قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة قلقيلية وتداهم منازل المواطنين    جراحة ناجحة لأحمد حمدي في ألمانيا    الدخان وصل للسماء.. شاهد حريق هائل في منطقة الزرايب بالبراجيل    باستعلام وتنزيل PDF.. اعرف نتائج الثالث المتوسط 2024    دياب: راض بنسبة 80% عن مشواري وهطرح أغنية بعد العيد    صلاح عبد الله عن صداقته بعلي الحجار: أنا الأصغر.. ولكنه يصر على مناداتي ب «الأستاذ»    باسل عادل: لم أدع إلى 25 يناير على الرغم من مشاركتي بها    سبب ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق.. القبة الحرارية (فيديو)    حاتم صلاح: فكرة عصابة الماكس جذبتني منذ اللحظة الأولى    «زد يسهل طريق الاحتراف».. ميسي: «رحلت عن الأهلي لعدم المشاركة»    حزب الله يحول شمال إسرائيل إلى جحيم ب150 صاروخا.. ماذا حدث؟ (فيديو)    الخارجية الأمريكية: نضغط على إيران لتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    بايدن يحدد "العائق الأكبر" أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار في غزة    مودرن فيوتشر يكشف حقيقة انتقال جوناثان نجويم للأهلي    يورو 2024| تصنيف منتخبات بطولة الأمم الأوروبية.. «فرنسا» تتصدر و«جورجيا» تتزيل الترتيب    سموحة يرد على أنباء التعاقد مع ثنائي الأهلي    فيديو| مشادة بين محمود العسيلي ومسلم.. والجمهور: "حلو الشو ده"    محافظ شمال سيناء يعتمد درجات تنسيق القبول بالثانوي العام    هشام قاسم و«المصري اليوم»    ننشر صور الأشقاء ضحايا حادث صحراوي المنيا    تحرير 14 محضر مخالفة فى حملة للمرور على محلات الجزارة بالقصاصين بالإسماعيلية    ضبط مريض نفسى يتعدى على المارة ببنى سويف    الخدمات الصحية بوزارة الدفاع تستعد لتقديم خدمة الإسعاف الجوي خلال موسم الحج    هل الأشجار تقلل من تأثير التغيرات المناخية؟.. البيئة ترد    بايدن يزيد من آمال أوكرانيا في الحصول على المزيد من منظومات باتريوت من الحلفاء    سموحة يعلن موافقته على تطبيق نظام الدوري البلجيكي في مصر    الحركة الوطنية يفتتح ثلاث مقرات جديدة في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 14 يونيو: انتبه لخطواتك    أهم الأعمال التي يقوم بها الحاج في يوم التروية    عيد الأضحى 2024| هل على الحاج أضحية غير التي يذبحها في الحج؟    ما ينبغي على المسلم فعله في يوم عرفة    إصابة 11 شخصا بعقر كلب ضال بمطروح    صحة دمياط: تكثيف المرور على وحدات ومراكز طب الأسرة استعدادا لعيد الأضحى    بايدن يكشف العائق الأكبر أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار    أماكن ذبح الأضاحي مجانا بمحافظة الإسماعيلية في عيد الأضحى 2024    بعد استشهاد العالم "ناصر صابر" .. ناعون: لا رحمة أو مروءة بإبقائه مشلولا بسجنه وإهماله طبيا    يورو 2024| أصغر اللاعبين سنًا في بطولة الأمم الأوروبية.. «يامال» 16 عامًا يتصدر الترتيب    تحرك نووي أمريكي خلف الأسطول الروسي.. هل تقع الكارثة؟    مستقبلي كان هيضيع واتفضحت في الجرايد، علي الحجار يروي أسوأ أزمة واجهها بسبب سميحة أيوب (فيديو)    جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 عمليات عسكرية بالصواريخ خلال ال 24 ساعة الماضية    مصطفى فتحي يكشف حقيقة البكاء بعد هدفه في شباك سموحة    استعجال تحريات شخص زعم قدرته على تسريب امتحانات الثانوية بمقابل مادي بسوهاج    5 أعمال للفوز بالمغفرة يوم عرفة.. تعرف عليها    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة.. ومفاجآت المجموعة الاقتصادية    بشرة خير.. تفاصيل الطرح الجديد لوحدات الإسكان الاجتماعي    3 مليارات جنيه إجمالي أرباح رأس المال السوقي للبورصة خلال الأسبوع    رئيس "مكافحة المنشطات": لا أجد مشكلة في انتقادات بيراميدز.. وعينة رمضان صبحي غير نمطية    عماد الدين حسين يطالب بتنفيذ قرار تحديد أسعار الخبز الحر: لا يصح ترك المواطن فريسة للتجار    سعر ساعة عمرو يوسف بعد ظهوره في عرض فيلم ولاد رزق 3.. تحتوي على 44 حجرا كريما    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية بالأسواق الجمعة 14 يونيو 2024    عماد الدين حسين: قانون التصالح بمخالفات البناء مثال على ضرورة وجود معارضة مدنية    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    نقيب "أطباء القاهرة" تحذر أولياء الأمور من إدمان أولادهم للمخدرات الرقمية    دعاء يوم التروية مكتوب.. 10 أدعية مستجابة للحجاج وغير الحجاج لزيادة الرزق وتفريج الكروب    تراجع سعر السبيكة الذهب (مختلف الأوزان) وثبات عيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 14 يونيو 2024    حدث بالفن| مؤلف يتعاقد على "سفاح التجمع" وفنان يحذر من هذا التطبيق وأول ظهور لشيرين بعد الخطوبة    قرار جمهوري بتعيين الدكتور فهيم فتحي عميدًا لكلية الآثار بجامعة سوهاج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور صبرى الشبراوى خبير الإدارة الحديثة ل«الوفد»: الإصلاح دواء مر ولابد منه .. وتأجيله أكثر مرارة
نشر في الوفد يوم 26 - 07 - 2017


«السيسى» أخرجنا من عصر الظلمات.. وأتمنى أن ينجح
تركنا سيناء للإرهاب رغم أنها تعادل مساحة تايوان وسنغافورة وتايلاند
قال الدكتور صبرى الشبراوى، خبير الإدارة الحديثة، إنه كان سعيداً بحصوله على جائزة النيل لكنه حزين لأن مصر لم تستفد من خبراته لأن جميع مؤسسات مصر بدون منهج للإنتاج والتحديث.
وأكد «الشبراوى» أن قيادات مصر موظفون تمت ترقيتهم واعتادوا على تنفيذ التعليمات لأن مصر ليس بها معايير لاختيار القيادات، وأكد أن المحافظين يعينون من خلال كوتة من رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء.
وأشار خبير الإدارة الحديثة إلى أن سيناء التى تعادل مساحة تايوان وسنغافورة وتايلاند وأنها جوهرة العالم بكنوزها ومناخها، والإدارة المصرية تركتها للإرهاب، وأضاف أن مصر تمتلك المصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع ومع هذا نستورد الآلات والسلاح، مضيفاً أنه أصيب بالشلل انفعالاً وحزناً على مصر من حكوماتها الفاسدة.
ووصف الإصلاح فى مصر بالدواء المر الذى لا مفر من تجرعه ودفع ثمنه؛ لأن تأجيله أشد مرارة.
● كيف استقبلت فوزك مؤخراً بجائزة النيل؟
- استقبلتها بالسعادة لأنها جاءت نتيجة ترشيحات علماء يقدرون العلم ولكن كنت حزيناً لأنى جئت من الخارج وكنت أستاذ جامعة فى أمريكا واليابان ومستشاراً لشركات كبرى ودربت مديرين فى العالم كله ولم تستفد مص من خبرتى مع أن الذى يغير الدول وينهض بها هم «الندرة» وليس رجال الأعمال ولا السياسيين أو رجال العمولات، وحزنت لأنى اعتقدت أن بلدى فى احتياج لى وكنت أعتقد أننى سأعمل وأضيف قيمة لمصر وقيمتى من قيمة بلدى ولكنى حصلت على الجائزة بعد أن أصبح ليس لدى طاقة لتدعيم طاقة مصر البشرية.
● إذاً لم تتم الاستعانة بخبراتك؟
- لا.. لم تتم الاستعانة بخبراتى مع أننى جئت بمفهوم التنمية البشرية ولم يكن أحد يعرف ما التنمية البشرية فى العالم وليس فى مصر فقط، وقلت: التنمية الاقتصادية والاجتماعية تتم بتنمية البشر وركزت على المبدعين والمفكرين لأن العالم يكتشف ندرته البشرية ولهذا استقبلت الجائزة بالسعادة ولكنى حزين لأن مصر لم تستفد من خبراتى.
● هل هذه الجائزة أزالت غُصة كانت لديكم؟
- ليس لدىّ غُصة فى حياتى إلا أننى مقتنع بأن الإنسان يدفع ثمن كل خطوة يخطوها فى حياته، والثمن الذى دفعته هو إصابتى بالشلل من حزنى وانفعالى على بلدى بسبب حكوماتها الفاسدة ومع هذا ليس لدىّ غُصة بل لدىّ حزن.
● وهذا يفسر عدم وجود نهضة علمية فى مصر رغم وجود علماء؟
- لابد أن ننسى حكاية إن البلد ولادة لأن الندرة مثل الذهب أو الماس لا يوجد الكثير منها والندرة هم الذين يتولون المناصب العلمية والبحثية فى الدول المتقدمة لكن مصر لا تستثمر فى العلم أو البحث العلمى أو فى تنمية الندرة البشرية وإعطائها حقها، ولهذا لابد أن تتخلف مع أنها دولة غنية بمواردها والإدارة الجيدة لها هى الحل، لأن الإدارة صانعة الحضارة فالإدارة المتحضرة تصنع حضارة متحضرة والإدارة المتخلفة تصنع التخلف لأن الإدارة فى يدها السلطة وتدير الموارد.
● لكن معظم المتخصصين قالوا مصر فقيرة؟
- جميع الرؤساء المصريين قالوا إن مصر فقيرة مع أن دبى بالمقارنة بمصر هى قرية ولكنها أصبحت دولة بها مراكز علمية وتكنولوجية ومصر لديها مليون كيلومتر مربع، وألف كيلومتر مربع على البحر الأحمر ومثلها على البحر المتوسط وبها 7 بحيرات جبارة وتستورد الأسماك، إذاً الإدارة المصرية حولت مصر إلى قرية والإدارة هى جميع المؤسسات فى الدولة وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة.
● وكيف ترى إدارة الرئيس السيسى؟
- النواة جيدة، والرئيس السيسى بدأ إقامة مشاريع قومية كثيرة وهو رجل طموح لكن لابد من وجود مجموعات علمية تخطط وتراقب التنفيذ لأن الرئيس بمفرده لن يستطيع تحمل العبء كاملاً، وهذه المجموعات تكون تابعة لمؤسسة الرئاسة وكأنها حكومة أخرى ولكنها للفكر والعقل وتتشكل من خبراء فى الطاقة والطب والعلم وتنمية صناعات معينة تستطيع مصر أن تبرز فيها لأن مصر بالفعل دولة غنية رغم أن المليون كيلومتر مربع مهدرة وإذا تمت الاستفادة بها يمكن لمصر أن تتحول إلى دولة عظمى بالبحث العلمى.
● كيفية الارتقاء بمنظومة البحث العلمى؟
- بالفكر الجيد والعلماء المخططين لبرمجة أداء الدولة لأن البحث العلمى هو القادر على إخراج منتجات جيدة، وهذا يحتاج إلى مؤسسات بحثية وخبراء يخططون وينفذون ويتابعون.
● ما تقييمك للمجلس الاستشارى العلمى حول الرئيس؟
- السؤال: هل هذا المجلس العلمى له مكان مستقر فيه داخل مصر ويعمل المستشارون الخبراء فيه على خطط علمية أم أنهم يقيمون فى الخارج ويأتون إلى مصر فى زيارات أو استدعاءات ليلتقطوا الصور ثم يغادرون مرة أخرى وهذا ما يحدث ولهذا المجلس غير مجدٍ.
● وماذا عن سياسة الاستثمار فى مصر؟
- أولاً وزيرة الاستثمار مجتهدة وحولها مجموعة مستشارين جيدين ولديها منهج ممتاز فى الحصول على القروض وحصلت مؤخراً على قرض من البنك الدولى لإحضار قاطرات للسكة الحديد لكن المهم ماذا نفعل بالقروض غير أننا نستورد بها سلع، والمفترض اقتطاع جزء من القروض لإنشاء صناعات حتى لا تقترض وننام.. ويحدث هذا لأن جميع مؤسسات مصر تدار بدون منهج للتحديث والإنتاج، فجميع الإدارات ليس بها إدارة بحث أو إدارة تنمية بشرية لتنمية البشر وتدريبهم وليس بها إدارة إبداع وتطوير، إذن العقل مغيب وهذا يجعلنا ننفق وعندما نجوع نقترض وبهذه الطريقة سنظل نتسول، فلابد من تحويل القرض إلى طاقة إنتاجية مبدعة.
● كيفية تسويق هذه الإنتاجية للخارج؟
- بالطبع التسويق هو الحل ولابد من وجود أبحاث سوق لمعرفة أذواق الشعوب مثلاً لا يمكن تسويق أى منتج به لون أزرق فى السوق السويدى لأن الشعب السويدى لا يحبه، وأيضا الذوق الأمريكى فى السواحل يختلف عن المدن الوسطى وبالتالى لابد من معرفة مثل هذه الأمور والبحث العلمى هو الذى يكشفها، ولكن المؤسسات المصرية هيكلتها لا تتفق مع البحث العلمى والتطوير لأنهم يبحثون عن الربح فقط.
● لكن يوجد توجه عام فى المشروعات القومية تجاه سيناء؟
- تركنا سيناء فارغة سنوات طويلة للإرهاب وهى جوهرة العالم بسبب المناخ وما فى باطنها من كنوز وهى وجه أفريقيا وآسيا وظهر أوروبا، ومساحتها تعادل مساحة تايوان وسنغافورة وتايلاند، مع أن تايوان عليها 22 مليون نسمة والناتج القومى لديها مثل الناتج القومى لمصر 250 مليار دولار لأن تصديرها يفوق التصدير المصرى ثلاثة أضعاف، حتى إسرائيل ثلث مساحة سيناء وبها 8 ملايين نسمة ولكنها تنتج وتصدر ولبّست العرب طُرح» ولا يستطيعون النطق بحرف واحد ضدها لأن لديها علماً وأبحاثاً وتنتج برمجيات وسلاحاً وتسوقه للخارج مع أن مصر لديها المصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع ومع ذلك تستورد الآلات والسلاح لأن مؤسساتها تحتاج إعادة هيكلة لن يقوم بها إلا الخبراء من العلماء والندرة.
● وكيف يمكن جذب الاستثمارات الجديدة؟
- نحن نضع أعيننا على الخارج ونعطى الأجنبى مميزات وتسهيلات حتى يأتى ولا ننظر إلى الداخل جيداً مع أنه يوجد 3 مليارات جنيه فى البنوك وودائع فى الداخل ولو نريد استثماراً نقوم بعمل عشرات المشاريع كل مشروع بتكلفة 20 مليون جنيه ونجعل الشعب يساهم فى هذه المشاريع ثم نحضر الشركات الأجنبية بنسبة 20٪ حتى يأتوا إلينا بالتكنولوجيا والشركات تصبح مصرية تنمى الوطن وتقضى على البطالة، ونملك مصيرنا ومن يأتى من الخارج يكون معنا، ومصر تستطيع بناء مشروعات 80٪ منها تكون مشروعات قومية كما فعل «السيسى» فى مشروع قناة السويس عندما طرح الأسهم للشعب المصرى ويمكن أن نطبق هذا فى مشروعات قاطرات وصناعات دوائية والتكنولوجيا الجديدة ويمكن طرح أسهم للألف مصنع للغزل والنسيج المتوقفة وتتم إعادة هيكلتها وتشغيلها بدلاً من بيعها كما نفعل فى المستشفيات التى تباع بملاليم ولا نقع فى خطأ بيع رأسمال مصر كما بعنا بنزايون وصيدناوى وشركة بيع المصنوعات وغيرها لأن هذه كانت شرايين مصر لأنها منافذ للتسويق وبدونها المصانع المنتجة تختنق حتى لو كان لابد من بيعها فلماذا لا تباع للمصريين ويتم تطويرها وهذا لا يتم لأن الإدارة غبية.
● إذاً الإصلاح المؤسسى هو السبيل الوحيدة للنهوض بمصر؟
- طبعاً.. ولكن بمنهج لأن العقل المصرى يُشل إما بالتخندق حوله نفسه وبهروب الندرة إلى الخارج.
● هل التشخيص الخاطئ للمشكلات أحد معوقات التنمية؟
- هذا صحيح لأنه يصبح مثل الطبيب الذى يصف للمريض دواء خاطئاً لحالته المرضية وهذا ما يحدث كتشخيص خاطئ من الإدارة غير العلمية فى إدارة المؤسسات واختيار القيادات وهذه من أخطر المشكلات لأن مصر ليس فيها معايير لاختيار القيادات وكل مسئول لديه مدير مكتب يغلق عليه منافذ الوصول له ثم يتحول إلى رجل العمولات وبدلاً من البحث عن العلماء يبحثون عن العمولات كما حدث فى عصر مبارك ولهذا أنا خائف على السيسى لأن الرجل أخرجنا من عصر الظلمات فهو رئيس ملهم وأتمنى أن ينجح ولكن ليس بالرقة والحنية لأن الإلهام ليس كافيا للنجاح بل العلم ولهذا عليه الاستعانة بالعلماء المصريين من الخارج.
● وماذا عن علماء الداخل؟
- فى اختيار القيادات فلنكن مثل فرنسا التى لا تعين مسئولاً فى أى منصب إلا بعد أن يلتحق بمعهد للإدارة يدرس فيه الإدارة الحديثة ولكن فى مصر المحافظون كمثال يعينون بالكوتة من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة ورجال القضاء مع إن رجل القضاء ليس لديه تنمية اقتصادية أو تنمية إدارية يجلس على منصة عالية.
● مهلاً حتى لا تخدش ال «رونق» يا دكتور؟
- بل هو رجل قانون وفاضل ويجلس على منصة العدل وله هيبة لكن مصر تحتاج إلى مدير تنموى لديه أدوات وأنا لا أعترض عليهم بل أطالب بإعدادهم فى معاهد قيادية قبل توليهم المناصب لكن ما يحدث أن المسئول يخرج من منهج عمله إلى منهج آخر، ثم إن مشاكل المحافظات من الأمراض المستعصية فى مصر وبها طاقة جبارة وتحتاج إلى خطط وتحديث وعمل شاق لأنها تلتحم بالجماهير ولكن المركزية الشديدة تعوقها.
● كيف يتم الانتقال من المركزية إلى اللامركزية دون تعقيدات؟
- الانتقال إلى اللامركزية بالتغيير والشفافية وهو الدواء المر ولابد من تجرعه ودفع ثمن هذا الدواء حتى يتم الإصلاح والتنمية ولكن إذا تم التأجيل فالتكلفة ستكون أعلى وأشد مرارة.
● ما تفسيرك للهجوم على مشروع العاصمة الإدارية الجديدة؟
- طالما أن مصر تريد إنشاء عاصمة جديدة فلتأخذ المفهوم لأن المفاهيم هى التى تغير وتنهض بالدول، ومعنى المفهوم هو أن نرى العالم ماذا يفعل؟ ومصر ستنشئ عاصمة إدارية ستنقل فيها الوزارات والإدارات وكان علينا أن ننظر لمصر تاريخيا كيف كانت متقدمة فى العالم العربى، سنجدها كانت متقدمة فى الطب والآن لدينا مراكز طبية جيدة مثل مركز الكلى للدكتور محمد غنيم ومركز القلب للدكتور مجدى يعقوب فى أسوان ولهما سمعة جيدة. فكان الأولى إنشاء عاصمة طبية متخصصة فى الطب لأفريقيا والعالم العربى وأيضاً أوروبا وننمى الباحثين والعلماء فى الطب لتكون مدينة عالمية لشركة مساهمة من الشعب المصرى، وهذه ستكون ميزة تنافسية نسبياً غير العاصمة الإدارية لنقل المبانى والموظفين، وعلينا أن ننشئ مجموعة عواصم تكاملية للطب وأخرى للسينما والفن وغيرهما للتكنولوجيا وصناعة الهاى تك ومدينة لصناعة الملابس والموضة وهذا هو الاستثمار الذى يدر عائداً.
● كيف تنفذ الإدارة الاستراتيجية للدولة؟
- يوجد مجموعة نقاط مهمة لأن الذى يحد من قدرة أى أمة عن الانطلاق هو الإدارة الاستراتيجية الخاصة بها، والاستراتيجية هى الإدارة بأهداف حتى تخدم المجتمع مثل استراتيجية الحرب كما حدث معنا فى حرب أكتوبر 1973 ولإعادة تقييم الموقف لابد من إعادة حساباتنا مع الدول العربية وأوروبا وأمريكا وإسرائيل وموقفنا مع أنفسنا، والأهم إعادة النظر فى الذات والناتج القومى عندما لا يتماشى مع إمكانيات الشعب المصرى وقدراته لابد من إعادة النظر فيه من حيث كيف يدار المجتمع فى فترات سابقة وما هى الإدارات الاستراتيجية التى تستلزم نقلنا نقلة حضارية ولابد أن تكون الإدارة الجديدة إدارة تحارب العشوائيات التى خلقت الإدارة العشوائية.
● كيفية الخروج من الأزمات الاقتصادية؟
- بالمفاهيم التى تحدثت عنها معك وهى العلم والتطوير بالمفاهيم الجديدة لكننا نختار القيادات دون معايير لأنهم موظفون تمت ترقيتهم واعتادوا على تنفيذ التعليمات ومقولة «ننتظر تعليمات سيادتك يا فندم» ولهذا تحتاج مفاهيم جديدة، وفكراً جديداً ومؤسسات لها منتج جديد يكون عليه الطلب فى الداخل والخارج.
● دائماً ما كنت تطالب برفع الدعم هل رفع الدعم سبب فى الأزمة الاقتصادية؟
- عندما تدعم الدولة الفقير سيظل فقيرا ولهذا على الدولة أن تدعم التعليم والبحث العلمى حتى تنهض الأمة وذلك بتطبيق سياسات جديدة لأن التقدم والتخلف يكون بالإنسان وليس دولة لأن تقدم الإنسان وتخلفه ينعكس على دولته والدولة عندما تدعم السلع وتبتعد عن التعليم والبحث العلمى فإنها تدعم التخلف وتنميه، والتنمية تكون بالإنسان وبجودة عالية وهذا سينعكس على الإنتاج وعلى جودة الحياة وبدون جودة للإنسان فماذا سيقدم؟! وعلى الدولة أن تنتج سلعة عليها طلب وبدون ذلك ستصبح دولة بلا قيمة والاقتصاد هو الأولى لإنتاج مطلوب وإذا لم يكن الإنتاج غير مطلوب فهذا بوار ودليل على أن الدولة سيئة فى إدارتها لمواردها البشرية.
● كيف ترى قانون الاستثمار الجديد؟
- هو قانون جيد لكن لمن.. للخارج أم للمصريين فى الداخل؟ لأن المفترض أن أكبر مستثمر فى مصر يكون هو الشعب المصرى بالأسهم، مثلاً الاقتصاد الأمريكى والألمانى والإنجليزى فإن شعوب هذه الدول هى التى تملك الاقتصاد من خلال الشركات الكبرى مثل جنرال موتورز وآبل، فالشعب يساهم من خلال الشركات المساهمة ويربح ولكن فى مصر الشعب يضع أمواله فى البنوك لتنام وأصبح شعباً غير منتج، وقانون الاستثمار لابد أن يوجه لخدمة الشعب ورفاهيته بالتفكير فى مشروعات منتجة ومربحة يسهم فيها الشعب ويكون لها عائد والرخاء يعم على الشعب وليس على المستثمر الأجنبى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.