هل وصلت إلى سن الأربعين؟ هل اتخذت الاحتياطات اللازمة لوقاية نفسك من أعراض الشيخوخة؟ فلم يعد تدهور الصحة العقلية يبدأ في الستينات من العمر حيث كشفت نتائج دراسة جديدة استمرت عشر سنوات، أجراها مركز بحوث الصحة السكانية في فرنسا والكلية الجامعية بلندن، أن القدرات العقلية تبدأ في الاضمحلال عند سن ال 45، وذكر تقرير طبي آخر أن بعض العلماء يرصدون حاليا علامات على بدء شيخوخة المخ في أعمار صغيرة ما بين العشرينات والثلاثينات. ويقول الطبيب جراي سمول مدير مركز الشيخوخة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إن شيخوخة المخ تبدأ في سن مبكرة جدا وتتدرج على مر السنين، ويرجع السبب إلى العوامل الوراثية أو اختيار أساليب حياة غير صحية. ويشير العلماء في هذا الخصوص إلى أن مرض الخرف سيصبح التحدي الصحي الأكبر للقرن الحادي والعشرين، والخرف هو فقدان القدرة على الإدراك بسبب الإصابة بمرض مثل "الزهايمر" المسبب للخرف ومشاكل بالذاكرة والمهارات المطلوبة للقيام بالنشاطات اليومية. عليك بالشطرنج في المقابل أوصت دراسة بريطانية، بضرورة التحرك المبكر لدرء الارتكاس العقلي السابق لأوانه، وضرورة اختيار نظام غذائي صحي والابتعاد عن التدخين وممارسة الرياضة البدنية، وممارسة أنشطة وقت الفراغ كلعب الشطرنج وحل الكلمات المتقاطعة وما شاكل ذلك لأنها تشحذ الذاكرة. ويقول عالم الأعصاب جراي سمول، في كتابه "الذاكرة المقدس"، إن من يمارسون نشاطا ذهنيا في الأربعينات والخمسينات أقل عرضة لمشكلات ضعف الذاكرة وهو ما يدعم نظرية (ما لا تستخدمه تفقده)، لذا ينصح من يريدون تنشيط أذهانهم بتدريبات بسيطة تتزايد صعوبتها بالتدريج بحل الألغاز أو تعلم لغة جديدة أو تعلم العزف على آلة موسيقية، كما يوصي بالتمرينات البدنية. ابعتد عن السعرات الأطعمة الخالية من الدهون وقليلة السعرات الحرارية، هي طوق النجاة التي أجمعت عليه العديد من الدراسات العلمية، وإليك أهم النصائح التي وردت بها: اتباع حمية: وجدت دراسة جديدة أن الحد من عدد السعرات الحرارية ينشط الجينات المرتبطة بطول العمر وينشط وظائف المخ لفترة أطول، بينما النظام الغذائي الغني أكثر من اللازم يزيد خطر الإصابة بأمراض الشيخوخة مثل باركنسون والزهايمر. فيتامين "ب": وفقا للاندبندنت فإن فيتامين "ب" يحمي من الخرف، حيث كشف علماء عن أن تناول حبة فيتامين "ب" يوميا يبطئ انكماش المخ الذي يحدث مع تقدم العمر،ومعروف أن فيتامين "ب" موجودة في اللحوم والحبوب الكاملة والبطاطس وهي تقوي نمو وانقسام الخلايا وتعزز الجهاز المناعي. الخضروات والفواكه: أفادت دراسة نشرتها دورية الطب النفسي للشيخوخة وجود ارتباط واضح بين استهلاك مقادير كبيرة من الخضار والفواكه وانخفاض مخاطر الإصابة بالخرف ومرض رلزهايمر. الإفطار الصباحي: أثبتت دراسة طبية جديدة أن تناول طعام الإفطار يحسّن الذاكرة والقدرات الإدراكية عند المسنين. المكسرات: تحتوي على مواد مضادة للأكسدة تقلل التوتر وبالتالي تقي الإصابة بالخرف. الأسماك: قال باحثون فنلنديون إن أكل أسماك التونة وغيرها من الأسماك الغنية بالدهون ( أوميجا 3) خاصة السمك المطهو في الفرن أو المشوي، قد يساعد في الوقاية من فقدان الذاكرة. المغنيسيوم: وجدت دراسة صينية جديدة أجريت على فئران، أن زيادة مستوى المغنيسيوم في الدماغ تحسّن القدرة على التعلم والتذكر لدى كبار الفئران وصغارها. القهوة: كشفت دراسة طبية أن القهوة قد تقلل احتمال الإصابة بمرض الزهايمر وبعض صور خرف الشيخوخة الأخرى، وتفسير ذلك أن القهوة ربما لها تأثير مضاد للأكسدة في الدورة الدموية، مما يؤدي بدوره إلى خفض مخاطر العوامل المسببة لمشكلات الأوعية الدموية المؤدية للخرف. ممارسات هامة إلى جانب التغذية، هناك ممارسات هامة تحميك من الشيخوخة المبكرة ، أهمها: تنظيف الأسنان: وجدت دراسة حديثة أن الوقاية من أمراض اللثة عبر تنظيف الأسنان بشكل منتظم وتمرير الخيط الحريري بينها لإزالة الفضلات، يمكن أن يحافظ على قوة الذاكرة ويبعد الخرف مع التقدم في العمر. المشي: وجد باحثون أميركيون أن ممارسة المشي لمسافة عشرة كيلومترات على الأقل أسبوعيا، ربما تكون أحد الأشياء التي تسهم في الحد من انكماش المخ ومقاومة العته في الشيخوخة. التأمل: كشف باحث أسترالي في دراسة هي الأولى من نوعها، أن التأمل يساعد الدماغ على البقاء يقظاً، وقال الباحث دايلن ديلوس أنجيلز إن جلسات التأمل تحدث تغيرات في الأمواج الدماغية وتترافق عادة مع الازدياد في اليقظة. التعرض للشمس: إن التعرض لأشعة الشمس بانتظام يعلي من مستوى فيتامين (د) وبالتالي يزداد الإدراك الذهني. استخدام الانترنت: كشف باحثون أن استخدام المسنين ومتوسطي العمر للإنترنت ينشط الدماغ، فالتدريب على الإنترنت يمكن أن يحفز أنماط التنشيط العصبي، ويعزز وظائف الدماغ والإدراك لدى الراشدين الأكبر سناً. الألعاب الإلكترونية: أثبتت دراسات أميركية أن ممارسة ألعاب الحاسوب تحافظ على الصحة الذهنية، وتقوي الإدراك وتؤخر الشيخوخة. الحياة الاجتماعية في النهاية تبقى الحياة الاجتماعية هي المحفز الأقوى للحفاظ على القدرات العقلية، فقد خلص باحثون في إحدى المعاهد الطبية السويدية أن المتزوجين أقل عرضة من المطلقين والأرامل للإصابة بمرض الخرف مع التقدم في العمر، وتبيّن أن الأشخاص في منتصف العمر الذين يعيشون وحدهم، يزداد خطر إصابتهم بالخرف مقارنة بنظرائهم المتزوجين. وذكرت دراسة أجراها باحثون من الولاياتالمتحدة الأميركية أن كثرة الاختلاط مع الناس ترفع الروح المعنوية وتقوي المدارك وتجنب الخرف، كما وجدت دراسة طبية أخرى أن كبار السن الذين ينخرطون في حياة اجتماعية نشطة يتعرضون لتراجع الذاكرة بوتيرة أبطأ مقارنة بغيرهم. وقالت دراسة جديدة إن الأمومة قد تزيد من ذكاء النساء وتساعد في الوقاية من الإصابة بخرف الشيخوخة, وذلك من خلال إمداد المخ بهرمونات واقية. كما وجدت وجدت دراسة بريطانية ارتباطاً بين تأخير التقاعد من العمل وتأخر ظهور أعراض مرض ألزهايمر، وأن الاستمرار في العمل بعد سن التقاعد قد يساعد على تجنب المرض، بحسب صحيفة الجارديان.