أرمنت، مدينة تاريخية، مشهورة، تقع جنوب غرب محافظة الأقصر، ويرجع تاريخها لأكثر من خمسة آلاف عام مضت، وتشتهر بأنها المدينة التى أنجبت المهندس الفرعونى « سننموت « الذى شيد معبد الملكة حتشبسوت الشهير فى أحضان جبل القرنة، غرب مدينة الأقصر، والمقرىء الشهير الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، أشهر قارىء للقرآن الكريم فى العالم العربى والإسلامى. وخرج منها سحرة فرعون، وموكب عروس النيل الفرعونى، وكانت مركزًا للحكم على مدار عصور عدة . بجانب احتوائها على معالم أثرية، ضاربة فى أعماق التاريخ، وبرغم ذلك إلا أنها لم تدرج ضمن المزارات السياحية فى الأقصر حتى اليوم. وبعد تمكن أجهزة محافظة الأقصر، من إزالة تعديات على مساحة 250 مترا مربعا من أراضى المعبد، التى تعرضت للاعتداء عليها وبناء شوادر لبيع الخضراوات فوقها، تتعالى الأصوات المطالبة، بوضع مدينة أرمنت وآثارها، على الخريطة السياحية، لمحافظة الأقصر، وتوقف البواخر السياحية والفنادق العائمة بها، لزيارة معبدها ، ورؤية معالمها التاريخية، خلال قيام الافواج السياحية، برحلات نيلية، لزيارة آثار الفراعنة، فى إسنا وادفو وكوم امبو وأسوان. وتشدد الباحثة علا محمد سعد الدين، مسئولة البحوث، بأكاديمية طيبة للتنمية والتطوير، فى الأقصر، على أن سكان أرمنت، والأوساط الأثرية والسياحية فى الأقصر، تَحلُمُ ، بأن تنضم معالم أرمنت لقائمة المزارات الأثرية والسياحية، بجنوب مصر، بجانب دندرة وأبيدوس وإسنا، وضخ استثمارات جديدة لتطوير معالم المدينة، والنهوض بها عمرانيا وثقافيا، ومجتمعيا، والخروج من حالة الظلام التى يعيشها المعبد الأثري فى أرمنت، وإتاحة الفرصة أمام السياح المعنيين بالسياحة الثقافية، من بين زوار الأقصر وأسوان. ويقول عضو مجلس النواب ، عن دائرة أرمنت، أحمد الفرشوطى، إن اتصالات تجرى مع وزير السياحة والآثار، للقيام بأعمال ترميم داخل معبد أرمنت، وتطوير للمنطقة المحيطة به، وتأهيلها سياحيا، تمهيدا لبدء وضع المعبد على الخريطة السياحية. وإن تنسيقا يجرى مع محافظ الأقصر، الدكتور محمد بدر، للقيام بمشروع يهدف للقيام بمشروع تجميل وتطوير لمدينة أرمنت، بما يتناسب ومكانتها التاريخية، ويتواءم والمساعى الجارية لوضعها على الخريطة السياحية لمحافظة الأقصر. وقال محافظ الأقصر، الدكتور محمد بدر، إن مدينتى أرمنت وإسنا بجنوب المحافظة، تمتلكان الكثير من المقومات الأثرية والسياحية، وانه تم بالفعل الشروع فى مشروع لتطوير مدينة إسنا، والمنطقة المحيطة بمعبدها الأثرى، بجانب منطقة المرسى السياحى، وإن مدينة أرمنت ، هى الأخرى، يجرى الإعداد لوضع مشروع لصيانة معالمها التاريخية، المختلفة ، بجانب تطوير المنطقة المحيطة بمعبد أرمنت، مشيرا إلى تطوير مدينة أرمنت، والترويج السياحى لاثارها، هو هدف مهم ضمن أهداف تطوير المزارات الأثرية والسياحية بطول الأقصر وعرضها. وكما تقول الباحثة هانم الصادق ، فإن أرمنت كانت مركزا لعبادة الإله « منتو » إله الحرب والضراوة فى مصر القديمة، ومنذ الأسرة الفرعونية العاشرة، انتقل مقر الحكم ، من أرمنت الى « طيبة » – الأقصر حاليا - التى جعلوا منها دارًا للحكم وعاصمة لمصر القديمة، فبدأت شهرة طيبة تطغى على شهرة أرمنت حاضرة الإقليم القديم، ومسقط رأس كثير من الملوك، وأصبحت أرمنت منذ الأسرة التاسعة والعشرين ، جبانة العجل المقدس «بوخين » الموجودة أطلال معبده فى منطقة أرمنت الحيط. وتروى كتب التاريخ، أن الملك إخناتون، الذى كان أول من نادى برسالة التوحيد وعرف الإله الواحد فى مصر، ولد فى أرمنت وتربى على يد كهنتها ، ومن مدينة أرمنت، كان يخرج فى كل عام موكب عروس النيل، الذى عرفته مصر الفرعونية، ومنها كانت عروس النيل، الى نهر النيل الخالد. وتضم مدينة أرمنت بين معالمها التاريخية، معبد أرمنت الأثرى، ودير مارى جرجس التاريخى، فى صحراء الرزيقات، وهو أحد الأديرة التاريخية، بصحارى مصر، ويعود تاريخه إلى 1500 سنة مضت، ويشهد احتفالات ضخمة يشارك فيها قرابة مليون زائر فى شهر نوفمبر من كل عام. وتشهد أرمنت فى كل موسم من مواسم التنقيب الأثرى، داخل محيط معبدها فى أرمنت الحيط، وفى محيطه، العثور على قطع أثرية نادرة، حيث عثرت بعثة المعهد الفرنسي للآثار المصرية برئاسة عالم المصريات الفرنسي كريستوف تيير، على خمسة رؤوس لتماثيل ملكية، من الحجر الرملي بطول 35 سم لكل رأس، بجانب قيام شرطة الآثار، بإحباط عمليات متكررة للتنقيب السرى عن الآثار فى أرمنت، وضبطها لعشرات من القطع الأثرية، بحوزة منقبين سريين عن الاثار، جرى ضبطهم خلال عمليات الحفر والتنقيب فى محيط معبد أرمنت بحثا عن الآثار.