لم تكن تتخيل هبة يوماً أن يكون حبها وولعها بالأفلام الرومانسية سيكون سبباً فى كتابة نهايتها وإلقائها خلف القضبان تنتظر مصيرها.. عاشت هبة طوال حياتها تحلم بالفارس الذى يخطفها على حصانه الأبيض وتعيش معه فى قصة أسطورية بعيداً عن أعين الناس، إلى أن أوقعها القدر فى عشق زميلها بشركة الأدوية الذى رفض حبها بسبب عشقه زوجته وارتبط بها بعد قصة حب يعلمها الجميع. عشقت هبة زميلها ورفضت التسليم بفكرة أن يكون لغيرها وحتى لزوجته، ودفعتها الغيرة إلى عرض نفسها عليه حتى ينشغل بها ويبتعد عن زوجته، إلا أنها لم تجد منه أى استجابة ورفض أن يقع معها فى بحر الرذيلة وابتعد عنها. جن جنون الفتاة العاشقة من رفض زميلها عشقها، وبدأت تحيك الحيل الواحدة تلو الأخرى لتتمكن من إيقاعه فى مصيدة حبها، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، وفى إحدى الليالى قادها شيطانها إلى حيلة يعجز إبليس عن التخطيط لها، بعد أن يئست من استجابة حبيبها لها، الفتاة قررت أن توقع بين الزوجين حتى يكره زوجته وتفوز هى بحبه. بينما الزوجة كانت تعيش حياة هادئة فى كنف زوجها الذى تعشقه وحياتهما يملأها الحب والحنان ويستعدان لاستقبال أول مولود لهما، لكن الحظ العثر لم يمهلهما حتى ينفذا ما يتمنيان. اختمرت فكرة الإيقاع بين الزوجين فى ذهن الفتاة وقررت كتابة جواب غرامى موجه من شخص وهمى إلى زوجة زميلها فى العمل واشترت علبة سجائر وولاعة وذهبت إلى منزل زميلها لتقتل زوجته وتضع بجوار جثتها الجواب والولاعة وعلبة السجائر حتى يملأ الشك قلب الزوج فى زوجته، وأنها كانت على علاقة بأحد الرجال وتستقبله بشقة الزوجية، وحتى تستطيع خداع رجال الشرطة وإبعاد الشبهات عنها، وأنه قتلها لأى سبب من الأسباب، وهذا لا يعنيها، كل ما يعنيها هو أن تختفى الزوجة من حياة عشيقها، ويخلو لها الجو. فى الصباح الباكر أعدت عدتها ومعها أدوات جريمتها وذهبت إلى منزل زوجة زميلها، وفور أن فتحت لها الباب بادرتها بطعنة فى الصدر فأصدرت صوتاً سمعه الجيران الذين حضروا وأمسكوا المتهمة وفارقت الضحية الحياة، ماتت ومعها جنينها المنتظر فلم ترد الحياة استقبال ثمارها من أمه. وقفت المتهمة تنتفض كافة أطرافها غير مصدقة أنها وقعت فى فخ حيلتها وأغرقت الدموع عينيها وقادوها لقسم الشرطة، وفور دخولها إلى مكتب المباحث أبدت ندمها على فعلتها وتمنت أن يعود بها الزمن قبل ارتكاب فعلتها التى ستقودها إلى حبل المشنقة. واعترفت أنها عشقت زميلها إلى درجة أنها كانت لا ترى فى الحياة غيره وأدمنت عشقه، إلا أنه لم يبادلها يوماً نفس المشاعر لولعه بزوجته.. وأضافت أنها تتمنى أن يكون كل ما مر بها مجرد كابوس ينتهى باستيقاظها من النوم. قالت فى روايتها لرجال الأمن: أحببته، وكان كل همى الحصول عليه، كل محاولاتى فشلت فى جذبه لى، ورأيت سيناريو جريمتى فى أحد الأفلام التى أدمنتها، وتصورت أننى سأرتكب جريمة كاملة لا يمكن أن تكتشف، فكل شىء مرتب ومعد لأن أتخلص من غريمتى ويخلو لى قلب حبيبى.. ولكن كان القدر لى بالمرصاد، فقد دوت صرخة زوجة حبيبى وجاءها جيرانها فوراً لإنقاذها، نعم ماتت، فارقت الحياة ولكن لم يخل لى قلب حبيبى فقدته وفقدت حياتى ومستقبلى، أعرف أن جريمتى يندى لها الجبين ولكن هذا هو الحب، قتلنى الحب، وقتل امرأة بريئة ومعها طفلها الذى لم ير النور. وعلى الجانب الآخر الزوج يندب حظه، ويبكى زوجته وطفله ويتمتم، لم أكن أتصور أن جنون تلك المرأة سيدفع بها إلى هذا، ولم أكن أدرى أن رفضى لها سوف يوصلنا إلى هذا، كنت أحافظ عليها وعلى زوجتى وبيتى، كنت أطاوعها فيما كانت تريده، كيف أقيم معها علاقة محرمة وكيف أقابل زوجتى وربى، أريد عقابها، أريد إعدامها، فقد أخذت منى أعز ما أملك!