** المشهد مأساوي لم يحدث من قبل في مصر المحروسة.. يوم الأربعاء الأسود الأول من فبراير 2012 يطلق حكم مباراة الأهلي والمصري في الدوري العام صافرة النهاية باستاد بورسعيد.. فجأة وبدون مقدمات يتحول الملعب إلي «سوق عكاظ» كر وفر من هنا وهناك.. يختلط الحابل بالنابل.. يتحول الملعب إلي معركة حربية بالأسلحة المشروعة وغير المشروعة.. لا ندري هل هو جمهور بورسعيد؟.. أم مجموعة من البلطجية؟.. هل هي معركة مقصودة.. أم انها الفوضي المنظمة السائدة هذه الأيام بسبب وبدون سبب؟ ** لاعبو الأهلي يسابقون الريح للخروج من الملعب متجهين إلي غرفة خلع الملابس ومن ورائهم جحافل التتار يريدون الفتك بهم وكان هؤلاء اللاعبون جاءوا من دولة الصهاينة طمعاً في المدينة الباسلة.. أين الأمن؟.. أين الشرطة؟.. لا أحد يدري.. جنود الأمن المركزي يقفون خلف المرمي ويشاهدون المعركة الدائرة وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد.. فجأة تنطفئ أضواء الاستاد.. ماذا يحدث يا سادة.. الأجواء تتهيأ لتأديب جمهور الأهلي لتلقينهم درساً في الأخلاق. ** الكارثة بدأت تجني ثمارها.. بوادر ضحايا من جماهير التراس الأهلي.. ترتفع أعداد الضحايا مع مرور الوقت.. العدد يصل إلي 74 ضحية ومئات المصابين.. مصيبة.. الفضائيات تتسابق «لتوليع» المعركة.. اتصالات ومداخلات من الأمهات المكلومات للاطمئنان علي أبنائهن من جماهير الالتراس.. وهذا مقدم أحد البرامج يتحدث بصوت عال وينخرط في البكاء (بشكل تمثيلي) ومحلل آخر لا نعرف هل هو محلل رياضي أم يعمل في أحد المعامل الطبية وآخر «حنجوري» يطالب بالقصاص.. لا أحد يعرف من هو «الصادق» ومن هو «الحنجوري»؟. ** البداية يا سادة كانت تنذر بكارثة ولم يتحرك أحد لإيقافها.. قبل بدء المباراة كانت هناك شماريخ وصواريخ نارية قادمة من مدرجات جماهير المصري تجاه لاعبي الأهلي قبل المباراة وأثناء التسخين.. وبين الشوطين كانت هناك «بروفة مصغرة» لما سيحدث بعد انتهاء المباراة وأيضا لم يتحرك أحد وكأنه فيلم هندي طويل ليس له نهاية. ** الحكومة «النايمة» تستيقظ من سباتها الطويل علي قرع طبول الكارثة وبعد فوات الاوان.. تصريحات ساخنة عن إقالة اتحاد الكرة وتصريحات نارية عن دفع التعويضات المناسبة لأهالي الشهداء والمصابين وتكوين لجنة لتقصي الحقائق.. أي حقائق التي يقصدونها.. هل هي حقائق المؤامرة أم حقائق الإهمال أم حقائق البلطجية الذين أشعلوها نارًا؟ ** ما حدث يا سادة كان في مباراة لكرة القدم وإذا كان حال الكرة قد وصل إلي هذه المرحلة الدموية.. نقولها بأعلي صوت شكرًا للرياضة.. وبلاها كورة. ------------ بقلم - محسن عبدالحكيم