ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب أقيمت أمسية شعرية بعنوان "فقرة عن الشاعر محمد عفيفى مطر" شارك فيها عدد كبير من الشعراء منهم جميل عبد الرحمن وماهر مهران وعبد القوى الحسينى ومحمد مغربى. فى بداية الأمسية وقبل أن يُلقى الشعراء قصائدهم تحدث الشاعر السماح عبد الله قائلا: "محمد عفيفى مطر هو الاسم الأكثر حضوراً فى مخيلة الشعراء المصريين وكثير من الشعراء العرب هو مقلب التربة الذى تدربت أصابعه جيداً كفلاح متمرس على معرفة مواعيد الزرع والحصد وتهجين النباتات لذا فقصائده متجذرة فى الوجدان العربى ووارفة الظلال وعباءته الفلسفية التى ورثها من الحكيم الأكبر أبى العلاء المعرى تجعل ثمار أشجاره أكثر طزاجة بالرغم من مرور العقود". وأضاف: "هو "صاحب السعادة" لأنه نموذج حى للشاعر المُثابر الذى يعكف على طبخته الشعرية بصبر غير ملتفت لطبيخ المائدة الشعرية السائدة، وهو الأمر الذى كان جديراً بجعله يكفر بمذاق وجبته المتبلة، لكنه على العكس ازداد مع الوقت تمسكا بقدرته على رش التوابل بل وازداد سعادة بيقينه الشعرى المغاير، هو أكثر شعراء الحقبة التفعيلية قدرة على إثارة الدهشة، إنه خادم كبير للسيد الشعر الوحيد الذى نشرف كلنا بخدمته، ولا أظن أن شاعراً نال ما ناله محمد عفيفى مطر من التقدير والإكبار فالتقدير الحق للشاعر الكبير هو سريان شعره فى أوردة عشاق الشعر ويقينى أن شعره سار ومتغلغل فى وريدنا حتى النخاع". جدير بالذكر أن محمد عفيفى مطر ولد فى 30 مايو عام 1935 وبدأ حياته العملية مُدرساً للفلسفة بالمدارس الثانوية ورئيس تحرير مجلة "سنابل" التى صدرت فى العام 1969 وأغلقتها السلطات المصرية بسبب نشره لقصيدة أمل دنقل الشهيرة "الكعكة الحجرية" إبان مظاهرات الطلاب المعتصمين بميدان التحرير عام 1972؛ وفى منتصف السبعينات سافر للعراق للعمل بمجلاتها الأدبية وهى الفترة التى سافر فيها وهاجر كثير من مثقفى مصر ومبديعها بحثاً عن مناخ إبداعى أكثر ملاءمة من الخناق المفروض عليهم فى مصر، وعاد إلى مصر فى منتصف الثمانينات؛ وقد تم اعتقاله فى بداية التسعينات بسبب معارضته للإجماع الدولى فى مواجهة العراق على أثر الغزو العراقى للكويت. حصل عفيفى مطر على عدد من الجوائز المحلية والعربية منها جائزة الدولة التشجيعية وجائزة الدولة التقديرية وجائزة سلطان العويس، أصدر خمسة عشر ديواناً وكان آخر دواوينه التى صدرت عقب رحيله ملكوت عبد الله, حيث رحل عن عالمنا فى الثامن والعشرين من يونيو 2010.