه عادل إمام فى الحلقات الأولى سيرفع من سقف اختيار الضيوف؟ - هذا ما نريده، ونتمنى أن نستضيف أهم النجوم محليين، وخليجين وعالميين وغيرهم. فكرة تقديم البرامج، فكرة مرهقة للفنان، لكنها أيضاً تأكيد على نجاحه.. كيف ترين تجربة تقديم البرامج فى مشوارك الفنى؟ برنامج «الموعد» ليس أول برنامج أقدمه لكن سبق وقدمت برنامج «العربى» والحمد لله حقق نجاحًا كبيرًا على كافة المستويات، وعرضت على، على مدار مشوارى الفنى العديد من أفكار البرامج، لكننى لا أحب فكرة تقديم البرامج التى ترصد أزمات الناس، فهى موجودة فى حياتنا، وأرى أن الفن يقدمها بشكل أكثر واقعية، لكنى كنت أبحث عن فكرة برنامج تقدم لى طاقة إيجابية، ومصر عظيمة بحضارتها وشعبها وأهراماتها نرصد من خلاله العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية وأتمنى أن يكون عملاً جيدًا يليق بالمشاهد العربى. لماذا لم تفكرى فى تقديم أغنية تروج للسياحة أو أغنية وطنية تكون ضمن البرنامج أو مناسبة للأحداث الساخنة التى نعيشها الآن؟ - قدمنا أغنيات وطنية كثيرة، ولكنى من الصعب أن أقدم الآن أغنية، تخرج للجمهور، ولا يسمعها وتكون مجرد تكرار وتواجد، لابد أن نقدم أغنيات فيها احساس وواقع، وهذا ما يؤكد لماذا الأغانى الوطنية القديمة مازالت «تعيش» بيننا حتى الآن؟ لأنها قدمت بإحساس، ومشاعر عالية، وإذا وجدت العمل الذى يشعرنى بذلك فمن المؤكد أننى سأقدمه. عودة لمسلسلك «الحساب يجمع».. هل توقعتى ردود الفعل التى حدثت حول المسلسل؟ - من طبعى أننى لا أطمئن لردود فعل أى مسلسل أشارك فيه، كل فرصة أحقق فيها نجاحًا أجدها بداية لاختيار جديد ونجاح جديد، وهذا تعودت عليه منذ بداياتى. شخصية «نعيمة» شعر الجمهور أنها من لحم ودم.. هل الشخصية حقيقية؟ - لا الشخصية ليس لها وجود فى الواقع، أخذت من سيدة ربتنى وعاشت معى أكثر من 30 سنة طريقة الملابس والأداء وطريقة السير، لكننى لم أقدم شخصيتها فهى عشرة عمرى، وكانت سيدة طيبة لم تكن مثل نعيمة، وأنا عندما قررت تقديم تلك الشخصية، قررت أن أقدمها «كبنى آدم من لحم ودم» أحترم عملهم وأقدرهم، وأنا مؤمنة بكلمة «أننا جميعاً خدامين لقمة عيشنا» أياً كانت النتيجة لابد أن نحترم عملنا، وطالما أننا نحترم عملنا سيحترمنا الجميع، مهما كانت شهرتنا ومميزاتنا. شخصية نعيمة مختلفة تماماً عن الشخصيات التى قدمتيها من قبل، كيف كانت مفردات الشخصية؟ - مفردات الشخصية بالنسبة لى قائمة على تفاصيل كثيرة ومهمة، أرهقت كثيراً من طريقة التصوير فيها، واخترنا منطقة حية وواقعية، كانت أروع ما يكون وكل سكان الوراق ناس جميلة ومتفاهمة لم يعوقونا يوماً عن العمل، ومازلت على اتصال بهم حتى الآن، هم ناس – من داخلهم طيبين – ولذلك خرج العمل واقعيًا وهذا ما كان يهمنى فى الشخصية. ماذا أضافت نعيمة ليسرا؟ - أحببت شخصية نعيمة وصدقتها وأرى أن هناك شخصيات كثيرة مثل نعيمة تعيش بيننا، سيدة عندها كرامة وشخصية، وبتتوجع أحياناً، وتحب أحياناً أخرى، نعيمة ورحمة ونادية أنزحة وشربات وكل شخصية قدمتها كانت إضافة لى، فعلى أساس اختيارى لها أرى أين أنا على خريطة حياة الناس، أنا أقدم أعمالى بما يمس مشاعر الناس واحتياجاتهم وأرى نجوميتى فى حب جمهورى واقترابى منهم. قدمتِ فى المسلسل ديكور البيئة الشعبية بألوان زاهية جميلة هل تستهدفى من اختياراتك حتى لمواقع التصوير تقديم رسالة؟ - الديكور كان اختيار مهندس الديكور العبقرى يحيى علام، وكانت ألوانه زاهية وجميلة لأننا نؤكد أن البيئة الشعبية هى من المجتمع الذى نعيش فيه، نتعايش معها وهى جزء ليس قليلاً من بلدنا، ونتمنى لو يتم تصميم كل المناطق بهذه الألوان المريحة، على المستوى الإنسانى أنا مشغولة بالبسطاء، وهذا الدور الرئيسي للفنان يجب ألا يعيش فى برج عالٍ بعيداً عن الناس، جميعنا نحترم أنفسنا ونحترم عملنا وأكل عيشنا حتى ننجح ونعيش حياة هادئة، كل شخص إذا أحب ما يعمل فسوف يعمل ما يحب. اهتمامك بالديكور بشكل خاص.. يطرح تساؤلاً خاصًا بجزيرة الزمالك التى تسكنين فيها.. كيف ترين التحول الذى يحدث فيها خاصة مع دخول خط مترو الأنفاق؟ - بصراحة.. أنا حزينة وغير راضية لما يحدث فى حى الزمالك، واعتبر التحول الذى يحدث فيه من أخطر ما يمكن، لأن كل سفارات الدول الأجنبية موجودة فى الزمالك والتغيير فى شكلها أعتبره أمرًا خطرًا، بالإضافة إلى أن التخطيط لمترو الأنفاق فى جزيرة بها خطورة، لأنه هدم للشكل الأثرى لحى الزمالك بمرور الوقت يحولها إلى وشوش أسمنت قبيحة فى مظهرها، على عكس جمال الجزيرة المعروفة، أتمنى ألا نشوه خير بلدنا. وماذا عن الموسم الدرامى الرمضان 2018؟ - مازلت لم استقر على المسلسل الذى سأقدمه فى 2018، ولكنى سأشارك مع العدل جروب، وأنا أعتبرها شركتى، وأبحث عن سيناريو جيد. هل ستعودين للغناء قريباً؟ - منذ تقديمى أغنية «حب خلى الناس تحب» وأنا وحميد الشاعرى نستعد لتقديم أغنية، ومازلنا حتى الآن نبحث عن أغنية لكننا لم نستقر على شكل نهائى فيها. ومتى ستعودين للسينما؟ - أبحث عن سيناريو مميز يجمعنى بالنجم ظافر العابدين، تحدثنا معاً، وهو من المواهب العالمية التى أعتز بها جداً وأتمنى العمل معها، ونبحث عن قصة مختلفة تجمعنا معاً. ما سبب غيابك عن السينما بعد فيلم «جيم أوفر»؟ - اعتذرت فى الفترة الأخيرة عن عدم المشاركة فى 6 أفلام، وهناك سيناريوهات جيدة، ولكنى مشغولة بتصوير المسلسلات، وتقديمى لفيلم يعتمد على سيناريو قوى للغاية، لأننى لا أحصل إلا على إجازة شهرين فى العام، ومشاركتى فى أى أعمال أخرى غير المسلسل تقتضى مني تضحية بإجازتى. معنى ذلك أن مصر بها أزمة كتابة؟ - لا يمكن أن ننكر ذلك، هناك أزمة كتابة حقيقية فى مصر، ولا أقصد بذلك أن هناك أزمة فى الأفكار، ولذلك أرى أن ضخ أجيال جديدة طوال الوقت أمر مهم نحن لابد أن نترك فرصة للشباب الموهوبين للصعود وإبراز موهبتهم الحقيقية وأكون سعيدة بكل موهبة حقيقية تثبت نجاحها وتفوقها نجاحنا جميعاً من نجاح الشباب فى مصر. بماذا تنصحين الشباب؟ - دائماً أقول لكل شاب اعمل ما تقدر عليه وركز فى عملك، لأن القدرة على الاختيار طوال الوقت أهم حاجة والمخرج مهم وكما أن الفنانين الذين تعمل معهم مهمون، ونجاح الفرد من نجاح الجماعة. كيف استقبلتِ خبر وفاة الإعلامى الشاب عمرو سمير؟ - «عمرو» أحبه جداً، وحزنت كثيراً لخبر وفاته فأنا تعاونت معه، وتربطنى به محبة، وفى رمضان اتصل بى وكان آخر تواصل بيننا، وكان من ضمن شباب يسعى للصعود لنجومية حقيقية. رأيك فى أغنية عمرو دياب؟ - عمرو دياب «معدى الناس» دائماً فنان يعزف وحده، ربنا يخليه ويحفظه، وهو فنان «مالهوش زىّ» وتوقعاتى لألبومه أن تتخطى الحدود.