تستأنف غدا البورصة تعاملاتها بعد انتهاء عطلة المولد النبوي الشريف. يأتي بدء استئناف التداولات وسط تصاعد في الاحداث السياسية عقب مجزرة بورسعيد والتي تسببت في حالة من الانفلات الامني وخروج المصريين الي التظاهر مرة اخري. تسيطر حالة من المخاوف علي المتعاملين بالسوق والخبراء والمحللين الماليين بسبب تداعيات الأحداث علي الأسهم واستمرار التراجعات الحادة بمؤشرات السوق. توقع خبراء ومحللون ماليون أن يشهد السوق اتجاه هابط وبصورة حادة نتيجة عدم الاستقرارالامني والمخاوف من سقوط ضحايا آخرين بسبب الانفلات الأمني الذي سيطر علي محافظات الجمهورية. قال وائل النحاس خبير اسواق المال إن تصاعد أحداث العنف وعمليات التخريب التي تشهدها البلاد سيدفع المستثمرين بكافة شرائحهم إلي البيع الهستيري تجنبا لتكبد المزيد من خسائرهم المالية. وتابع ان "المؤشر الرئيسي للبورصة قد يتسم ادائه بالتحركات العرضية نتيجة احتواء المؤشر علي اسهم يتم التعامل عليها ببورصة لندن في صورة شهادات ايداع دولية". واوضح أن اموال النظام السابق لاتزال تهرب من خلال الأسهم التي يتداول عليها والمدرجة ببورصة لندن اذ انهم يقومون بتحويل الأسهم إلي شهادات ايداع دولية من خلال هذه الاسهم. أضاف هاني حلمي خبير اسواق المال ان صعود الاسهم مرهون بالاستقرار السياسي باعتبار ان راس المال جبان ويبحث دائما عن الامان مشيرا الي ان الانخفاضات قد تفوق وتتجاوز كل مناطق الدعم. ووفقا لقول هدي المنشاوي خبير اسواق المال فقد نشهد انهيارات في الاسهم نتيجة المخاوف التي تسيطر علي المتعاملين بالسوق بسبب تصاعد الاحداث في الشارع وهو ما قد يضع المؤشر الرئيسي للبورصة لاختبار مناطق دعم جديدة عند 4400 نقطة. قال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، إن البورصة ستحاول خلال الجلسات معالجة آثار الأحداث بطريقة عادلة لاحتمال أى تبعات خاصة بها، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتم الفصل بين تطورات الوضع الأمنى والسياسى وبين تحركات سوق المال خاصة على المدى القصير. وأوضح عادل أن معدل المرونة الاستثمارية للسوق المصرى قد أثبت فى جلسة الخميس الماضى ارتفاعه بصورة نسبية بالرغم من عمليات جنى الأرباح التى شابت تداولاته، مؤكدا على ضرورة إتمام باقى الاصلاحات المطلوبة فى نظم التداول وتحفيز المؤسسات المالية على الاستثمار فى السوق بغرض تحقيق الاستقرار فى التداولات على المدى المتوسط والطويل موضحا أن أداء السوق بشكل عام مرهون بالاستقرار الأمنى وعودة الاستقرار. اضاف أن تعاملات الأسبوع الحالى ستتسم بالحذر نتيجة لأحداث الأسبوع الماضى، وان تعامل الجهات الحكومية ومجلس الشعب مع الملف الأمنى وقراراته سيكون المحرك الرئيسى للسوق الأسبوع المقبل، وأضاف أن هناك قوى شرائية ترغب فى الدخول بما يدفع السوق لمواصلة صعودها.